لهذه الأسباب لن يستقيل الحريري

لهذه الأسباب لن يستقيل الحريري
الأربعاء ١٨ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٩:٣١ بتوقيت غرينتش

يكثر الحديث عن إمكانية لجوء رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الى الاستقالة، بعد الاحراج الكبير الذي يتعرض له ضمن حكومته، وتفلت الوزير جبران باسيل من أي ضوابط حكومية خصوصا بعد إعلانه عن سياسته المستقلة في وزارة الخارجية والتي ترجمها في أكثر من محطة، ما ساهم في وضع الحريري تحت ضغط سياسي هائل.

العالم - العالم الاسلامي

هل يفعلها الرئيس الحريري في المدى المنظور بحسب ما يشاع، أم أن لدى ساكن بيت الوسط الكثير من المعطيات التي تجعله يتمسك أكثر فأكثر بتلابيب السلطة التنفيذية؟

كثير من المراقبين، يقرأون في كف التوقعات العديد من الاسباب التي تجعل الحريري مصراً على البقاء في السراي، لعناوين اقليمية تتلخص بالاتي:

أولا: الحديث عن السعي لانهاء ملف النازحين السوريين باقصر الطرق، وما سبقه من لقاء في نيويورك بين وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل ونظيره السوري وليد المعلم، يفرض عليه التمترس في السراي لفرملة بعض الاندفاعات، وعدم إقلاق العواصم الناقمة على دمشق.

ثانيا: إشتداد حمى التوتر بين السعودية وحلفائها وبين إيران التي تأبى أن تخضع للتهديدات الاميركية بهذه الحزمة من العقوبات أو تلك. ما يتطلب عدم التخلي عن موقع متقدم بالسلطة في لبنان.

ثالثا: في ظل الانفتاح السعودي على كل المكونات السنية ووقف الحصرية السياسية، يحرص الحريري على التعاطي مع المملكة كرئيس لحكومة لبنان.

أما في الشق الداخلي فان هناك اسباباً موجبة للبقاء ومن أبرزها:

أ ـ سعي الحريري للخروج من أزمته المالية والاستفادة من الحكم في توفير بعض الخدمات لشارعه.

ب ـ إن أي خروج من الحكم على أبواب الانتخابات النيابية المقبلة، لن يكون في صالح النتائج التي يسعى لها رئيس الحكومة، الا اذا كان يعتقد أنه يستطيع تأليب الشارع لصالحه عندما يكون في المعارضة، عندها يخرج من كل الاحراج ويعلنها حربا على الخصوم بما في ذلك حزب الله وهو مادة مربحة في شارعه عشية الانتخابات.

ج ـ يدرك الحريري أن خروجه من السلطة بطابع التحدي، لن يوفر له بعد الانتخابات عودة آمنة الى السراي الحكومي، خصوصا أن الأكثرية النيابية لن تكون متوفرة كما السابق في ظل القانون النسبي مع الصوت التفضيلي حيث تشير كل الاحصاءات أن المستقبل سيخسر عددا لا يستهان به من النواب.

وكذلك فان التنازلات الكبيرة التي قدمها الرئيس الحريري من أجل البقاء في السلطة، وسُجلت عليه، لا يمكن أن يفرط بها أو يجعلها تذهب أدراج الرياح، لذلك وجد من الأفضل أن يبادر الى تحصين نفسه باللقاء الذي عُقد في دارة النائب وليد جنبلاط في كليمنصو وبحضور  رئيس مجلس النواب نبيه بري. في حين أن استعادة مشهد واشنطن عندما "أُقيلت" حكومته في العام 2011 ليس بالامر المتوفر حالياً، لأن معطيات الأمس لا تتطابق مع ظروف اليوم.

المصدر: الديار