ديمقراطيو أميركا وسيناريو الإقامة الجبرية في الرقة

ديمقراطيو أميركا وسيناريو الإقامة الجبرية في الرقة
الخميس ١٩ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٧:٣٧ بتوقيت غرينتش

الرقة بقبضة ميليشيا قوات سورية الديمقراطية هناك حيث تُدق كؤوس البراندي الأمريكي بحضور راعي البقر صاحب الفضل الأكبر في جذب المدينة إلى حضن التحالف الدولي الجامح.

العالم - مقالات وتحليلات

رُفع علم المقاتلين الديمقراطيين، وعلت أصوات الكاوبوي هالولويا بعد أن سيطرت عبارة داعشي الله أكبر في المدينة.

وبين فرح البعض لتحرير الرقة بغض النظر على أيدي من تم التحرير، وبين غضب البعض كون ميليشيا مدعومة أمريكياً هي من قامت بالفعل، تبقى التحليلات حول مابعد الرقة.

الحقيقة الوحيدة التي لا مجال للنقاش فيها حالياً هي انكفاء تنظيم "داعش"، وتنكيس راياته، هذا الحدث سيتم استغلاله من قبل الإدارة الأمريكية، التي كانت قد أعلنت سابقاً عن يأسها من إيجاد قوى معارضة معتدلة لتدريبها وتبنيها، اليوم تستطيع واشنطن أن تقول بأن ميليشيا سوريا الديمقراطية هي باكورة أعمال التنقيب التي قام بها الأمريكيون في الأرض السورية.

وبالتالي فإن انتزاع الرقة على يد الميليشيا المدعومة من الأمريكي سيكون بمثابة أداة ترويج لقوات سورية الديمقراطية أولاً ولواشنطن ثانياً كونها ستقول لقد وجدت من كنت أنقب عنه، وهو من سيكون الرهان عليه في مناطق أخرى.

لكن الأسئلة المطروحة حالياً ومن قبل الإعلام الأمريكي والغربي قبل غيره، هو ماذا بعد الرقة؟ ماذا ستفعل واشنطن بعد ذلك؟ هل ستجرؤ على التقدم نحو الدير الذي يشهد زحفاً سورياً كبيراً؟ أم هل ستشخص واشنطن بعينيها نحو مناطق كالقامشلي والحسكة؟.

بعض المحللين يرون بأن أمريكا تريد الحصول على قطعة من الكعكة السورية، حيث يزعم المعسكر الخصم بأنه كلما تقدم الجيش السوري وانتصر في منطقة فإن ذلك يزيد من مكاسب الروس والإيرانيين، لذلك خصت واشنطن الرقة بذلك الاهتمام العالمي.

الاتهامات الروسية لأمريكا بشأن دعم تنظيم "داعش" أو التستر عليه لم تبرد بعد ولا تزال ساخنة، فهل سيتم اعتبار حدث الاستحواذ على الرقة بمثابة تحصيل حاصل كون واشنطن تدعم "داعش" وتتستر عليه؟ بمعنى آخر انسحاب "داعش" من الرقة كان بتغطية أمريكية لتقوم واشنطن باستغلال الحدث عالمياً على أنه نصر كبير على الإرهاب الدولي بالنسبة للولايات المتحدة وجميع حلفائها.

الأهم هو كيف ستكون ردة فعل الجيش السوري والقيادة السورية حول ما جرى؟ قد تكون الرقة منطقة إدارة ذاتية بإشراف أمريكي، وقد تكون منطقة حياد لا يتم الاقتراب منها على مبدأ اتفاق تنسيق العمليات الأمريكية ـ الروسية في سوريا، وقد يعمد الجيش السوري بعد الانتهاء من الدير إلى الحديث عن الرقة ووجوب إعادتها لكنف الدولة، وقتها ستكون هناك مفاوضات وخلافات مع القوة الماسكة بزمام المدينة، فهل ستتطور الأحداث إلى عملية عسكرية في الرقة؟ أم أن الأمور ستبقى على حالها حالياً بسبب التوازنات الروسية ـ الأمريكية ويستمر العمل العسكري في مناطق أخرى بمحيط الرقة ريثما تتهيأ الظروف المناسبة للمفاوضات.

الأهم من كل ما سبق هو ماذا ستفعل واشنطن بعد الرقة، هل ستجرؤ على الاقتراب من مناطق الدير، لعل المعلومات المتوافرة لدى الجيش السوري بأن الرقة باتت في قبضة قوات سوريا الديمقراطية والأمريكيين هو ما جعله يسرع بعملية دير الزور وريفه وذلك من أجل حصر الوجود الأمريكي في الرقة فقط دون أن يتوسع، بعبارة أخرى إقامة جبرية لقوات سورية الديمقراطية في الرقة.

علي مخلوف / عاجل

109-2