نائب تركي: واشنطن كانت تحضر وحدات حماية الشعب الكردية لما بعد "داعش"

نائب تركي: واشنطن كانت تحضر وحدات حماية الشعب الكردية لما بعد
السبت ٢١ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠١:٢٩ بتوقيت غرينتش

قال النائب عن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا عن ولاية ماردين، أورهان ميري أوغلو إن علاقة الولايات المتحدة الأميركية مع وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا ليست علاقة مؤقتة كما تدعي ولكنها علاقة دائمة.

وقال النائب ميري أوغلو "إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تحضّر وحدات حماية الشعب الكردية إلى مرحلة ما بعد "داعش"، وهذا ما حدث حالياً حيث قامت بتسليم إدارة مدينة الرقة لها بعد تحريرها من "داعش"".

وتابع "لكن المشكلة هنا ليست وحدات حماية الشعب الكردية وإنما قوات سوريا الديمقراطية، كما أنّ النموذج الإداري المقترح هنا هو نفسه سواء في الرقة أو في عفرين، حيث يقوم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية بتأسيس هذا النموذج في شمال سوريا".

وحول زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج الفارسي ثامر السبهان إلى الرقة شمالي سوريا، قال النائب ميري أوغلو إنّ "السعودية تريد إراحة السكان العرب نفسياً في الرقة، كما أنها لا تمتلك سياسة مستقلة عن الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط".

وتابع "لا نستطيع قراءة الأحداث في كل من سوريا والعراق وشمال العراق بمعزل عن بعضها البعض، فهناك لاعبون بمستوى الدول على رأسهم القوتان العظمتان روسيا وأمريكا، إلى جانب اللاعبين الإقليميين (تركيا وإيران والعراق وسوريا) بالإضافةً إلى القوى التي لا تعتبر في موقع الدولة، إذ يسير التعاون بين هذه الدول والقوى على نفس المستوى".

ورأى أن تقييم الأحداث اليومية دون أخذ استراتيجيات اللاعبين على المدى القصير والمتوسط والطويل بعين الاعتبار لا يعطي نتائج سليمة، وأنّ رفع صور زعيم حزب العمال الكردستاني "عبد الله اوجلان" في الرقة يعني أن اتفاق أمريكا مع وحدات حماية الشعب الكردية هو اتفاقٌ دائم وليس مؤقتاً، كما أن قوات سوريا الديمقراطية هي التي ستدير مدينة الرقة وفق النموذج المعتمد في المناطق الأخرى في شمال العراق، والزعيم الوحيد للقوى الموجودة على الساحة هو عبد الله أوجلان [زعيم ومؤسس حزب العمال الكردستاني]".

ولفت ميري أوغلو إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي يؤسس نظاماً شبيهاً بالنظام الذي كان قائماً في شمال العراق عام 1990، وهو ليس ظاهرةً مؤقتةً وإنما دائمة، مشيراً إلى أنّ موضوع تمثيل السنّة العرب في سوريا يشكل أهمية خلال العملية لأنهم مقسمون حيث حاول "داعش" تمثيلهم في سوريا والعراق، وهذا سيظهر في المرحلة المقبلة كمشكلة كما حدث في العراق بعد عام 2003.

ورأى أن بروز إيران في المنطقة قد يزعج القوى العالمية على المدى المتوسط، قائلا إن استراتيجية إيران في المنطقة "تعتبر استراتيجيةً متكاملةً بالنسبة لتركيا وروسيا، وهي تتحرك ضمن استراتيجية تأخذ العراق وسوريا والسنوات العشر المقبلة بعين الاعتبار، وهذا بدوره سيدفع القوى الموجودة في المنطقة وعلى رأسها تركيا وأمريكا لاتخاذ موقف حيال إيران.

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة بدأت، في 30 أيار/مايو الماضي، إرسال معدات وأسلحة ثقيلة لقوات سوريا الديمقراطية، لشن حملة تحرير الرقة، التي كان أعلنها تنظيم "داعش" الإرهابي عاصمة "دولة الخلافة" المزعومة في سوريا قبل أكثر من 3 سنوات.

وفي الحادي والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، أعلن التحالف الدولي ضد "داعش" الذي تقوده الولايات المتحدة أن "قوات سوريا الديمقراطية" ("قسد") حررت مدينة الرقة من مسلحي "داعش" بدعم من التحالف الدولي بشكل كامل.