“الشيف الصغير”..معلم الأطفال الفلسطينين في فنون الطهي

“الشيف الصغير”..معلم الأطفال الفلسطينين في فنون الطهي
الأربعاء ٢٥ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٦:٠٥ بتوقيت غرينتش

أمام وعاء حديديّ كبير، يقف الطفل يزن أبو صقر (6 أعوام)، ممسكاً بملعقة خشبية كبيرة، يحرّك بواسطتها خليطاً من التوابل، خلال تجهيزه لواحدة من الأكلات الشعبية السعودية، والمعروفة باسم “الكبسة”، ضمن برنامج “الشيف الصغير” التدريبي.

العالم - منوعات

وافاد موقع أردن الاخباریة نقلا عن أبو صقر، الذي يرتدي زيّ الطهاة والقبّعة بيضاء اللون، بعض حبيبات “الزبيب” (عنب مجفف)، إلى الوعاء الحديدي.

وإلى جانب أبو صقر، تتعلّم الطفلة شهد أبو هلال (12 عاماً)، طريقة تحضير “المسخّن”؛ واحدة من الأكلات الشعبية الفلسطينية، تتكّون من (بصل، ودجاج، وبهار السمّاق).

وهي تعدّل قبعتها البيضاء، تسأل مُدرّبها عن الطريقة الصحيحة لتقطيع البصل الخاص بالأكلة التي تجهّزها.

ويلتحق حوالي 120 طفلاً في برنامج “الشيف الصغير”، لتعلّم فنون وأصول الطهي وأُسس السلامة في المطبخ، مٌقسّمين على 3 مجموعات أسبوعياً، بواقع 11 طفل في كل مجموعة.

وفي مطبخ يتبع لمطعم محلي يُطلق عليه اسم “زاد الخير”، وسط مدينة غزة، يجتمع 7 أطفال (ينتمون لمجموعة مكونة من 11 طفلا) حول طاولة خشبية، يتعلّمون الطريقة الصحيحة لاستخدام الأدوات المطبخية الحادّة.

فيما يتعلم بقية أفراد المجموعة طريقة عمل الحلويات الشرقية، ومنها “المبروشة” (كعكة هشّة بالمُربى).

 

وتقول هبة الإفرنجي، منسقة البرنامج:” هدف هذا البرنامج اجتماعي بحت، نحاول من خلاله إبعاد الأطفال عن جو الحصار، والضغط النفسي”.

وتتابع الإفرنجي خلال حديثها مع وكالة “الأناضول”:” حاولنا من خلال هذا البرنامج، أن نطرح فكرة جديدة مغايرة عن أفكار المشاريع والمخيمات التي تُطرح وتستهدف فئة الأطفال، فيما نقدّمه بشكل مجاني مراعاةً للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها قطاع غزة”.

ووفقا لتقارير أعدتها مؤسسات دولية، فإن 80% من سكان قطاع غزة باتوا يعتمدون، بسبب الفقر والبطالة، على المساعدات الدولية من أجل العيش، ولا يزال 40% منهم يقبعون تحت خط الفقر.

ويستهدف برنامج “الشيف الصغير”، الذي بدأ منذ نحو 3 أسابيع، الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين (6-12 عاماً)، من كلا الجنسين.

وخلال البرنامج، يخضع الأطفال لدورات لتعلّم الأسس الخاصة بـ”السلامة في المطبخ، وكيفية استخدام الآلات الحادة، والتعامل مع النار، بالإضافة إلى تعلّم فنون المطبخ والطهي”.

ويجد الأطفال المشاركين نوعاً من المتعة خلال خضوعهم لتلك الدورات، فيما يتم تفريغ طاقاتهم في قنوات تعود عليهم بالفائدة على صعيدهم الاجتماعي، على حدّ قول الإفرنجي.

وعن نوعية الأكلات التي يتعلمها الأطفال ضمن البرنامج، تقول الإفرنجي إن أغلبها من الأكلات الشرقية والعربية مثل (الأرز بأنواعه المختلفة، والوجبات الشرقية السريعة، والحلويات أيضاً).

 وتستكمل قائلة:” وجدنا أن هذا البرنامج ساهم في توفير السلامة النفسية للأطفال، خاصة وأنهم يتخرجون منه وهم فرحين، متخلصين من الضغوط النفسية التي عايشوها”.

ولاقى هذا البرنامج إقبالاً من قبل العائلات الفلسطينية التي ترغب بضمّ أطفالها إليه، إذ تقدّم للتسجيل نحو 400 طفل وطفلة، إلا أن قدرة البرنامج الاستيعابية لم تتحمل سوى (120) طفلاً فقط، وفق الإفرنجي.

وتطمح الإفرنجي، ومديرو البرنامج، إلى تطويره كي يتحول إلى أكاديمية أو مدرسة لتعليم الأطفال فنون الطهي والمطبخ.

وتقول الطفلة لمَا سكيك (10 سنوات)، وهي تتجهز لتبدأ دورة لتعلّم طريقة عمل “المبروشة” (حلويات):” عندما سمعت عن هذا المشروع انتابني نوع من الفضول للانضمام إليه ولاقيت تشجيعاً من والدتي”.

وتضيف خلال حديثها مع وكالة “الأناضول”:” دائما ما يكون لدي رغبة في تعلّم الطهي وفنونه، وأساعد والدتي في إعداد الكعكات المنزلية”.

206