فايننشال تايمز: أبوظبى ترتبط بـ"بلاك ووتر" سيئة السمعة

فايننشال تايمز: أبوظبى ترتبط بـ
الخميس ٢٦ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٧:١٣ بتوقيت غرينتش

أكدت صحيفة أمريكية توسيع تدخلات الإمارات العسكرية فى المنطقة؛ وقالت إن نزعة الحداثة فى الامارات ترافقت مع ميل شديد للعسكرة.

العالم - العالم الاسلامي

ونشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا حللت فيه الطموحات الخارجية للإمارات العربية المتحدة، وفكرة العسكرة التي ترافق جهودها؛ لتقديم البلد على أنه نقطة وصل "متسامحة" بين الشرق والغرب.

ويستدرك التقرير، بأن نزعة الحداثة ترافقت مع ميل للعسكرة، مشيرا إلى أن الربيع العربي، الذي ضرب العالم العربي عام 2011، وصعود داعش، وحالة الإحباط التي أصابت قادة الخليج (الفارسي) المحافظين عادة من إدارة الرئيس باراك أوباما، وتقاربه مع إيران، كلها مجموعة أقنعت هؤلاء القادة، الذين كانوا يتجنبون المخاطرة، بتغيير رؤيتهم.

وتشير الصحيفة إلى أن الإمارات تقوم اليوم بتبني سياسة تنتقد فيها منافسيها في قطر وإيران، وتتهمهما بالتدخل في شؤون الجيران، لافتة إلى أنها انضمت إلى السعودية والبحرين ومصر في حملة ضد قطر، فيما يصفه محللون ومسؤولون في المنطقة "قيادة من الخلف" في حصار قطر.

دعم حفتر في ليبيا

ويلفت التقرير إلى أن الإمارات تدعم الجنرال خليفة حفتر، فيما كشف عنه تقرير للأمم المتحدة بأنه انتهاك لتصدير الأسلحة لهذا البلد، منوها إلى أن الإمارات أقامت أيضا قواعد عسكرية في ميناء "عصب" في أريتريا على البحر الأحمر.

ويورد التقرير نقلا عن خبراء أن الإمارات اليوم لديها أحدث جيش مسلح بالعتاد الحربي المتقدم، وقوة يتم نشرها بدعم من المستشارين، من أمثال مؤسس شركة التعهدات الأمنية سيئة السمعة "بلاك ووتر" إريك برينس، لافتا إلى أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، أدى دورا حول كيفية تحديث الجيش الإماراتي قبل أن يصبح وزيرا للدفاع، وهو الذي أطلق عليها اسم "أسبرطة الصغيرة"، في إشارة للنزعة العسكرية.

وتنقل الصحيفة عن الزميل الباحث في جامعة رايس الأمريكية كريستيان كوتس أولريشنسن، ان "الدور الحازم لأبو ظبي في كل من الخليج  (الفارسي) والمنطقة يبتعد كثيرا عن دبلوماسية التراضي في عهد الشيخ زايد".. وأضاف: "في الوقت الذي تتخذ فيه أبو ظبي مواقف وتربط نفسها بالسارية السعودية، فهي تخاطر بأن تضع نفسها وسط خطوط الانقسام الإقليمي أكثر من أي وقت مضى".

وتنقل الصحيفة عن المحلل الإماراتي عبدالله عبد الخالق، أن الحزم في السياسة الإماراتية يعكس الثقة بالمصادر "اللينة" و"القوية"، التي تتراوح من نفوذها المالي إلى علاقتها القوية مع الغرب وقوتها العسكرية النامية، ويضيف: "بدا لهم أن لديهم الكثير الذي يمكنهم استخدامه" في النفوذ.

التورط في اليمن

وتقول الصحيفة إن سمعة الإمارات تلطخت؛ بسبب سقوط أعداد كبيرة من المدنيين في اليمن، ووجهت لها اتهامات بالقيام بانتهاكات واسعة، حيث تم نشر حوالي 1500 جندي إماراتي كجزء من الحملة السعودية في اليمن، واتهمت منظمة "هيومان رايتس ووتش" القوات الإماراتية بدعم القوات اليمنية التي قامت بالإساءة لأعداد كبيرة من الأشخاص أثناء العمليات الأمنية، منوهة إلى أن السعودية والإمارات تنكران هذه التهم.

ويورد التقرير أن منظمات الإغاثة الإنسانية تصف الوضع في اليمن جراء التدخل السعودي الإماراتي، بأنه أسوأ كارثة إنسانية من صنع البشر، لافتا إلى أن السعودية والإمارات تقولان إنهما تدعمان حكومة شرعية، فيما تقول الإمارات إنها تحارب تنظيم القاعدة إلى جانب القوات الأمريكية الخاصة.

وتستدرك الصحيفة بأنه رغم اعتراف المسؤولين الإماراتيين بثمن التدخل في مناطق أجنبية من ناحية السمعة والكلفة المالية، إلا أن الشيخ محمد مقتنع على ما يبدو من صحة موقف بلاده.

ويجد التقرير أنه "مع أن هناك ثمنا تدفعه الإمارات في تحقيق طموحاتها الإقليمية، فقبل عامين قتل 45 جنديا إماراتيا في يوم واحد في اليمن، وهو أكثر الأحداث الدموية في تاريخ الإمارات القصير، إلا أن أبو ظبي قامت ببناء زخم للحرب في اليمن، وأعلنت عن يوم حداد رسمي لتذكر الجنود الذين سقطوا في الحرب التي مضى عليها عامان".

وتبين الصحيفة أن مراقبين يرون أن تلك محاولة لتعزيز الشعور الوطني، والتأكد من الدعم المحلي للطموحات الخارجية، مشيرة إلى أن قادة الإمارات آمنون في الوقت الحالي من ناحية الدعم الشعبي لهم.

2-205