الشهيد فتحي الشقاقي.. 22 عاما على اغتيال "الثائر"

الشهيد فتحي الشقاقي.. 22 عاما على اغتيال
الخميس ٢٦ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٦:٣٦ بتوقيت غرينتش

اغتيل الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" ومؤسسها الشهيد فتحي الشقاقي ،في مثل هذا اليوم قبل 22 عاما، على أيدي عناصر من جهاز الاستخبارات "الإسرائيلي" الخارجي "الموساد" في جزيرة مالطا (وسط البحر المتوسط).

العالم - فلسطين

عشر دقائق فقط، كانت المدة الزمنية الفاصلة بين تنفيذ الفاعلين لجريمتهم، وهروبهم بواسطة قارب صغير، كان ينتظرهم في مرفأ قريب من مسرح الجريمة، "غادروا المكان وتركوا الشقاقي مضرّجاً في دمائه، بعد أن اخترقت ثلاث رصاصات كاتمة للصوت رأسه".
 
في ذلك اليوم من عام 1995، كان الشقاقي عائداً إلى سوريا بعد لقاء جمعه وعدد من القادة الفلسطينيين بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي في طرابلس، لمناقشة مشكلة الفلسطينيين العالقين على الحدود الليبية – المصرية.

كانت الصدمة كبيرة في أوساط الفلسطينيين عموماً وكوادر وأنصار حركة "الجهاد الإسلامي" خصوصًا، في حين عمّت المظاهرات والفعاليات الاحتجاجية غالبية أماكن تواجد الفلسطينيين في الداخل والشتات.

حياته

ينحدر الشقاقي من عائلة فقيرة من قرية "زرنوقة" قضاء الرملة، لجأت إلى قطاع غزة بعد النكبة عام 1948، واستقرت في مخيم "الشاطئ" للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة، ثم انتقلت إلى مخيم "رفح" جنوب القطاع.

وأنهى الشقاقي دراسته الثانوية العامة في قطاع غزة، ثم درس في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية وتخرج في قسم الرياضيات، وبعدها عمل أستاذاً في مدارس "القدس".

وفي أثناء ذلك، أعاد الشقاقي مرة أخرى دراسة الثانوية لرغبته الشديدة في دراسة الطب، ليلتحق بعدها بكلية الطب في جامعة الزقازيق المصرية عام 1974، وبعد تخرجه، عمل في مشافي القدس، وطبيبا للأطفال في قطاع غزة.

وخلال عمله في مدينة القدس، ارتبط بزوجته فتحية الخياط، ورزق منها بثلاثة أبناء، وهم: إبراهيم وأسامة وخولة.

تأسيس "الجهاد الإسلامي"

بعد هزيمة عام 1967، انتمى الشقاقي لجماعة "الإخوان المسلمين"، غير أنه قرر بعد عودته من مصر عام 1974، وتأثره بالفكر الجهادي هناك، تأسيس حركة "الجهاد الإسلامي" وممارسة العمل المقاوم.

في مطلع العام 1979 اعتقل الشقاقي في مصر، بعد تأليفه كتاب "الخميني.. الحل الإسلامي والبديل"، ثم أعيد اعتقاله مجدداً في تموز من نفس العام، ومكث في سجن القلعة أربعة أشهر على خلفية نشاطه السياسي والإسلامي.

وبعد الإفراج عنه، غادر الشقاقي مصر إلى قطاع غزة سرًّا، في الأول من تشرين أول 1981، بعد أن كان مطلوباً لقوى الأمن المصرية.

قاد الشقاقي حركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين"، فور الإعلان الرسمي عن انطلاقتها، واعتقلته قوات الاحتلال عام 1983 مدة 11 شهراً، ثم أعيد اعتقاله مجدداً عام 1986، وحكم عليه بالسجن 4 سنوات، بتهمة نقل أسلحة إلى القطاع.

وقبل انقضاء فترة اعتقاله  بعامين، أبعدته السلطات "الإسرائيلية" إلى خارج فلسطين، وذلك في الأول من آب 1988، بعد اندلاع الانتفاضة الأولى، بعدها تنقل الشقاقي بين عدد من العواصم العربية والإسلامية إلى أن استقر به المطاف في دمشق.

لقد رحل الشقاقي غير أنه ترك إرثاً جهاديا عظيماً، لتأتي ذكراه اليوم في ظل انتفاضة القدس، وكأن الذكرى تقول: "العمل الفردي أساس الثورات.. ورجل ذو همّة يُحيي أمة". 

المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام 

114