بالصور : أشهر جاسوسات العالم العربي.. بينهنَّ ممثِّلة مصرية!

بالصور : أشهر جاسوسات العالم العربي.. بينهنَّ ممثِّلة مصرية!
السبت ٢٨ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٥:٥٥ بتوقيت غرينتش

شهد العالم العربي منذ أربعينات القرن الماضي حتَّى يومنا هذا، الكثير من الجواسيس والجاسوسات الذين عملوا تحديداً لصالح كيان الاحتلال الاسرائيلي، ومنهم تعاونوا مع “الموساد” وخانوا وطنهم من أجل حفنةٍ من المال.

العالم - منوعات 

وفي هذا السياق، برزت أسماء أكثر من أخرى داخل عالم المخابرات السرِّي، لا سيّما النساء منهنّ، كونهنّ الوسيلة الأسرع والأضمن للحصول على معلوماتٍ من المصدر المطلوب.

أمّا معظم تلك الأسماء التي برزت، فكانت بين مصر ولبنان والمغرب وسوريا، بحسب ما أوردها موقع “YALLAFEED” في تقرير نُشر مؤخرا.

ممثلة المصرية… الجاسوسة التي إغتالت صديقتها أولاً!

تتصدّر مصر اللائحة التي تضمّ أهم النساء الجاسوسات اللّواتي عملْن لصالح "إسرائيل"، منهنّ أمينة المفتي وهبة عامر وسحر سلامة.

لكنّ اسم نجمة سينما الأربعينات والخمسينات المصريّة راقية إبراهيم، يبقى له رونقه الخاص كون صاحبته عملت تحت الأضواء وكانت مشهورة جدّاً لدى الجمهور العربي الذي تفاجأ لاحقاً بأنّها جاسوسة "إسرائيليّة".

وعلى عكس بقية زميلاتها، فإنّ “راشيل ليفي” أو راقية، كانت يهوديّة الديانة (أوّل عميلة مصريّة)، فتحمّست من تلقاء نفسها للعمل مع "الإسرائيليين" إيماناً منها بوطنٍ قومي لليهود، لذا خانت وطنها الأصلي مصر الذي ولدت وعملت فيه وحصدت شهرةً لا سيّما خلال مشاركتها في أفلام الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي شاركته الديو الشهير “حكيم روحاني حضرتك”.

خلال عملها في السينما والمسرح المصري، كانت تتجسّس على كبار الضبّاط المصريّين وتجنّد عشرات الشباب اليهود للعمل معها وساعدت مئات العائلات المصريّة اليهوديّة على السفر إلى "إسرائيل"، مع العلم أنّ “راقية” كانت متزوّجة من مهندس مسلم يُدعى مصطفى حلمي لكنّه لم يكن على درايةٍ بنشاطها السرّي إلا في ما بعد.

وخطّطت بالتعاون مع “الموساد” لإغتيال أعزّ صديقةٍ لها، عالمة الذرة المصرية‮ سميرة موسى في العام 1925 ‬أثناء دراستها لعلوم الذرة في‮ ‬الولايات المتحدة. ولم يتمّ القبض عليها بعكس الجاسوسات المصريّات الأخريات، مع العلم أنّها الوحيدة بينهنّ التي كانت يهودية وإستطاعت الهرب إلى نيويورك حيث تزوّجت من ضابطٍ "إسرائيلي" من عائلة “توماس”، وفتحت محلّاً لبيع التحف قبل أن تعود وتسكن بين تل أبيب ونيويورك، وقد توفيت في السبعينات من القرن الماضي.

سحر سلامة… الصحافيّة المصريّة التي خدعتها إيطاليا

قد لا تكون سحر سلامة آخر جاسوسة مصريّة أو عربيّة، لكنّها آخر عميلة تمّ إكتشافها في العام 2014. فالصحافيّة الشابة عملت لسنتيْن في جريدةٍ محليّة بمحافظتها المنوفوية قبل أن تتعرّف إلى رجلٍ إيطالي طلب منها التجسّس على المنشآت الخاصة بالجيش المصري من أندية وفنادق ومصانع حربيّة ومشاريع أخرى لهم، فكانت تكتب التقارير بشكلٍ “مشفّر” إلى الجهات الإيطاليّة بحسب قولها خلال التحقيقات معها بعد وقوعها صدفةً عن طريق وشاية أحد الأصدقاء المقرّبين لها الذي شكّ بتحرّكاتها المريبة.

وخلال التحقيق معها لدى مخابرات الجيش المصري، أصرّت على أنّها لم تكن على علمٍ بأنّ الجهة الإيطاليّة التي جنّدتها كانت تتواصل مع الموساد "الإسرائيلي"، وكانت تقبض على كل تقريرٍ قرابة الـ500 جنيهاً.

“شولا كوهين”…لؤلؤة "إسرائيل" في وسط بيروت!

منذ أشهرٍ قليلة، توفّيت أشهر جاسوسة إسرائيليّة، ألا وهي اللّبنانية “شولاميت كوهين” (98 سنة)، فتمّ إفتتاح شارع بإسمها في القدس وقد كُرّمت سابقاً مرات عدّة نظراً لجهودها وخدماتها "لإسرائيل".

وفي منتصف الأربعينات وحتّى آواخر الخمسينات، نشط وسط بيروت الذي كان يضجّ بالحياة والصخوبة بحركة تجسّسٍ مخيفة. وعلى رأس هذه الشبكات، كانت إمرأة لبنانية يهودية، تدير العمليّة من داخل منزلها في وسط بيروت حيث جنّدت عشرات الفتيات التي حصلت عليهنّ من القوّادة المشهورة في تلك الفترة والمحميّة سياسياً “ماما عفاف” (إسمها بدر الداهوك). ولم تكن شولا بمفردها، فكان معها موظّفون من وزارتيْ المالية والداخلية، كما أوقعت كبار الضبّاط اللبنانيّين في شركها إذ أغرتهم بالفتيات الصغيرات وحفنة من المال شرط أن يعطوها تعليماتٍ عن تحرّكات الجيش اللبناني وبالتالي تأمين منفذ لتهريب يهود لبنان من جنوب البلد المتاخم للحدود الفلسطينيّة.

هذا ولم تدخل “شولا” في عالم الإغتيال أو التفجيرات، بل كان هدفها فقط تهريب اليهود وأموالهم إلى "إسرائيل" وكذلك فعلت مع اليهود السوريّين. عن طريق الصدفة، إكتشف وزير المالية الراحل رشيد كرامي في منتصف الخمسينات، أنّ طوابع كثيرة إختفت من مكتبه وبعد التحقيقات تمّ الوصول إلى الموظّف محمود عوض الذي إشتغل مع “كوهين”.

ومن أجل شبكتها، تمّ تأسيس ما يُعرف اليوم بمخابرات الجيش، كان وقتها مؤلفاً من 5 ضبّاط فقط، راقبوا تحرّكات كوهين ولوحظ أنّها تمتلك خطّيْن لهاتف وهذا أمر كان مستحيلاً في تلك الحقبة. فتمّ وضع أجهزة إرسال تلفزيون بشكلٍ معكوس على سطح عمارتها وبدأ رصد الداخل والخارج والحاصل عندها.

بعد أشهرٍ من مراقبة هاتفها ومنزلها، تمّ التأكد من أنّها المرأة الأفعى التي شيّبت الأمن اللّبناني، وفي عمليّة نوعيةٍ يوم السبت تحديداً، عطلة اليهود، قام اللّواء السابق سامي الخطيب (كان ملازماً أول) بلعب دور بائع زهور متجوّل، وعبر أغنية “يا ورد مين يشتريك” أعطى إشارةً إلى عناصر الجيش بأنّ كوهين موجودة وحان قطافها من شقّتها.

ففي هذا الوقت، كانت مداهمات تحصل في بلدة بحمدون وأخرى في منطقة الأشرفية الراقية ببيروت وتمّ القبض على 3 نساء جاسوسات غير يهوديّات ورجليْن يعملون تحت إمرة “شولا”. في العام 1959، صدر حكم بإعدامها بعد قتل ذراعها اليمين محمود عواضة بشكلٍ غامض داخل سجنه. سنة 1962، تمّ تبادلها مع أسرى للجيش اللبناني، فسلّمها الصليب الأحمر إلى" إسرائيل" فيما باقي أفراد شبكتها حصلوا على الإعدام.

حبيبة الجاسوس السوري الأخطر… “رندا” باعت وطنها من أجله

كثيراً ما يأتي التاريخ على ذكر أبرز جاسوس في العالم العربي تحديداً سوريا، إيلي كوهين، دون الإتيان على ذكر حبيبته السرّية “رندا” التي ساعدته في الحصول على معلوماتٍ ساخنة حين وصوله من " إسرائيل" قادماً من مصر في العام 1962.

إيلي الذي كان مرشّحاً لأن يكون وزيراً للدفاع السوري في عهد الرئيس أمين الحافظ بعدما إنتحل لسنواتٍ شخصيّة رجل أعمالٍ ثري يُدعى أمين ثابت فيما الواقع لم يكن سوى جاسوس عمل ضدّ بلده مصر، ثمّ تدرّب في" إسرائيل" وتجسّس على الجيش السوري قبل القبض عليه وإعدامه في ساحة المرجة بدمشق في العام 1965. ولا تزال رفاته حتى اليوم مطلباً للحصول عليه من قبل" إسرائيل".

كان “كوهين” متزوّجاً وعائلته تقيم داخل " إسرائيل"حين تعرّف على فتاةٍ دمشقيّة تُدعى “رندا”، لم يستطع أحدً بعد ذلك معرفة كامل إسمها الحقيقي أو مكان تواجدها بعد تواريها عن الأنظار لحظة وقوعه في شرك المخابرات.

دور العشيقة الجاسوسة كان إستدراج أكبر عدد من رجال المخابرات ومقارعة الخمر معهم لتسحب منهم معلومات خطيرة كانت تكتبها بشكل كلمات أغاني ترسلها ضمن خطاب غرامي إلى حبيبها الذي يفهم بدوره شيفرات الكلمات المتّفق عليها مسبقاً.

“رندا” تكاد أن تكون السوريّة الوحيدة التي تمّ إكتشاف أنّها جاسوسة وهنالك أقاويل تفيد عن تصفيتها وإخفاء جثّتها من قبل أحد الضباط السوريّين الذين وقعوا ضحيّتها.

تجدر الإشارة إلى أنّه وردت معلومات من السفارة الهنديّة في دمشق (1962)، حول وجود تشويشٍ على بثّها اللاسلكي، الأمر الذي دفع مدير المخابرات حينذاك اللواء أحمد سويداني، إلى الاستعانة “بالسوفييت”، الذين زوّدوه براشدات حساسة تمكّنت من تتبّع وتحديد إشارات البث اللاسلكي المجهولة.

وتولّى اللواء سويداني قيادة عمليّة مداهمة المنزل وشلّ حركة كوهين بنفسه خوفاَ من احتمال إقدامه على تناول السم.

Add Tag

 

 

تصنيف :