ماذا وراء إقالات الشرطة وأركان الجيش في مصر؟!

ماذا وراء إقالات الشرطة وأركان الجيش في مصر؟!
الأحد ٢٩ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٥:٠٠ بتوقيت غرينتش

أقال وزير الداخلية المصري، عقب اجتماع في قصر الرئاسة بحضور الرئيس المصري ووزير الدفاع ورئيس المخابرات المصرية، عدداً من مساعديه وقيادات وزارة الداخلية، على رأسهم رئيس قطاع الامن الوطني/أمن الدولة، والعمليات الخاصة.

العالم - مصر 

كما اقال وزير الداخلية المصري مساعد الوزير لقطاع أمن الجيزة، ومدير الأمن الوطني في الجيزة، ومدير إدارة العمليات الخاصة "قوات النخبة" في الامن المركزي، وهي حملة إقالات كبرى، من المفترض ان تتبعها حملة إقالات وتنقلات في صفوف الضباط الأصغر في قطاعات الأمن الوطني والجيزة.

ويبدو أن تبعات حادث الواحات الإرهابي، الذي أودى بحياة 16 ضابطاً ومجنداً من ضباط الداخلية المصرية، ما زالت مستمرة على أكثر من صعيد في وزارتي الداخلية والمؤسسة العسكرية.

حملة الإقالات المتأخرة بعد 10 أيام تقريباً على الحادث، استبقتها تحقيقات رسمية جنائية وفنية لكشف حقيقة الحادث، خصوصاً وأن علامات الاستفهام تحيط به من جوانب عديدة، إذ من المفترض وجود تنسيق بين الداخلية والشرطة العسكرية والأمن الحربي قبل أي تحركات "مسلحة" وهو ما لم يجر في حادث الواحات، كما أن غياب الإسناد والإمداد الجوي من الجيش للقوة التي تعرضت للكمين، يطرح علامة استفهام حول توتر العلاقة بين المؤسسات المصرية، خصوصاً وأن الراوية الاكثر ترجيحاً حتى الآن، أن التحرك المنفرد للشرطة هو سبب تأخر وصول الدعم الجوي إليهم، والمسؤول عن توفير الدعم الجوي هو رئيس الأركان.

إقالات الداخلية وإن طالت قيادات كبيرة إلا أنها متوقعة، بالنظر إلى حجم خسائرها في عملية الواحات، خصوصاً وأن الروايات غير الرسمية للحادث أشارت إلى أن عدد الضحايا تجاوز 50 بالإضافة إلى اختفاء ضابط، وعدم معرفة مصيره حتى الآن.

أقوى تداعيات الحادث، وأكثرها مفاجئة، كانت إقالة رئيس أركان حرب الجيش المصري الفريق محمود حجازي، وهي مفاجئة لأكثر جهة، فحجازي صهر السيسي، وخليفته في المخابرات الحربية، كما أن استقالة السيسي من الجيش قبل ترشحه لانتخابات الرئاسة كانت مشروطة بتعيين حجازي في رئاسة الأركان، وفق الترتيبات التي جرت وقتها.

غياب المعلومة الدقيقة عن حقيقة اقالة حجازي، يطرح عدداً من الفرضيات والترجيحات المبنية على الشواهد والدلالات، أبرزها أن إقالة حجازي بالإضافة إلى فداحة ما جرى للشرطة في عملية الواحات، والارتباك الذي خلفته، كانت رسالة إلى جميع أجهزة الدولة أن الإطاحة بصهره مقدمة لإطاحات أخرى، وأن السيسي مستمر في مشروعه حتى لو على حساب أقرب المقربين.

من جهة ثانية، فإن زيارة السيسي لفرنسا والتجاذبات المصرية-الفرنسية حول الموقف في ليبيا، يمكن ان تكون أحد سيناريوهات الإطاحة بحجازي، خصوصاً وأنه كان مكلفاً بالملف الليبي، والتقى في أوقات سابقة العديد من الأطراف الليبية والدولية المعنية بالأزمة الليبية.

سياق آخر لإقالة حجازي، مرتبط بطبيعة التوازنات والحساسيات داخل الجيش المصري وتشكيلاته، فالجيش الثاني، صاحب أكبر تشكيل تعبوي في الشرق الأوسط، والذي كان من المعتاد أن تمر عبره القيادات العسكرية الكبرى، لم يعد له ممثل في القيادات الـ3 العليا في الجيش، أي القائد الأعلى والقائد العام ورئيس الأركان، وذلك منذ وصول السيسي لوزارة الدفاع.

 

المصدر : المدن