بعد تصريح ملك البحرين.. هل بدأ انهيار مجلس التعاون؟

 بعد تصريح ملك البحرين.. هل بدأ انهيار مجلس التعاون؟
الإثنين ٣٠ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٥:٤٦ بتوقيت غرينتش

"المنامة لن تشارك في أي قمة أو اجتماع خليجي تحضره قطر ما لم تصحح مسارها".. كان هذا هو التصريح الأبرز لملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، خلال ترأسه الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء اليوم الإثنين.

العالم - البحرين

وأضاف آل خليفة أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات أكثر حزما "لم يسمها" تجاه من يستقوي بالخارج لتهديد أمن أشقائه وسلامتهم" وانه يتعذر على البحرين حضور أي قمة أو اجتماع خليجي تحضره قطر مالم تصحح من نهجها وتعود إلى رشدها وتستجيب لمطالب الدول. على حد تعبيره.

تصريح ملك البحرين سبقه كلام مطابق لوزير خارجيته خالد بن أحمد آل خليفة، عندما شن هجوما على قطر في سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال فيها: "نظرا لما يأتي من قطر من سياسة مارقة وشر مستطير يهدد أمننا القومي، اتخذت دولنا خطوة هامة تجاه قطر علها تتوب إلى رشدها".

وأضاف وزير الخارجية أن عدم تجاوب قطر مع المطالب العادلة بوقف تآمرها المستمر على الدول الخليجیة، يثبت أنها لا تحترم مجلس التعاون وميثاقه ومعاهداته التي وقعت عليها بحسب قوله.

ونوه الوزير البحريني إلى أن البحرين لن تحضر القمة وتجلس مع قطر، قائلا إنها تتقرب من إيران يوما بعد يوم وتحضر القوات الأجنبية.

ورفض رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه التصريحات لكونه برأيهم "يهدف إلى هدم مجلس التعاون وأن قطر لن تقبل المساس بسيادتها مهما كلفها الأمر، إلى جانب أن ذلك يعتبر تهميشا لدعوة أمير الكويت بالتهدئة ووقف التراشق".

بدور قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قطر، الدكتور ماجد الأنصاري إن تصريح ملك البحرين هو اختصار لمواقف دول الحصار، بأنها لا تريد حل الأزمة، وأن وساطة أمير الكويت لم تلق آذانا صاغية في الرياض ودول الحصار، ولا كذلك دعوته للتهدئة وجدت من يستجيب لها من الدول الأربع.

وأضاف الأنصاري في تصريح لـ"عربي21": "أمير الكويت أراد الحفاظ على منظومة مجلس التعاون باعتباره أحد معاقل العمل العربي المشترك، لكن كان هناك تصعيد مباشر بعد كلمته في اجتماع وزراء إعلام دول الحصار، والآن وزير الخارجية البحريني ومن بعده تصريح ملك البحرين".

وقال: "هذا يعني أنها رسالة واضحة للكويت بأنها إما أن تقبل بتجميد عضوية قطر بالمجلس، أو أنها تؤدي لانهيار المجلس، وهذا هو السلوك الذي تعودنا عليه في هذه الأزمة من الدول الأربع وخاصة "الرياض" التي تناطح فإما القبول بالدوران في فلك السعودية والإمارات، وإما أن يتكسر حلم "مجلس التعاون" على صخور دول الحصار".

وتابع الأنصاري: "هذا جزء من ممارسة تعودنا عليها من دول الحصار بالتصعيد غير المبرر بإجبار الآخر على الانصياع، أو ألا يكون هناك حل للأزمة"، لافتا إلى أن المشكلة الأساسية التي تواجهها دول الحصار هي أنها لا تملك مطالب حقيقية، وأنها أرادت تغيير النظام في قطر، فلما فشلت في ذلك لجأت للتعنت".

واستطرد الأنصاري: "أتصور أن الأزمة ممتدة لا يمكن التهكن بأي نتيجة لها مستقبلا، ومن الواضح أن هناك نية تصعيدية لا تجد ظروفا مناسبة لها على الأرض، وهم يحاولون الآن مد عمر الأزمة بشكل يخلق فرصا جديدة لهم، وهذا ليس من مصلحة المنطقة ولا العالم ولا أمريكا التي بدأ يتكسر مشروعها بسبب هذا الخلاف".

106-1