أحداث نيويورك.. واشنطن قد تستنجد بالمثلث القاتل روسيا سوريا إيران

أحداث نيويورك.. واشنطن قد تستنجد بالمثلث القاتل روسيا سوريا إيران
الخميس ٠٢ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٧:١١ بتوقيت غرينتش

فرضت زمجرة العسكر والريتم الموزون لأصحاب الفضيلة في الجيش السوري امراً واقعاً على ميدان السياسة، فقد تلاشت كل آمال الجماعات المسلحة والكيانات المسماة بالمعارضة، وبات الحديث الآن فقط عن وقف القتال ومناطق تخفيض التصعيد والدعوة لحوار شامل من أجل حل سياسي، الأمر الذي اعتبره البعض بداية ملامح النهاية للحرب، فيما تشاءم آخرون وقالوا بأن ذلك ليس إلا محطة جديدة لتضييع الوقت من قبل خصوم دمشق.

العالم - مقالات وتحليلات

انتهى اجتماع أستانا السابع بالتأكيد على مكافحة التنظيمات الإرهابية وتثبيت وقف القتال والاتفاق على انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري، الأمريكيون ذاتهم وعبر وفدهم في أستانة دعوا الجماعات المسلحة للمشاركة بفعالية في كل اللقاءات، واتخاذ قرارات مصيرية وهامة للوصول للحل السياسي للأزمة السورية، حيث قال الوفد إن المجتمع الدولي لن يعترف بمنتصر في سورية، مؤكدا أنه لن تكون هناك أي عملية إعمار دون عملية سياسية شاملة ترعاها الأمم المتحدة، كما لفت الأمريكيون أن واشنطن لا تضع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط للعملية السياسية في سوريا.

لعل عبارة الوفد الأمريكي لميليشيات المسلحين بأن المجتمع الدولي لن يعترف بمنتصر في سورية عبارة تخفيفية لهؤلاء من أجل جذب الجميع إلى الحوار، بطريقة تحفظ الوجه، هناك أمر واقع في سورية يقول بتقدم الجيش السوري في مختلف المناطق وسيطرته على غالبية الأراضي السورية حالياً، ومع بقاء الدولة بكل مستوياتها القيادية قائمة وقوية وصامدة بالتزامن مع استعادة أكثر المناطق يستطيع المتابع أن يتيقن بأن هناك منتصراً واضحاً في المعركة بغض النظر عن الاعتراف الرسمي للمجتمع الدولي بوجود منتصر ومهزوم، إذ كيف يمكن لمهزوم كالولايات المتحدة والعالم الغربي وأنظمة الخليج ( الفارسي ) أن يعترف بهزيمة مشروعه وأدواته في سورية والاعتراف بانتصار الخصم المتمثل بالدولة السورية وجيشها؟! وهذا يؤكد بأن كلام وفد أمريكا لعصابات المسلحين ليس إلا مجاراة في الأوهام.

الأمريكيون الآن يدعمون ميليشيا "قسد" في الجزيرة السورية، فقد رأوا فيها بديلاً جيداً عن معارضات زعموا أنها معتدلة وأثبتت العكس، وبما أن واشنطن تعلم بأن كل الميليشيات المسلحة غير الكردية أي العربية تحكمها العقلية المتطرفة بسبب تأثرها بمحيط عربي وهابي وسلفي ثري، فإن الولايات المتحدة لم تعد تنظر بعين الأهمية إلى تلك الجماعات، وهو ما تظهره النبرة الأمريكية المتشددة لتلك العصابات بأنه عليها المشاركة في الحوار إذ لا منتصر في الحرب ولن تكون هناك شروط مسبقة لرحيل القيادة السورية كما أنه لن يكون هناك إعادة إعمار من دون حل والحل لا يكون إلا بالمشاركة على طاولة الحوار مع الحكومة السورية.

قد يكون ما حصل في مدينة منهاتن بنيويورك الأمريكية وكلام الرئيس دونالد ترامب عن عدم السماح لـ"داعش" بالعودة أو الدخول إلى بلاده، بعد هزيمته في الشرق الأوسط بمثابة دافع أو تغير دراماتيكي جديد سيجبر السياسة الأمريكية على الإسراع بإنجاز المعركة ضد "داعش" بالتعاون والتنسيق مع الروسي بشكل مباشر ومع الجيش السوري بشكل غير مباشر، فالأولوية بعد أن وصل البلاء الإرهابي إلى ذقن العم سام باتت لمحاربة "داعش" فعلياً هذه المرة لا التظاهر بذلك كما كان في السابق، وبطبيعة الحال فإن واشنطن تعلم أنها لن تستطيع بتحالفها الدولي وميلشيا "قسد" لوحدها هزيمة التنظيم وهي لا تستطيع الرهان فعلياً بكل شيء على "قسد" مع وجود الجيش السوري وحليفيه الروسي والإيراني مما سيضطرها في النهاية للتعاون الجدي مع موسكو وأصدقائها، لا سيما وأن ترامب بغنى عن أسباب جديدة تشعل الرأي العام الأمريكي ضده وهو في أمس الحاجة لما يرفع أسهمه قليلاً والبوابة هي هزيمة "داعش" في الشرق الأوسط ولن يكون ذلك دون روسيا وسورية وإيران.

علي مخلوف / عاجل

109-2