بسبب جنسيته السعودية.. هل ينتظر الحريري مصير الأمراء المعتقلين؟

بسبب جنسيته السعودية.. هل ينتظر الحريري مصير الأمراء المعتقلين؟
الإثنين ٠٦ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠١:٤٨ بتوقيت غرينتش

في العاشر من تشرين/نوفمبر الجاري، وبقرار مفاجئ اتخذ من خارج لبنان، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته من منصبه في خطاب متلفز من العاصمة السعودية الرياض.

العالم - لبنان

استقالة الحريري، الذي يحمل الجنسية السعودية، من حيث الشكل والتوقيت، دفعت بمراقبين إلى التساؤل عن حقيقة ما جرى، لا سميا تزامنها مع القرارات الملكية التي ساقت عددا من الأمراء وعشرات المسؤولين السعوديين إلى الاعتقال باتهامات فساد.

وفي معلومات كشفها المغرد الشهير "مجتهد" فإن من أهم الأسباب التي جعلت الحريري يتنحى من خلال بوابة الرياض هو "استدراجه لجمعه مع الأمراء، ورجال الأعمال الموقوفين لهدف ابتزازه واستعادة الأموال التي لديه في الخارج وليس مرتبطا بلبنان، كونه مواطنا سعوديا يحمل هذه الجنسية".

تغريدات مجتهد طرحت تساؤلات مهمة حول مدى منطقية هذه المعلومات، هل تم احتجاز الحريري فعليا في الرياض للاستيلاء على أمواله، وإجباره على الاستقالة؟ وهل للحريري علاقة بأي من الأمراء الموقفين؟.

من جهته، اكد رئيس حزب التوحيد العربي اللبناني وئام وهاب، أن الحريري يخضع للإقامة الجبرية في السعودية، داعيا الرئيس اللبناني إلى رفض إستقالة الرئيس الحريري والإصرار على عودته إلى لبنان.

وقال وهاب عبر صفحته في تويتر أن رفض رئيس الجمهورية لإستقالة الحريري يعني بأنه ما زال رئيسا للحكومة وأي إجراء بحقه هو إعتداء على لبنان وشعبه، وطالب الدولة اللبنانية بتأمين عودة الرئيس الحريري، مؤكدا أن الرجل معتقل ويتعرض للتحقيق بعد توقيف صديقه التويجري.

وتعليقا على هذا المشهد، يقول الصحفي اللبناني أواب المصري إن ما حدث يمكن اعتباره "من المرات النادرة التي يكون فيها جميع اللبنانيين لا يدرون عن خلفيات استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض".

وأضاف المصري: أن "شخصيات وازنة في تيار المستقبل الذي يرأسه الحريري أقروا بأنهم لم يكونوا على علم بالاستقالة، بل إن البعض قال على سبيل الطرفة إن الحريري نفسه لم يكن على علم باستقالته في إشارة واضحة إلى أن القيادة السعودية هي التي أجبرته على ذلك، حتى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كشف عن غياب أي معلومات حول دوافع استقالة الحريري".

في نفس السياق، قال الباحث السياسي اللبناني إبراهيم بيرم إنه "من الواضح أن السعودية عملت اليوم على التقليل من إشاعة وضع الحريري تحت الإقامة الجبرية، من خلال صورة تظهره مع الملك السعودي، وهناك جهودا تبذل من المعنيين هناك بأن يكون هناك تبديد لمثل هذه الأوقاويل، أو ما يشاع بأنه قدم استقالته تحت ضغط سعودي".

وأضاف في حديثه: أن "ما حدث اليوم من إظهاره مع أهمية ذلك، لا يعني أن الشعب اللبناني اقتنع بأن أمر الاستقالة تم بطريقة سلسة، لأن الأجواء التي كانت سائدة قبيل الاستقالة كانت توحي بأن كل شيء على طبيعته، وأنه لا توجد استقالة، وبالتالي فإن الاستقالة في توقيتها وزمانها ومكانها جعلت الجميع يقولون بأن الاستقالة قدمت تحت حاجة سعودية معينة كونه يحمل الجنسية السعودية، وكونه يعتبر المملكة مرجعه الأساسي".

وأشار إبراهيم إلى أن "هناك كلاما ينتشر في بيروت بأنه ربما يتم معاملة الحريري كمواطن سعودي وبالتالي إخضاعه للإقامة الجبرية، ومعاملته طبقا لقانونها النظامي، ومن ثم الحصول على أمواله في الخارج"، مؤكدا أن "الأوساط الحريرية التابعة لتيار المستقبل لم تنف هذا الأمر أو تقدم صورة مضادة تبهت من هذه المقولة، لهذا فإن توقيت الاستقالة ومكانها مع ما حدث من توقيف الأمراء والمسؤولين في المملكة جعل البعض يربط بين الأمرين وهو ما تتحدث عنه وسائل الإعلام اللبنانية، لكن لا تستطيع أي جهة الاثبات والنفي".

وأوضح بيرم أن هناك "كمية من الغموض تحيط بالاستقالة زمانا ومكانا، ومدى ارتباطها بحملة محاربة "الفساد" في السعودية، وهل أن للرجل علاقة بهذا الموضوع من عدمه؟".

وكشف الباحث السياسي أن "أحد الوزراء ممن حضروا الاجتماع الوزاري في القصر الجمهوري في بيروت، مع وزراء من تيار المستقبل وقادة أمنيين محسوبين على التيار أكد بأن هناك شعورا  لديهم أن الحريري سيعود إلى لبنان ولكن دون تحديد الفترة التي سيعود فيها".

وبين أن "هناك لغزا في إعلانه الاستقالة من السعودية، مشيرا إلى أن هناك سبب أساسي واضح وهو أن المملكة أرادت أن تظهر أنها غاضبة من حزب الله، فأرادوا أن يقوموا بهذا الشيء من خلال الحريري الذي قام بعمل لم يحدث من قبل في لبنان".

وعن المشهد العام في لبنان قال بيرم: "استطاعت السلطات في لبنان استيعاب الصدمة أو تداعيتها الأولى، كما أن الوضع مستقرا سياسيا، وأمنيا، وماليا، والكل تعاطف مع الحريري والكل يقول بأن الحريري لم يكن راغبا في الاستقالة وإنما دفع إليها دفعا وفق إرادة سعودية وأن الرجل ربما معتقل في المملكة، إلى جانب أن هناك حملة تعاطف معه وإظهاره كأنه ضحية".

وبين إبراهيم أن القصر الجمهوري جمد الاستقالة، منتظرين تواصله معهم مباشرة، لافتا إلى أن "هناك أنباء ومعلومات متداولة حول صعوبة التواصل معه حتى من داخل أسرته أيضا، كما أن هناك أقوالا سينتقل إلى باريس، إلى جانب وساطة مصرية من شخص عبد الفتاح السيسي للإفراج عنه، أو على الأقل إيضاح ملابسات القضية".

كما أكد الباحث اللباني أن "هناك استعدادات لحملة تضامن وتعاطف معه لإطلاق أسره في الفترة المقبلة".

وكان وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي قال الاثنين إن الرئيس ميشال عون "لن يتخذ أي إجراء يتعلق باستقالة رئيس الوزراء سعد الحريري قبل عودة الأخير من الخارج"، وأكد أن الاستقالة يجب أن "تكون طوعية بكل المفاهيم".

وقال الوزير بعد اجتماع أمني عقده الرئيس اللبناني إن عون أكد على أن الاستقرار الأمني والاقتصادي والمالي والسياسي للبلاد "خط أحمر".

المصدر: عربي 21

114