من هنا بدأت نهاية الحرب السورية ..

من هنا بدأت نهاية الحرب السورية ..
الثلاثاء ٠٧ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٥:١٥ بتوقيت غرينتش

 عملية تحرير مدينة دير الزور شكلت محطة مفصلية في تاريخ بداية نهاية الحرب على سوريا ونحتت مصطلح “سوريا المفيدة”، كما أن تحرير المدينة حسن من وضع سوريا في المحافل الدولية.

العالم - سوريا

وقال الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، عمر معربوني، في مقابلة مع “سبوتنيك”، إن هذا الحدث يمكّن الدولة السورية من تحسين شروط المفاوضات في المحافل الدولية، وهو ما يتبدى بتغيير دول كثيرة مواقفها وخصوصاً في مسألة اعتبار بقاء الرئيس السوري بشار الأسد أو رحيله موضوعاً داخلياً يقرره الشعب السوري.

وأضاف معربوني أن تحرير الجيش السوري مدينة دير الزور أسس لمقولة “سوريا المفيدة”، وأثبت مصداقية الدولة السورية بما يرتبط بقرارها السيادي في تحرير كل شبر من الأرض السورية بما يتناسب مع الأولويات.

وأعرب الخبير اللبناني عن قناعته بأن هذا الحدث يمكّن الدولة السورية من تحسين شروط المفاوضات في المحافل الدولية، لافتاً إلى أن من بين تجليات ذلك تغيير دول كثيرة مواقفها وخصوصاً في مسألة اعتبار بقاء الرئيس الأسد أو رحيله موضوعاً داخلياً يقرره الشعب السوري.

ورأى معربوني أنه بتحرير دير الزور “يمكن القول إن مجموعة من الأهداف قد تم تحقيقها، ففي الجانب الاقتصادي تم تثبيت السيطرة على مناطق حيوية اقتصادية واسعة تحتوي على نسبة عالية من آبار النفط والغاز ومناجم الفوسفات والإسفلت الطبيعي وهوما سيؤدي الى استعادة الاقتصادي السوري عافيته بشكل متسارع.

وأضاف أنه فيما يتعلق بالجانب العسكري فإن تحرير دير الزور سيسهم باستكمال تحرير باقي مدن وبلدات حوض الفرات بزخم أكبر وصولاً حتى البوكمال في المرحلة الحالية.

ويرى معربوني، أن المرحلة اللاحقة من العمليات العسكرية “سترتبط بتطهير باقي المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" ومن ثم الانتقال الى مواجهة (جبهة النصرة)، في مناطق سيطرتها القريبة من خطوط المواجهة مع الجيش السوري، لافتاً إلى تحرير الجيش العديد من القرى في ريفي حماه الشمالي الشرقي و حلب الجنوبي الشرقي.

وأعطى معربوني توصيفا سريعا للمرحلة السابقة، وقال “على مدى السنة الماضية كنا أمام نصر حلب الذي كان تأسيساً لمسألتين، الأولى هي توجيه ضربة قاصمة للمشروع الأردوغاني وكسر شوكة تركيا، والثانية تحضير الأجواء لدخول سوريا والمنطقة في مرحلة تحولات جيوسياسية وهو الناتج الجغرافي الذي نعيشه الآن لجهة إطلاق معارك تحرير البادية باتجاهاتها المختلفة وصولاً إلى تحرير دير الزور، والتحولات الكبيرة في مواقف الأطراف المختلفة التي اطلقت الحرب على سوريا.

وأعرب عن قناعته بأنه بعد سنة كاملة من الانتصارات المتتالية يمكن القول إن الجيش السوري حقّق تحولات مفصلية ويوشك على إنهاء تنظيم "داعش" الإرهابي وهو ما سيحقق للجيش احتياطياً كبيراً في القوى والوسائط القتالية سيُوظّف في المواجهات القادمة إذا ما وصلت اتفاقيات مناطق خفض التصعيد إلى طريق مسدود، خصوصًا أن مدة الاتفاقية لا تتجاوز الستة شهور وهو ما يمكن أن يشكل ضغوطاً على الجماعات الإرهابية وداعميها بالجنوح نحو التسويات بالنظر إلى تعاظم قوة الجيش بعد انهاء تنظيم ” داعش الإرهابي”.

وبما يرتبط بالسيطرة الميدانية، أشار معربوني إلى أن الجيش السوري بات في هذه المرحلة يسيطر على مساحات واسعة وكبيرة ترتبط بالثقل السكاني من خلال إحكام السيطرة على الثقل الاستراتيجي للدولة والذي يضم المدن الكبرى وطرق الربط بينها وغالبية المنشأت الحيوية وأكثر من 65 بالمئة من مناطق النفط وهو الأمر الذي سيكون ورقة قوة بيد حلفاء سوريا وبشكل أساسي روسيا التي تلعب دور الشريك والضامن معًا.

وأضاف أن “استكمال عمليات الجيش السوري بما يتعلق بمناطق سيطرة الانفصاليين الأكراد لن يدخل مرحلة الصدام إلا إذا وصلت الحوارات معهم الى طريق مسدود، لكن ذلك، برأي معربوني، يعتبر احتمالاً ضعيفا حتى الآن “نظراً لتعاطي الدولة السورية مع هذا الملف بكثير من الحكمة والدراية”.

يذكر أن الجيش السوري أعلن في الخامس من أيلول/سبتمبر الماضي، أنه وبدعم عسكري جوي روسي، فك طوق الحصار عن دير الزور المحاصرة من قبل "داعش" منذ ثلاث سنوات. ومن ثم حرر كامل مدينة دير الزور (شمال شرقي سوريا)، بعد القضاء على آخر فلول “داعش” فيها، وبدأ المهندسون العسكريون بعملية إزالة الألغام.

وتحرير دير الزور تأتي في سياق حرب يخوضها الجيش السوري، منذ آذار/مارس عام 2011، ضد جماعات إرهابية مسلحة، ووفقا للإحصاءات الخاصة بالأمم المتحدة فإن عدد الضحايا قد فاق الـ 300 ألف شخص.

109-4

تصنيف :