جيش الشام في عصر الحسين (ع) : من هو في عصرنا؟

جيش الشام في عصر الحسين (ع) : من هو في عصرنا؟
الثلاثاء ٠٧ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٧:٣٤ بتوقيت غرينتش

العالم - مقالات

عندما راسل وجهاء الكوفة الامام الحسين عليه السلام وطلبوا منه القدوم الى الكوفة لانها بقدها وقديدها مهيعا خصبا له، وكانت تعابيرهم بلسان ( اخضر الجناب ) و ( واينعت الثمار ) و ( إنما تقدم على جند لك مجندة ) وغير ذلك من العبائر التي تنبئ عن صيرورة كل ارض الكوفة موطئا لقدمي الامام الحسين عليه السلام الشريفتين .

وابتعث الامام الحسين عليه السلام ثقته مسلم بن عقيل عليه الرضوان ، وبعد فترة وجيزة كما نعلم وتعلمون انقلب الموقف من مع الى ضد مسلم بن عقيل رضوان الله عليه ، وهكذا بقي الموقف منقلبا عليه حتى استشهاده واستشهاد هانئ بن عروة رضوان الله عليهما .

هذه القصة معروفة للجميع ، ولكن ما نريد ان نصل اليه هو الجواب عن السؤال الآتي : ما هي اسباب الانقلاب في الموقف من ( مع ) الى ( ضد ) ، من مع مسلم بن عقيل الى ضده ؟؟

وللاجابة على ذلك نقول : هناك عدة اسباب تم ذكرها في تحليلات السيرة ، الا ان ما يهمنا وتوافقا مع عنوان مقالتنا هو احد تلك الاسباب .

فأحد تلك الاسباب هي الدعاية التي انتشرت كالنار في الهشيم والتي تتحدث عن قدوم جيش الشام العرمرم .

واخذت هذه الدعاية التهويلية من قلوب الناس كل مأخذ واوصلت الناس الى درجة اصبحوا هم انفسهم البديل التام عن جيش الشام الموهوم .

واستطاع عبيد الله بن زياد تشكيل جيشا كوفيا من نفس اولئك الذين كانوا يخشون قدوم جيش الشام .

فهؤلاء الذين ارعبتهم دعاية قدوم جيش الشام قاموا بتشكيل الجيش البديل عن جيش الشام من انفسهم مع فارق انهم ضد الحسين عليه السلام لا معه .

اننا اذا اردنا نقل هذه القضية الى الواقع اللبناني فإننا نجد وجود هكذا دعاية تهويلية موجودة دائما !

فاتباع المحور الامريكي الاعرابي الصهيوني في لبنان دائما يشيعون ويتحدثون عن هجوم امريكي واسرائيلي !

وهذا ما نجده على سبيل الاستدامة في وسائلهم الاعلامية وقنواتهم التلفزيونية ومواقعهم الالكترونية ، فهم دائما يتحدثون بلسان : امريكا تهدد ! اسرائيل تتوعد !

والان هناك نغمة تهويلية جديدة اسمها الهجوم السعودي !!

ان هؤلاء وللاسف الشديد هم منذ القدم عيون اي مستعمر وافد على لبنان ، وأدلاء لكل  معتد على لبنان ، وهم صوت المحتل وعينه .

ان هؤلاء كانوا ولا يزالون من اهل الاماني بقدوم المستكبرين الاميركيين والعنصريين الصهاينة والقبليين المتخلفين من الاعراب الى لبنان .

ولكن هؤلاء غفلوا ولم يتنبهوا بان الشعب اللبناني المنخرط بمحور المقاومة والممانعة لا ترهبه قدوم كل من امريكا واسرائيل وكل اعراب الخليج [الفارسي] فعلا وحقيقة فكيف اذا كانت قصة قدومهم مجرد وهم او مجرد احلام وتمنيات يعيشها اتباع المحور الامريكي الاسرائيلي الاعرابي المتخلف في لبنان ؟؟

على ان هذه النغمة الدعائية التهويلية الكاذبة لا يقتصر امر عزفها على خصوص لبنان ، وانما يمارسها اصحابها على كل المنطقة ، فهم يمارسونها ضد ايران من خلال التهويل بضربة امريكية ، ويمارسونها ضد العراق ، وضد سورية ، بل يمارسونها ضد دول اخرى .

وهي باجمعها دعايات تهويلية كاذبة تماما كاكذوبة قدوم جيش الشام الى الكوفة في عصر مسلم بن عقيل عليه الرضوان ، والهدف واضح ! إنه محاولة تشكيل جيوش للمستعمر والمستكبر والصهيوني والاعرابي من نفس تلك الشعوب التي يخوفونها ويهولون عليها.

 
*توفيق حسن علوية - كاتب وباحث من لبنان