بعد إنتهاء العمليات..

الأزمة الصامتة بين عمان ودمشق .. إلى متى؟

الأزمة الصامتة بين عمان ودمشق .. إلى متى؟
الجمعة ١٠ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٩:١٣ بتوقيت غرينتش

إعتبر سياسي اردني رفيع المستوى بأن الأزمة السورية التي بدأت منذ عام 2011م، هي التي تقود، اليوم، العملية السياسية– العسكرية في المنطقة؛ ومن المرجح أن تكون المسألة السورية، هي أيضا المحرك البارز الذي سوف يقود العملية السياسية في المنطقة بعد انتهاء العمليات العسكرية.

العالم - مقالات وتخليلات

وأكد بان العالم العربي لم يعد كما كان يعرفه الجميع في الماضي بحكم سلسلة متسارعة من الأزمات والإنكسارات وسنوات من الدمار والتفتيت والهجرات وتدمير البنى الإدارية والاقتصادية والتحتية والانهيارات السياسية، التي أتت على أكثر من دولة في منطقتنا.

وتحدث رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي عن ما أسماه بتزايد المنافسة الجيوسياسية والركود الإقتصادي وغياب مفهوم الحوكمة مشيرا لعدم وجود ما يمكنه امتصاص صدمات من الخارج مثل رفع اسعار النفط.

 وشدد الرفاعي خلال محاضرة قدمها في جمعية الشؤون الدولية وبعد محاضرة أخرى له في منتدى دولي على ان المئة عام الماضية كانت المنطقة خلالها في حال أفضل بكثير مما هي عليه اليوم، بالنظر إلى الشعور المتجذر سابقا بالعروبة في الوقت الذي ينكشف فيه اليوم الظهر بإنكماش الهوية العربية لصالح القطرية والعرقية والطائفية والإثنية والقبلية.

 ويعكس الرفاعي  في الملف السوري مزاج قناعة النخبة الأردنية بان الملف السوري هو المحور في المستقبل الإقليمي المنظور بالرغم من التباعد والقطيعة في الإتصالات بين عمان ودمشق.

 وكان الرفاعي وفي حديث سابق  لرأي اليوم قد تحدث عن ضروة التنويع في الخيارات السياسية الأردنية الإقليمية مقترحا بان التعامل مع النظام السوري اصبح حقيقة واقعية.

وعبر الرفاعي في نص المحاضرة الذي حصلت راي اليوم على نسختها الأصلية عن أسفه لإن عدد القتلى العرب على ايد عربية يفوق بكثير اليوم عددهم في جميع الحروب ضد الإستعمار والإحتلال في الوقت الذي يتم فيه تدمير  وتمزيق دول المحور العربي.

واعتبر الرفاعي ان  المنطقة سابقا كانت تستوحي بشكل جماعي من نموذج سياسي، ونموذج اقتصادي وعقد اجتماعي. أما الآن فإن الثلاثة جميعا في حالة من الفوضى.

 وتطرق إلى عدة ملفات إقليمية مستجدة أهمها العلاقة بين حماس وفتح معتبرا ان هناك تطورا نوعيا آمل أن يؤدي الى اتفاق حقيقي ودائم يزيل حجة "إسرائيل"، بعدم وجود صوت موحد للفلسطينيين وقال انه من الواضح أننا نشهد تغييرات في التحالفات الإقليمية، حيث نرى أنه وبعد استفتاء  كردستان العراق أصبح هناك تنسيقا تركيا-عراقيا- إيرانيا، منسجما. ونحن نتذكر قبل حوالي عام تقريبا، كان هناك تباعد كبير جدا في الآراء بين تركيا والعراق. وكانت العلاقة التركية الإيرانية، بأدنى مستوياتها السياسية بسبب التناقض في المصالح والمواقف إزاء الأزمة السورية. واليوم أصبح علينا أن نتعامل مع هذه المتغيرات الجديدة، والمتسارعة، بمرونة أكبر.

 وقدر الرفاعي بأن موضوع التنسيق التركي-الروسي-الإيراني؛ بدأ تأثير مرحلة ما بعد الاستفتاء على الأكراد في سوريا ودورهم وعلاقة أمريكا وتركيا معهم.

رأي اليوم

2-4