ستيفن هوكينغ يحذر: نهاية العالم في 2600

ستيفن هوكينغ يحذر: نهاية العالم في 2600
الأحد ١٢ نوفمبر ٢٠١٧ - ١٢:٥٠ بتوقيت غرينتش

أطلق عالم الفيزياء الأشهر في العالم البروفيسور البريطاني ستيفن هوكينغ أحدث تحذيراته من انتهاء الحياة على الكرة الأرضية وانقراض العنصر البشري من الكون، متوقعاً أن يحدث ذلك في العام 2600 أي بعد 583 سنة من الآن. وكان هوكينغ يتحدث بواسطة الفيديو في مؤتمر علمي منعقد في العاصمة الصينية بكين الأسبوع الماضي عندما قال أن البشر سوف يدمرون الكرة الأرضية بأيديهم خلال الـ600 سنة القادمة، وسوف يتحول كوكب الأرض إلى «كرة نارية» غير قابلة للحياة لأي من الكائنات.

العالم - منوعات 

ورآى العالم البريطاني أن الارتفاع المضطرد في نسبة التلوث إضافة إلى الطلب المتزايد على الطاقة سوف يؤديان إلى «كارثة» وتبعاً لذلك فانه يوصي أن يتجه البشر فوراً للبحث عن نجوم وكواكب أخرى يمكن العيش عليها وأن تكون بديلاً لكوكب الأرض خلال الفترة المقبلة من الزمن.

ويقول هوكينغ إن النجم «ألفا كنتارو» وهو الجار الأقرب لكوكب الأرض ربما يكون المرشح الأفضل والأقوى للهروب إليه مستقبلاً من كوكبنا الحالي.

ومن المعروف أن النجم «ألفا كنتارو» هو ثالث أكثر النجوم سطوعاً في السماء، كما أنه الأقرب من المجموعة الشمسية، ويبعد عن كوكب الأرض مسيرة 4.37 سنة ضوئية فقط، أي 25 تريليون ميل.

وفي حال تم استخدام أسرع المركبات الفضائية المتوفرة لدى العالم اليوم فإن الوصول إلى هناك سوف يستغرق 30 ألف سنة. 

وحث هوكينغ الجهات ذات الملاءة المالية في العالم على دعم أي مشروع من شأنه إيصال البشر إلى خارج كوكب الأرض. 

ويعتزم العلماء إرسال أول مسبار من أجل استطلاع هذا النجم القريب من المجموعة الشمسية خلال الأعوام العشرين المقبلة.

وهو يتحدث عن اختراع خارق يجري العمل على تطويره في العالم حالياً، وإذا ما نجح بالفعل فمن الممكن الوصول إلى كوكب المريخ في أقل من ساعة واحدة فقط، والوصول إلى كوكب بلوتو خلال أيام قليلة، أما النجم «ألفا كنتارو» فيمكن الوصول إليه خلال 20 عاماً فقط.

الروبوت يُهدد البشر أيضاً

إلى ذلك، اعتبر ستيفن هوكينغ أن التطور السريع للذكاء الاصطناعي يشكل خطورة على البشرية، وقال لصحيفة «دايلي ميل» البريطانية:

أخشى أن يحل الذكاء الاصطناعي تماما محل البشر في المستقبل.

يقوم الإنسان حاليا باختراع فيروسات كمبيوترية وسيكون بوسعه قريبا أن يخترع ذكاء اصطناعيا قادرا على التكاثر (استنساخ الذات) ما سيؤدي إلى ولادة شكل جديد من الحياة سيتفوق على الإنسان».

وهو يرى إن الروبوتات سترغب يوما ما في التخلص من البشر، وأضاف: «لقد مررنا بنقطة اللاعودة، وستضيق الأرض بنا وسيزداد عدد السكان بوتائر هائلة وسنجد أنفسنا عاجزين عن منع إبادة البشرية».

وقال: «لذلك لا بد من إشراك عدد أكبر من العلماء لتستطيع البشرية بلوغ كواكب أخرى واستيطانها».

تحذيرات سابقة

ويبدو أن نهاية العالم والتهديد الذي يواجه كوكب الأرض يشغل ذهن وتفكير عالم الفيزياء البريطاني، حيث أن هذه المرة ليست الأولى التي يُطلق فيها تحذيراً بهذا الخصوص، بل سبق أن أطلق عدداً من التحذيرات في هذا المجال.

وقال هوكينغ خلال الصيف الماضي إن أمام البشرية 200 عام فقط للهروب من كوكب الأرض وإيجاد موطئ قدم خارجه قبل أن تواجه الانهيار الحتمي خلال هذه الفترة، وهي مدة قصيرة نسبياً من أجل العثور على موطئ قدم خارج الأرض.

وأضاف: «عندما نصل إلى أزمات متشابهة في تاريخنا فان من الطبيعي أن يكون لدينا مكان آخر لنستعمره». 

وتابع: «كريستوفر كولومبوس فعل ذلك في العام 1492 عندما اكتشف العالم الجديد، لكن الآن لا يوجد أي عالم جديد» مشيراً إلى أن البشر «استهلكوا المساحات الشاغرة والأماكن الوحيدة التي يمكن أن تذهب إليها هي عوالم أخرى». 

ورآى أن «الأرض تحت التهديد من مناطق عديدة وهو أمر من الصعب عليَّ أن أعتبره إيجابياً» وأضاف: «حان الوقت لاستكشاف مجموعات شمسية أخرى، والتوسع ربما يكون الطريقة الوحيدة لحماية أنفسنا من أنفسنا.

أنا مقتنع في أن البشرية في حاجة لأن تترك كوكب الأرض».

وتأتي هذه التحذيرات على لسان أحد أشهر العلماء المتخصصين على مستوى العالم في الوقت الذي ينشغل فيه علماء الفلك والدول الكبرى في البحث عن الطريق التي تؤدي إلى كوكب المريخ على اعتبار أنه المكان الأكثر قابلية لأن يتمكن أن يعيش فيه البشر خارج كوكب الأرض.

ويعتزم البشر تنظيم أول رحلة «ذهاب بلا عودة» إلى كوكب المريخ، حيث تقدم 200 ألف شخص من 140 بلدا في العالم للمشاركة بهذه المهمة التي تقضي بإرسال فريق إلى الكوكب، في رحلة ذهاب فقط، ليقيموا هناك إلى الأبد وينشئوا مستعمرة بشرية، وهو مشروع تقوم عليه شركة «مارس وان» الهولندية.

والسبب في كون الرحلة دون إياب، هو أن التقنيات العلمية المتوافرة حاليا تتيح الهبوط على كوكب المريخ، لكن لا تتيح العودة إلى الأرض لأن جاذبيته كبيرة، بخلاف القمر ذي الجاذبية الصغيرة الذي يمكن الإقلاع منه.

وتعتزم شركة «مارس وان» أن ترسل في مرحلة أولى مركبة غير مأهولة، لاختبار قدرتها على الهبوط على سطح المريخ، وسيكون ذلك في العام 2018.

أما الرحلة المأهولة الأولى فتنوي إطلاقها في العام 2026 حاملة الفريق الأول من مستعمري المريخ، ثم تليه الفرق تباعا بفاصل زمني مدته 26 شهرا بين الرحلة والأخرى.

وتعتزم الولايات المتحدة إرسال رواد إلى المريخ ولكن في رحلات ذهاب وإياب في طبيعة الحال، ويقتضي ذلك التوصل إلى تصميم مركبات قادرة على الإقلاع من كوكب المريخ للعودة إلى الأرض وهو ما لم تتوصل إليه التقنيات البشرية بعد.

وعلى ذلك فإن المهمة الأمريكية لن تتم على الأرجح قبل عشرين عاماً.

يشار إلى أن كوكب المريخ يعتبر الرابع في المجموعة الشمسية، ويعرف باسم الكوكب الأحمر، وذلك بسبب وجود كميات كبيرة من أكسيد الحديد على سطحه، وتتكون طبقة الغلاف الجوي له من ثاني أكسيد الكربون.

وهذه الطبقة الرقيقة والباردة تمنع وجود الماء السائل فيه، الأمر الذي يجعل من مساحة هذا الكوكب مساوية لمساحة كوكب الأرض، بالرغم من عدم تجاوز حجم المريخ لـ 15 في المئة من حجم الأرض، إلا أنّ ما يقارب ثلثي مساحة الأرض مغطّى بالماء، ممّا يجعل من مساحة اليابسة في كلا الكوكبين متساوية.

المصدر : القدس العربي

120-104