غازيتا رو:

السعودية.. صراع على السلطة أم مكافحة فساد؟!

السعودية.. صراع على السلطة أم مكافحة فساد؟!
الثلاثاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٥:٥٤ بتوقيت غرينتش

“الولايات المتحدة أم روسيا: من سيكسب في السعودية”، تحت هذا العنوان، كتب ألكسندر براتيرسكي، في “غازيتا رو” اليوم الاثنين، معالجا طبيعة الصراع السعودي الداخلي.

يقول براتيرسكي، في مقاله، إن الشرق الأوسط والعالم الغربي ما زال يحبس أنفاسه تحسبا لمزيد من التغييرات في شبه الجزيرة العربية، وهو ما يمكن توقعه بعد سلسلة من الاعتقالات البارزة لشخصيات رفيعة المستوى من النخبة السياسية والاقتصادية.

ويتوقف عند الصراع على السلطة، فيما يحدث في المملكة، فيأخذ من ليونيد إيساييف الأستاذ في مدرسة الاقتصاد العليا، رأيه في أن لجنة مكافحة الفساد المحدثة في السعودية ” ليست أداة  لمواجهة الفساد بمقدار ما هي آلة قمع″. وفي السياق، يرجع براتيرسكي إلى قول الخبير في شؤون الشرق الأوسط، يوري بارمين: “هناك عاصفة ضخمة تتصاعد في بيئة معزولة جدا. وما يخرج إلى السطح جزء صغير من العمليات. ففي الواقع… فرع العائلة، التي كانت منذ فترة طويلة في السلطة، تقريبا من وفاة الملك المؤسس، تغادر الآن. بل الأصح من ذلك يُذهبونها”، أي يجبرونها على المغادرة. وفي الشأن نفسه، يقول أندريه باكلانوف، سفير روسيا السابق في الرياض: “تغير مبدأ توارث العرش، ما أدى إلى تغيرات دراماتيكية في تقاليد أخرى”، وخرج الأمر إلى العلن على خلاف ما سلف من عقود.

 وعلى خلفية التغيرات الداخلية، يتغير دور المملكة الإقليمي، فبالتوازي مع حملة اعتقالات الأمراء ورجال الأعمال، قدم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، السعودي الجنسية، استقالته من الرياض، تلبية لضغوط المملكة بسبب حزب الله. علما بأن الحريري سبق أن قال إن حكومته تتعاون مع حزب الله لمصلحة وطنية.

وينتقل براتيرسكي في مقاله إلى السؤال عن مصلحة واشنطن وموسكو فيما يجري في المملكة، فينتهي إلى أن لواشنطن مصلحة في الاستقرار الداخلي لحليفتها السعودية، مؤكدا على لسان باكلانوف، اطمئنان واشنطن إلى أنه “لا وجود في البلاد لقوة تقف ضد مصالح أمريكا”. ويرى باكلانوف أن الوضع ملائم أيضا لروسيا التي تنتهج سياسة “عدم التدخل في الشؤون الداخلية”. ولا يرى أن ما يحدث في السعودية سيؤثر على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها أثناء زيارة الملك إلى موسكو مؤخرا.