البوكمال… معركة دولية لحسم ملفات اقتصادية

البوكمال… معركة دولية لحسم ملفات اقتصادية
الجمعة ١٧ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٩:٠٦ بتوقيت غرينتش

وصل الجيش السوريّ والقوّات الحليفة إلى ضفّةِ نهرِ الفرات غرب مدينةِ البوكمال، وذلك بعدَ سيطرتِهم على قريةِ الحمدان ومطار الحمدان العسكريّ، مُشيراً إلى أنَّ عمليّةَ اقتحامِ قريةِ “السكّرية” الواقعةِ في المحورِ ذاته قد بدأت، ومن المُتوقّع أنْ تنتهي خلالَ ساعات.

العالم - مقالات وتحليلات

أكد ذلك مصدرٌ ميدانيّ لوكالةِ أنباءِ آسيا، لافتا إلى أنَّ هذا التطوّرَ الميدانيُّ في ملفِّ البوكمال، أدّى إلى قطعِ كاملِ طُرُقِ الإمدادِ البرّيّة لتنظيمِ “داعش” الذي ما زالَ يمتلكُ القُدرةَ على نقلِ الإمداداتِ القتاليّةِ لداخلِ البوكمال عبرَ نهرِ الفراتِ من قريتي “باغوز تحتاني” و”باغوز فوقاني” الواقعتَين شرق النهر.

وبالتزامنِ مع وصولِ كتائبِ النّخبةِ التابعةِ لحزبِ الله إلى جنوبِ المدينةِ للمشاركةِ في آخرِ المعاركِ الكُبرى ضدَّ “داعش” في الأراضي السوريّة، أكّدَ مصدرٌ مِنَ القوّاتِ الحليفةِ أنَّ العمليّاتِ المُتواصِلة في الطّرفِ الشّرقيّ مِنَ البوكمال تستهدفُ السّيطرةَ بشكلٍ سريعٍ على قريةِ “السويح” المُحاذية للمدينةِ التي أكّدت وزارةُ الدفاعِ الروسيّةِ في بيانٍ صادرٍ عنها يومَ أمسِ الأوّل أنَّ تنظيمَ داعش عادَ إليها بدفعٍ من القوّاتِ الأمريكيّةِ التي رفضت استهدافَ أرتالِهِ التي انسحبت نحوَ معبرِ “وادي السحبة” الواقعِ شمال مدينةِ البوكمال.

وكانت تقاريرُ إعلاميّة قد أكّدت أنَّ الجنرالَ الإيرانيّ “قاسم سليماني” يقودُ عمليّاتِ القوّات الحليفةِ في البوكمال ومُحيطها، الأمرُ الذي يعكسُ أهمّيةَ هذه المدينةُ على المستوى الإقليميّ لربطِ عواصمَ “إيران – العراق – سورية” بطريقٍ برّيٍّ سيكونُ أكثرَ أهمّية في الحساباتِ الاقتصاديّةِ للدولِ الثلاث، إذ تُشيرُ المعلوماتُ التي حصلت عليها “وكالةُ أنباء آسيا” مِن مصادر مُتعدِّدة لاحتمالِ تشغيلِ خطوطٍ نفطيّةٍ من إيرانَ إلى الموانئ السوريّةِ مُباشرةً، مُشيرةً إلى أنَّ “مصر” أهمُّ الزبائن المُحتمَلِينَ لكلٍّ من العراقِ وإيران، الأمرُ الذي ينعكسُ بمنفعةٍ اقتصاديّةٍ كبيرةٍ على الدولةِ السوريّة، وهذا ما يُبرِّرُ المساعي الأمريكيّة لعرقلةِ عمليّاتِ الجيشِ السوريّ وحلفائِهِ على البوكمال التي تُعدُّ آخر الاحتمالاتِ التي يُمكّنُ من خلالِها فتحَ مَعبرٍ برّيٍّ بين سوريّة والعراق.

يُشارُ إلى أنَّ صحيفةَ الغارديان البريطانيّة كانت قد تحدّثت مع بدايةِ معركةِ “الفجر الكُبرى” قبلَ نحوِ أربعةِ أَشهرٍ من الآن، عن احتمالِ أنْ تكونَ العمليّةُ بهدفِ تبديلِ الطّريقِ البرّيّ بين سوريّة والعراق مِن مَعبرِ التنف، إلى مَعبرِ البوكمال بسببِ وجودِ القوّاتِ الأمريكيّةِ غير الشّرعيّ في التنف.

محمود عبد اللطيف - آسيا

2-4