فيسك يكشف.. سعد الحريري توقّع مصيره منذ 2009!

فيسك يكشف.. سعد الحريري توقّع مصيره منذ 2009!
السبت ١٨ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٢:٠٩ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانيّة مقالاً للكاتب الشهير روبرت فيسك تحدّث فيها عن قبول رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بالمنفى الى فرنسا، وكشف تفاصيل للمرّة الأولى عن لقاءات جمعته بالرئيس رفيق الحريري ومن بعده نجله سعد.

العالم - لبنان

وقال فيسك: “عندما سمعت أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مستعدّ لجلب الحريري “المختطف” وعائلته الى باريس، تذكّرت ما قاله الحريري لي منذ سنوات بعدما تولّى رئاسة الحكومة عام 2009.

كنتُ أجلس في قصره في قريطم، وسألته إذا كان يحب كونه رئيسًا للحكومة في لبنان”. وأضاف فيسك: “كان معه مستشاران، وقال لي: “أتبع خطوات والدي”، وكرّرها. كان يتحدث دائمًا عن خطوات والده. ولكن سألته مجددًا “ماذا تشعر بأنّك رئيس حكومة لبنان. إجابته صدمتني، وقال: “تعرف هذا واجبي. ولكنني أشتاق للسعودية، اشتقت أن أصطحب عائلتي في السيارة نحو الصحراء ليلاً، وأن أشعر برياح الصحراء تلفحنا على وجوهنا وأن نكون لوحدنا بدون رجال شرطة، لا أمن، لا جيش”.

وتابع فيسك: “أعرف والده جيدًا أيضًا، عندما اغتيل مع 21 آخرين في بيروت عام 2005، شاهدت جثّته بعد الإنفجار. تعرّفت إلى رفيق الحريري مع صديق لي عندما كنت في الرياض لا في بيروت. في العاصمة المحتجز فيها نجله اليوم”.

وأضاف: “رفيق الحريري الشاب – في العام 1990 – وقبل أن يصبح رئيسًا للحكومة، كان يجلس في مكتبه في شركة سعودي أوجيه، كان لديه أفكار رائعة عن لبنان، كان يريد إعادة إعمار بلده بعد الحرب الأهلية. سألناه “إذًا لماذا تعيش في السعودية؟” فردّ “ولمَ لا؟ إنّه بلد جيد للعيش فيه. إنّه بلد رائع- يسمح لك بألا تنخرط في السياسة!”.

في حكومة تضمّ وزراء من “حزب الله”، جيء بهم بعدل وحريّة، فقد توقع السعوديون من الحريري كبح “حزب الله”، ولكن كان عليه أن يحكم لبنان الموحّد، وليس قيادته نحو حرب أهلية جديدة.

ورأى فيسك أنّه عندما حاول وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تدمير قوة الشيعة، كان لا بدّ من أن يكون لبنان ومعه الحريري من أهدافه، وأوضح قائلاً: “بن سلمان حاول تدمير النظام السوري، ولم ينجح بذلك، شنّ حربًا على الشيعة في اليمن، فتحوّلت الى كارثة، جرّب تقييد قطر إقتصاديًا بسبب علاقاتها مع إيران، ولم يفلح أيضًا، فقرّر الآن تحويل غضبه نحو لبنان. ويبدو أنّ الخطّة لن تنجح أيضًا جزئيًا بفضل ماكرون الذي قد يبرّر موقفه بأنّ الحريري لديه الجنسية الفرنسية، وماكرون يريد أن يصطحب الحريري مع زوجته وأولاده الى باريس، وبذلك لا يبقى أي رهائن وراءه. ولكن يوجد بهاء الحريري للبداية!”.

وتابع فيسك روايته عن لقائه بسعد الحريري عام 2009، قائلاً: “ردّ الحريري على سؤالي جول طموحاته السياسية قائلاً: 5 سنوات في السياسة اللبنانية وبعدها سأذهب”.

وعلّق فيسك قائلاً: “مضت 8 سنوات قبل إجباره على قراءة خطاب الإستقالة في الرياض، هو “قد ذهب تقريبًا”. ويتضح الآن أن عددًا من سفراء الاتحاد الأوروبي في الرياض يخشون بشدة على حياة سعد الحريري بعد أن قرأ خطابه المشؤوم والمكتوب. يخشى آخرون على مستقبل وزير الخارجية السعودي والسفير السعودي السابق في الولايات المتحدة عادل الجبير الذي كان من المؤكد أنه حاول أن ينصح ولي العهد بعدم إكراه الحريري. وإذا كان قدّم مثل هذه النصيحة، فمن الواضح أنه لم يُستجب لها”.

كما لفت فيسك الى أنّ الحريري غير راضٍ من بعض المستشارين المقرّبين منه في “تيار المستقبل”.

إندبندنت – لبنان 24

106-10

كلمات دليلية :