محمد بن سلمان يأخذ السعودية إلى نفق مظلم !

محمد بن سلمان يأخذ السعودية إلى نفق مظلم !
الإثنين ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٦:٢٨ بتوقيت غرينتش

يستطرد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عملية إحكام قبضته على البلاد بوتيرة متسارعة وتواصل معه السعودية بدفع فاتورة مشروع سياسي غير واضح المعالم لشاب قرر في غضون ظهوره على الساحة قبل عامين، جر نحو 90 سنة من الاستقرار في طريق يلفه ما وصفه وزير الخارجية الألماني بـ " المغامرة».

العالم - السعودية 

ورغم وجود والده الملك سلمان بن عبد العزيز في سدة الحكم فإن دول الكرة الأرضية أجمع بات يدرك أن الأمير محمد، حديث السن والعهد بالسياسة، هو الحاكم الفعلي للبلد الذي لم يعرف في غضون نشأته إلا حكم كبار السن من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز.

وفي العام 20الخامسة عشر كشف بن سلمان في صورة وهو يضع مسدسه على جانبه، متابعا العمليات التي بدأها التحالف العربي بقيادة السعودية، وكأنه كان يعتقد أنه ذاهب هناك لالتقاط الصور ثم العودة بنصر عسكري يدشن به حياته السياسية.

لكن اليوم، وبعد نحو 3 سنوات، لم يحقق بن سلمان (32 سنة) من تلك الحرب إلا أن وضع شرايين الاقتصاد السعودي في فك مصاص دماء اسمه الحرب، ووضع الجار الفقير (العاصمة صنعاء) على شفا المجاعة.

وبينما كانت الرياض، قبل أقل من 3 شهور، تبحث في العراق عن باب خلفي يمكنها من خلاله الدخول إلى تفاهم ولو غير معلن مع الحكومة في طهران، بحثا عن مخرج من مستنقع العاصمة صنعاء، فاجأ بن سلمان دول الكرة الأرضية بمغامرتين جديدتين إحداهما داخلية مع أبناء عمومته والأخرى خارجية مع حزب الله ومن خلفه لبنان والعاصمة طهران، واضعا بلاده أمام نزيف سياسي ودبلوماسي واقتصادي جديد. ففي رهان جديد، وقبل أن يتخلص من تبعات فشل رهان حصار قطر، قلب بن سلمان الطاولة على لبنان؛ فأرغم رئيس حكومته سعد الحريري على الاستقالة من منصبه، في خطاب بث من الرياض (4 نوفمبر 2017) ، ثم أبقاه في السعودية قرابة الخامسة عشر يوما، حتى في غضون ذلك قام بالتدخل الغرب لإطلاق سراحه.

وفي اليوم نفسه، صفع ولي العهد السعودي "أمراء آل سعود" على وجوههم على مسمع ومرأى دول الكرة الأرضية، وصنع مذبحة اعتقالات هي الكبرى، وربما الأخطر، في تاريخ السعودية .

التصعيد السعودي الأخير على مختلف الجبهات، لا سيما في لبنان، دفع صحف الغرب ومسؤوليه إلى وصف بن سلمان ب»المتهور» أو «المغامر»، بعدما بدا وكأنه يفكر بعد أن يتحرك وليس العكس.

احتجاز سعد الحريري في الرياض كان سبب الصفعة الدبلوماسية الأشد للرياض أوساط الفترة الأخيرة، إذ صعدت الدبلوماسية اللبنانية من لهجتها ضد الرياض واتهمتها صراحة باعتقال رئيس حكومتها، ووصل الأمر إلى وصف الرئيس اللبناني ميشال عون لما يحدث بأنه «عدوان» على بلاده، ما استدعى تدخلا فرنسيا في القضية.

التدخل القوي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يبدو أنه كان مؤثرا وفعالا؛ إذ التقى الرجل بولي العهد السعودي في زيارة خاطفة أجراها للرياض الأسبوع الماضي، ليخرج بعدها مؤكدا أنه سيستقبل الحريري في باريس في غضون ساعات، وهو ما تم بالفعل السبت (18 نوفمبر 2017).

كل التقارير كانت تؤكد أن الحريري رهن الاعتقال وأنه ربما ينضم لمعتقلي فندق الريتز كارلتون من أمراء آل سعود ووزرائهم، خاصة أنه يحمل الجنسية السعودية، وحتى عندما سمح له بإجراء حوار مع قناة المستقبل اللبنانية، بدا الحريري وكأنه يتكلم عن والمسدس خلف رأسه، بيد أن كل تلك الأمور قامت بالأنتهاء بكلمة من الرئيس الفرنسي.

خروج رئيس الوزراء اللبناني من الرياض إنفاذا لكلمة قالها الرئيس الفرنسي، اعتبره البعض إهانة للرياض التي منعتها جنسية الحريري الفرنسية من الإبقاء عليه، رغم ما أثير حوله من شبهات فساد شأنه شأن أمراء السعودية، استفضالا عن أنه مواطن سعودي كذلك على الناحية الأخرى ، بصورة واضحة عام أيضا . 

وفي سياق خساراتها الدبلوماسية من جراء مغامرات ولي عهدها، استدعت السعودية سفيرها في ألمانيا للتشاور، وأعلنت (السبت 18 نوفمبر 2017)، أنها ستسلم سفير ألمانيا لديها مذكرة احتجاج على تصريحات وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، التي وصفتها بأنها «مشينة وغير مبررة». ظهر وكشف وبان هذا في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، تعليقا على تصريحات لغابرييل وصفتها بأنها «غير صحيحة»، وجه فيها انتقادات بالغة الشدة القصوي للسياسة الخارجية للمملكة، وخصوصا في تعاملها مع رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، سعد الحريري.

وكان وزير الخارجية الألماني انتقد أوساط لقاء عقده، الخميس 16 نوفمبر 2017، مع نظيره اللبناني جبران باسيل في برلين، بشدة تصرفات السعودية مع الحريري، ووصفها بأنها «ليست معتادة».

ونطق في غضون وقت قليل للغاية الوزير الألماني: «إن هناك إشارة مشتركة من جانب أوروبا إلى أن (روح المغامرة) التي تتسع هناك في غضون أشهر عدة لن تكون مقبولة، ولن نسكت عنها».

الأمير الذي كان قبل 3 أسابيع يتكلم عن عن مشاريع استثمارية عملاقة، يضع ذويه اليوم قيد الاحتجاز ويساومهم على ملياراتهم لقاء الحصول على حريتهم، في تطور لم تعرفه السعودية التي تعتبر كل من يحمل لقب آل سعود خطا أحمر، واضعا أدبيات بلاده القائمة على تماسك الأسرة الحاكمة على شفير التفكك في مقامرة سياسية واضحة.

وبعد أسبوعين من أزمات سياسية حذرت صحف غربية من أنها قد تعصف بالسعودية ، كشف تقرير صحفي نشره موقع «ميدل إيست آي»، عن تعرض 6 من الأمراء السعوديين المعتقلين في فندق «ريتز كارلتون» بالرياض، لتنكيل بالغ الشدة القصوي استدعى نقلهم إلى المستشفى.

وأبرز الأمراء الذين تعرضوا للتعذيب هو الأمير متعب بن عبد الله، الذي كان يعتبر غريما لولي العهد محمد بن سلمان الذي يقود حملة غير مسبوقة ضد عدد من أبناء عمومته وشخصيات أخرى؛ لتمكين سيطرته على البلاد، تحت شعار مقاومة الفساد. ولم يفعل أي من أعمام بن سلمان الراحلين الذين حكموا السعودية طيلة 8 عقود خلت ما أقدم عليه الأمير الشاب، الذي لم يجلس على عرش السعودية بعد، بل كانت هناك هوامش مقبولة في التعامل مع أفراد الأسرة وطبقة رجال الأعمال ورجال الدين، وفي غضون ذلك فقد في وقت سابق فقد حدث السر في الحفاظ على استقرار البلاد.

وفي غضون ذلك فقد في وقت سابق فقد حدث صحيفة «ناتشينال إنتريست» الأمريكية قد نطقت في غضون وقت قليل للغاية وقت إستهلال الأزمة الداخلية: إن «الاعتقالات الأخيرة التي قام بها بن سلمان أذهلت الجميع، وستضرب الاتفاقيات الرئيسية التي عقدت بين العائلة المالكة السعودية ومختلف دول دول الكرة الأرضية».

وأوضحت أن «نظام الحكم فيالسعودية  حتى الآن ينطوي على توزيع السلطة بين مختلف فروع العائلة المالكة، لكن مع الاعتقالات الأخيرة فإن ولي العهد يضرب بهذا النظام عرض الحائط».

يضاف إلى ما سبق أن شدة الأحتقان والغضب المتزايد مع الحكومة الايرانية  قد يدخل السعودية في نفق مظلم من الحروب بالوكالة التي تجيدها طهران، والتي تبدو آثارها جلية على السعودية في العاصمة صنعاء، كذلك علي الناحية الأخري يقول الخبير الاستراتيجي المصري اللواء عادل سليمان.

ويؤكد سليمان أن الأمير الشاب يسعى من أوساط كل تلك المواجهات لتغيير صورة الحكم بالسعودية ، ونقله من جيل لجيل ومن بيت لبيت، وهو أمر قد تكون له تداعياته التي ربما لا يدركها ولي العهد المدعوم من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

إلى ذلك روى في غضون وقت قليل للغاية وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن الأزمات التي تشهدها المنطقة «بدأت تخرج عن الأستحواذ جراء شكل من القيادة» وصفها بالمتهورة.

وثبت الوزير القطري، في تصريحات نقلتها «الجزيرة»، أن «ما حدث لقطر (من حصار ومقاطعة) يحدث الآن بطريقة أخرى للبنان».

وأضاف: «هناك محاولات للتسلط على الدول الصغيرة بالمنطقة لإجبارها على التسليم»، دون أن يشير إلى تلك الدول. واعتبر أنه يتوجب على السعودية والإمارات الفهم بأن هناك نظاما وقوانين دولية يجب احترامها.

المصدر : صحيفة الراية 

10 - F 

سلمان يقود السعودية لنفق مظلم 

اعتقالات الامراء السعوديين

الحريري معتقل في السعودي

اقتصاد السعودية الى الخلف