حتى الجبير وقف عاجزا أمام كلمات أبو الغيط !

حتى الجبير وقف عاجزا أمام كلمات أبو الغيط !
الثلاثاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٧ - ١٠:٤٢ بتوقيت غرينتش

أظن في جلسة الجامعة العربية التي شاهدناها، أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير “ذات نفسه” كان يودّ لو يقول لأمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن يهدأ ويقلل من نبرته المُحتدّة ضد الصاروخ الباليستي الذي لم يُصب أحداً- والحمد لله- في الرياض.

العالم - مقالات

فأبو الغيط فجأة قرر التصدّي للمشكلة السعودية بصدره، ولم يترك لأحد مجالاً للمزاودة عليه بينما هو يلقي خطبته العصماء ضد "التدخلات الايرانية وحزب الله"، ويصف طهران بأنها "تعتدي" على العرب وسيادتهم، دون أن يمر على رأس الهرم الاسرائيلي الذي قال قبل ايام ان الدولة الفلسطينية في الواقع الموضوعي لن تقوم، وان المستوطنات امر واقع.

أبو الغيط بصراحة تفوّق على نفسه، لا بل وعلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أيضا في الانحياز للموقف السعودي والتجييش ضد حزب الله اللبناني، الذي قرر العرب أن يخلقوا منه عدوّاً وهمياً فجأة، استجابة للتصنيفات الاسرائيلية الامريكية، دون أي تفكير وتروّي.

المشهد كان كاريكاتوريا بالنسبة اليّ، ففي حين استغرق الامين العام في جلسة “الصاروخ الاثم” اكثر من 10 دقائق في خطبته وهو يصعّد ضد الحزب اللبناني بسبب الصاروخ اياه، لم يجد وزير الخارجية السعودي ما يقوله فعلا فاكتفى بنحو 5 دقائق قبل ان ينقل الكلمة لمن بعده، بينما لم يتحدث احد عن ما يجري في اليمن بسبب العدوان السعودي الاميركي ، ولم يمر أحد على ازمة الرئيس الحريري نفسها.

يبدو لي ان “عين الحقيقة” المفترضة في الجامعة العربية بحاجة لفحص نظر حتى تشاهد انتهاكات ايران وغيرها بالقدر ذاته، حتى نعود ونشعر كشعوب بأن الجامعة مؤسسة “جامعة” فعلا.

بالحديث عن الجامعة العربية، لا يمكن أن نتجاهل انها غائبة عن الحقيقتين العظيمتين اللتين ذكر فيهما الاعلامي المصري عمرو أديب في برنامجه الشهير، وهو يصحح للشيخة موزة (والدة امير قطر) معلوماتها التاريخية.

الاعلامي المصريّ الجدليّ، قرر ان يذكّر الشيخة موزة بأن لا “تتباكى” على اليمن كون بلادها كانت ضمن “القاصفين” قبل أشهر، دون ان ينكر على بلده وحلفائها بأي حال من الاحوال انهم يقصفون المدنيين أو يوقعون كوارث انسانية في البلد الذي كان سعيدا.

لم يستغرق من الاعلامي شيئا ان يرد على الشيخة القطرية في موضوع اليمن باعتبار قطر كانت فاعلة في قصف اليمن، ولم يستغرق منه شيئا ايضا وهو يذكرها ان العراق عام 2003 تم قصفه من القاعدة الامريكية الموجودة في قطر، والمصيبة انه يقول ذلك وكأن “عاره” على الدوحة وحدها، ولا ينتبه الى انه في الحالتين وكل العرب “الصامتين” وأولهم الجامعة العربية ايديهم ملوثة بدماء أطفال اليمن والعراق وما بينهما.

الجامعة العربية بحاجة الكثير من التأهيل، وأهم ما قد نفعله بها هو تعيين “دعاة محبة” عرب ليترأسوها ويكونوا فعلا جامعين وليسوا مفرقين، وهنا قد اقترح “بقلب قوي” الفنان العراقي كاظم الساهر الذي تجاوز دعوات الحصار على الدوحة وقرر الغناء فيها، وها هو اليوم يتجاوز دعوات التأزيم مع الرياض ويقرر الغناء فيها.

الغناء دوما للشعوب، وليس للساسة حتى وان شغل الاخيرون الصف الاول، وانا مع الكثير من تحفظاتي على سياسات الرياض، لا استطيع الا ان احب اهلها، كما في الدوحة والكويت ولبنان وكل دولة عربية.

لذا ففقط فنان بقلب فنانٍ حقيقي يمكنه أن يكون أميناً عامّاً أميناً على وحدة الشعوب العربية وليس منحازاً بحال من الأحوال لجنون أي من الساسة والمصالح.

- فرحة مرقة - راي اليوم