أوكرانيا تطالب روسيا بالتعويض عن "التجويع الجماعي"

أوكرانيا تطالب روسيا بالتعويض عن
الأحد ٢٦ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٣:٢٠ بتوقيت غرينتش

طالب الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو روسيا بـ"التوبة"، وتعويض بلاده عمّا سمّاه بـ"التجويع الجماعي الذي مارسته روسيا تجاه الشعب الأوكراني في ثلاثينيات القرن الماضي".

العالم - أوروبا

الرد الروسي على بوروشينكو لم يتأخر، حيث اعتبر فلاديمير جباروف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي مطالب بوروشينكو باللاأخلاقية، وقال: "ليس الأوكرانيون وحدهم من تعرضوا للجوع في ثلاثينيات القرن الماضي، بل الشعب السوفيتي برمته عانى المجاعة نتيجة لجملة من العوامل الداخلية والخارجية".

وأضاف: "الزعم بأن روسيا كانت وراء سياسة التجويع للقضاء على الشعب الأوكراني، منطق لا أخلاقي. على بوروشينكو أن يعني بقضايا أكثر أهمية لبلاده وتحديد موقفه تجاه المظاهر النازية المتكررة في أوكرانيا، لأن السياسة التي ينتهجها في الوقت الراهن ترجح مواجهة أوكرانيا صعوبة جدية في العيش".

دميتري نوفيكوف نائب رئيس لجنة "الدوما" للشؤون الدولية، أكد أن روسيا لا تنفي واقعة المجاعة التي تعرضت لها البلاد في ثلاثينيات القرن الماضي، إلا أنها تدحض بالمطلق أي اتهامات لها بتعمّدها تجويع أوكرانيا حصرا، حيث أن المحل كان يضرب البلاد إبان الحكم القيصري كذلك، وكان الجميع يعانون آثاره إن كان في أوكرانيا أو غيرها.

فلاديمير لافروف من معهد تاريخ روسيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أعاد إلى الأذهان أن المجاعة التي يشير إليها بوروشينكو اليوم، لم تضرب أوكرانيا وحدها، بل طالت حوض الفولغا وشمال القوقاز وغيرهما من أقاليم روسيا.

وتابع: "القيادة الشيوعية للاتحاد السوفيتي بزعامة ستالين، سعت للانتقال بالبلاد إلى الاقتصاد الصناعي بأي ثمن وفي أسرع وقت ممكن، فيما كانت البلاد تفتقر للمال الكافي لتحقيق هذه الطموحات. وفي نهاية المطاف، أمرت هذه القيادة بتسخير كل الطاقات ومصادرة ما يملك الفلاحون في أوكرانيا وكازاخستان وحوض الفولغا، مما أدى إلى موت الملايين جوعا".

وأضاف: "أفكار تحقيق الثورة الصناعية، كانت تصدر كذلك عن حكام المقاطعات الأوكرانية، وهم أوكرانيون وأبناء أوكرانيا. لم يكن أحد يريد القضاء على الأمة، إلا أن ستالين هو الذي قرر إحداث ثورة التصنيع في البلاد بهذه الطريقة البربرية. أوامر مصادرة المحاصيل الزراعية كانت تصدر عن موسكو، لكن السلطات المحلية بما فيها الأوكرانية كانت تقترح بدورها خططها الموازية في هذا الاتجاه".

وأوضح أن "هذه المبادرات كانت تصدر حصرا عن رؤساء الشعب الحزبية في المناطق الأوكرانية، أي عن الحزبيين الأوكرانيين، وهذا يعني أن الأوكرانيين بعينهم كانوا ضالعين كغيرهم في تنفيذ هذه الخطط".

تجدر الإشارة إلى أن المجاعة عمّت جميع أقاليم روسيا الزراعية عامي 1932 و1933، حيث عانت الجوع كل من أراضي أوكرانيا، وأقاليم الفولغا الدنيا والوسطى وشمالي القوقاز، وسيبيريا الغربية وجنوبي الأورال الروسية، إضافة إلى أراضي كازاخستان.

ويؤكد المؤرخون أن ما بين 7 و8 ملايين نسمة بينهم 5 ملايين في روسيا قضوا جوعا جراء نقص القمح والمواد الغذائية التي كان يتم تصديرها للخارج لرفد الاقتصاد والنهوض بالصناعات الثقيلة ولاسيما الحربية، تحضيرا حسب المؤرخين للحرب العالمية التي كانت تطرق أبواب أوروبا الغارقة آنذاك بالفقر والجوع والكساد بعد الحرب العالمية الأولى.

المصدر: روسيا اليوم

216

تصنيف :