مؤتمر "الرياض2" للمعارضة السورية: الأجندة والمكان مشبوهان

مؤتمر
الإثنين ٢٧ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٢:٣٠ بتوقيت غرينتش

يبدو مؤتمر "المعارضة السورية" الذي انعقد مؤخراً في الرياض وكأنه يغرد خارج سرب الاتفاقات الدولية المعلنة والضمنية. عودة التشدد إلى بيان المجتمعين واستحضار شعارات من زمن مضى عكسا حالة مزايدة سياسية لا تستقيم مع ميزان القوى على الأرض الذي يميل بشكل ملحوظ لمصلحة الجيش السوري وحلفائه، ما استدعى رفضاً حكومياً سورياً لمقررات هذا المؤتمر الذي سبقته استقالات بالجملة عكست حالة التخبط التي لازمت المعارضة السورية منذ نشأتها في فنادق الغرب والإقليم.

العالم - تحليلات ومقالات

موقف "معارضة الداخل" لم يبتعد عن الموقف الرسمي السوري، حيث رأت المعارضة أن "الرياض تحاول ان تستغل فكرة انعقاد المؤتمر على أراضيها لإملاء شروطها وقد وجدت في المجتمعين عونا لها على ذلك، وهذا لا يندرج أبدا تحت مسمى المعارضة الوطنية".

الحكومة السورية
تبسّم مستشار رئيس الحكومة السورية عبد القادر عزوز حين سألناه عن مخرجات "مؤتمر الرياض2" للمعارضة السورية. فكشف لـ"موقع العهد" موقف الحكومة السورية مما جرى في الرياض بتأكيده أن "الحكومة السورية كانت تطالب دي مستورا دائما بالتطبيق الآمن للقرار 2254 للعام 2016 والذي حدد خارطة الطريق للعملية السياسية في سوريا خاصة أنه ورد في ديباجة هذا القرار إشارة واضحة إلى ضرورة مشاركة أوسع طيف من أطياف المعارضة السورية في العملية السياسية، وكان المعني بذلك منصتا موسكو والقاهرة بشكل خاص". 

وأضاف عزوز أنه "ومنذ العام 2016 إلى الآن بدأ المجتمع الدولي يقترب أكثر نحو رؤية الدولة السورية للحل وبدأت الأصوات تتعالى حول ضرورة الالتزام بهذه المسألة بغية تحصين أي اتفاق سياسي مستقبلا".

وأكد عزوز أن "ما جرى من خلال أعمال هذا المؤتمر يوضح كيف أن نظام آل سعود أعاد من جديد استغلال مكان انعقاد المؤتمر ليعيد بذلك انتاج فرض شروطه من جديد على المؤتمرين وذلك للتعمية على حجم اخفاقاته داخليا وفي ملفات السياسة الخارجية"، وبالتالي هو "يحاول إعادة الاعتبار لورقة المعارضة كنوع من استعادة دور مفقود أصلا في مستقبل المنطقة".

وأكد عزوز أن معوقات الحوار حتى الآن تكمن في "العمالة والخيانة والجهل والإرهاب"، معلقا على استحضار لازمة وجوب رحيل الرئيس الأسد مجددا بالقول إن "إعادة الحديث اليوم عما بات ممجوجا لدى أبناء سوريا ليس أكثر من محاولة فرض شروط تعجيزية من أجل عدم قبول استحقاقات العملية السياسية خاصة منها الانتخابات التي تكشف عن حقيقة تمثيل هؤلاء لأبناء سوريا".

المعارضة السورية
مواقف الكثير من معارضة الداخل السوري تقاطعت مع رؤية الحكومة السورية في ما يخص "مؤتمر الرياض 2"، فهذه المعارضة لا تزال تراهن على تقدير شعبي ينصف ما تقول بأنها مواقف وطنية اتخذتها بعيدا عن الإملاءات الخارجية وسطوة الدولار النفطي فوجدت في التصويب على هكذا مؤتمر فرصتها الحقة للتذكير برفض فكرة تعويمها إقليميا ودوليا وعلى مدى سني الأزمة مقابل قيامها بشرعنة كل التدخلات الأجنبية في البلاد ولو كانت على حساب وحدة البلد وسيادته وعلى دماء الآلاف من السوريين الذين غطت معارضة الخارج تصفيتهم كما أكد عدد من معارضي الداخل لـ"موقع العهد".

ويؤكد الأمين العام للجبهة الديموقراطية السورية المحامي محمود مرعي المعارضة لـ"موقع العهد" أنه "كان يرجى من لقاء الرياض توحيد المعارضة للوصول إلى رؤية موحدة ووفد موحد لكن هذا اللقاء تعثر ولم يصل إلى رؤية موحدة بسبب الخلافات بين منصة الرياض ومنصة موسكو، حيث ترى منصة الرياض أن الحل السياسي يجب أن يكون وفقا لقرارات مجلس الأمن و"جنيف1" ولا بد من إبعاد الرئيس "الأسد وزمرته" عند بدء العملية الانتقالية، بينما ترى منصة موسكو أن الحل السياسي يقوم وفقا لقرار مجلس الأمن 2254 وأن الرئيس الأسد يكون موجودا في المرحلة الانتقالية لذلك لم تقبل منصة موسكو لقاء الرياض ولم تقبل بالبيان الختامي وحدثت انسحابات واستقالات كثيرة".

وأوضح مرعي "انهم كممثلين للمعارضة الداخلية لا يرون في الرياض مكانا مناسبا للقاء المعارضات السورية لأن هذه المنصات تتبع أجندات خليجية وغربية فضلا عن اختلاف الرؤية معها حول كيفية الخروج من الأزمة". 

ويعتبر مرعي أن "لقاء القمة الثلاثي في سوتشي والبيان الذي صدر عنه مهم جدا لجهة تأكيده على وحدة وسيادة الجمهورية العربية السورية وكون الحل السياسي هو الأساس، فضلا عن التأكيد على محاربة الإرهاب"، لافتا إلى أن "معارضة الداخل السوري ترى أن مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي يحضر له في سوتشي سيكون بداية للحل السياسي للأزمة السورية وبأيدي السوريين أنفسهم".

العهد - محمد عيد

1 - 5