لماذا تدعم الإمارات تنظيم داعش في سيناء؟

لماذا تدعم الإمارات تنظيم داعش في سيناء؟
الإثنين ٢٧ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٤:١٦ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي تظهر فيه الإمارات علنا توجها عدائيا ضد تنظيم داعش في كل مكان، إلا أنها تسانده في الخفاء بكافة الوسائل.

العالم - مصر

وأظهرت تقارير إخبارية عالمية أن عمليات التنظيم الإرهابي جاءت في أغلبها بتمويل إماراتي من أجل التآمر على البلدان العربية ووقف تمدد الديمقراطية التي يخشاها حكام أبوظبي.

ومن وجهة نظر متقاربة، فإن الدعم الذي تقدمه الإمارات للانظمة الديكتاتورية في المنطقة، هو بمثابة دعم حقيقي لتنظيم داعش وكافة الجماعات المتطرفة، لأن ذلك يزود تنظيم داعش بالفوضى والدم الذي يحتاجه للبقاء. كما تسعى دولة الإمارات للهيمنة على القوى الإرهابية لضمان الولاء والتبعية لها.

وفي هذا الإطار نشرت الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات خريطة تمويل الإمارات العربية المتحدة للإرهاب في عدد من البلدان حول العالم، وبشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط. ووفقاً للخريطة فإن الإمارات دفعت أكثر من 760 مليون دولار خلال العامين الماضيين لحركات وجماعات إرهابية مسلحة في مصر وسوريا وباكستان وليبيا والصومال وأفغانستان وغيرها من الأماكن.

وبعد العمليات المتصاعدة في سيناء المصرية والتي آخرها عملية تفجير مسجد بمدينة بئر العبد في سيناء وراح ضحيته 305 من المصلين، تصاعد حديث الخبراء عن تورط الإمارات في تمويل جزء كبير من عمليات تنظيم داعش في سيناء. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تدعم الإمارات هذه العمليات رغم تحالفها العلني من النظام المصري؟.

تمويل كبير

وأكدت الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات أن إمارة أبوظبي مولت جماعات من تنظيم داعش في سيناء بأكثر من 30 مليون دولار، كما مولت حركة الشباب الصومالية بقيمة 60 مليون دولار، والجيش الإسلامي في ليبيا بقيمة 42 مليون دولار. أما الجماعات المسلحة في باكستان فحصلت على أكثر من 120 مليون دولار، من أبرزها طالبان باكستان وجماعة اتحاد المجاهدين في باكستان وجماعة موالية للقاعدة ولافراد ينتمون لجماعة حقاني أفغانستان.

وبينت "الحملة الدولية" أن الدعم الإماراتي لتلك التنظيمات يأتي عن طريق شبكات غسل الأموال في دبي وأبوظبي التي تتخذها هذه الجماعات كمركز تمويل دولي. من جانبها قالت الخارجية الأمريكية في أحد التقارير إن الإمارات تظل مركزا إقليميا وعالميا لنقل أموال المنظمات الإرهابية التي تستغل ذلك لارسال واستقبال الدعم المالي.

وأضافت أن الإمارات تفرض على المؤسسات المالية والشركات والأعمال غير المالية مراجعة وتنفيذ نظام العقوبات المفروضة على تنظيمي داعش والقاعدة بشكل مستمر. وأكد التقرير أن الإمارات واصلت جهودها لتعزيز إجراءاتها الداخلية في مواجهة تمويل الإرهاب وغسل الأموال وكانت أكثر رغبة وقدرة في تطبيق قوانينها وقواعدها.

وكشفت مصادر استخباراتية ان الاجهزة الامنية حصلت على مراسلات ووثائق تثبت تورط حكومة الامارات العربية المتحدة في دعم تنظيم القاعدة والجماعات الارهابية المتطرفة في سيناء المصرية واليمن والصومال. واكد المصدر ان الاستخبارات الاماراتية قدمت اموالا واسلحة بكميات كبيرة لقيادات تابعة لتنظيم داعش في سيناء المصرية، وتنظيم القاعدة في اليمن لتنفيذ اعمال ارهابية وتفجيرات واغتيالات.

اعترافات

وقبل أشهر نشر موقع الشاهد الإخباري تفاصيل اعترافات الجاسوس الإماراتي الذي تم اعتقاله من قبل السلطات الليبية في مدينة طرابلس. وكشف هذا الجاسوس عن مفاجآت مدوية لعل أهمها اعترافه بأن أبوظبي تمول تنظيم “داعش” في سيناء لارباك النظام المصري وممارسة الضغط عليه من أجل تحقيق مصالح ابوظبي. وتدعمه في ليبيا لخلط الأوراق في البلاد ولاتخاذه ذريعة لتدخل دولي في ليبيا لاسقاط الحكومة الاسلامية هناك.

وأشار الموقع إلى أن الجاسوس الإماراتي أثناء محاولته الهروب من ليبيا اعترف بمسؤولية السلطات الإماراتية عن تمويل داعش الليبية وتسليحها من أجل تهديد أمن البلاد ووحدتها والذهاب إلى تقسيمها، وعن تلقيه الأوامر بتصوير موقع السفارة التركية وقنصليتها بمدينة مصراتة تمهيدا لاستهدافها بعمل إرهابي.

ولم يختلف الأمر كثيرا في اليمن، فقد أكدت التقارير أن الإمارات تدعم الجماعات الإرهابية هناك، ومنها جماعة "أبو العباس" المتحالفة مع تنظيم القاعدة في تعز، وهي جماعة تعمل خارج إطار الدولة وترفض الانصياع للمقاومة الشعبية والحكومة الشرعية، والتي تدعي السعودية والإمارات أنهما تدعمانها، كما أنشأت الإمارات الحزام الأمني في عدن وقوات النخبة الحضرمية.

وسمح الصراع في تعز، بتعزيز دور "أبو العباس" وبدعم مباشر من الإمارات، وخلال صراعه مع الحوثيين بانتشار عناصر تنظيم القاعدة داخل تعز، لتعزيز قواته وتقييد النفوذ السياسي والعسكري لحزب الإصلاح. فأبو العباس سمح خلال صراعه مع الحوثيين بالحد من نفوذ حزب الإصلاح الذي تعاديه الإمارات، وانتشار عناصر تنظيم القاعدة داخل مدينة تعز بوصفهم عاملًا يضاعف من فاعلية قواته. الدعم الإماراتي والسعودي لتقوية الفصائل الإسلامية المسلحة المتشددة في مواجهة الحوثي، أدى بدوره إلى تفكك كيان الدولة وقامت مقامها تنظيمات إرهابية متطرفة تحمل السلاح وتؤمن بالعنف ولا تعترف بشرعية الدولة، وهو ما أسهم في إطالة أمد الصراع وتكوين بيئة حاضنة للتطرف وللجماعات المتشددة.

أسباب الدعم

والسؤال المهم الآن.. لماذا تدعم الإمارات الجماعات المتطرفة في الوطن العربي ومنها تنظيم داعش؟. الإجابة عند الخبراء والمراقبين هي أن الإمارات تدرك جيدا أن الديمقراطية الناجحة في المنطقة تشكل خطرا جسيما عليها، وبالتالي فهي لجأت إلى أسلوبين أولهما دعم الانظمة الديكتاتورية، والثاني دعم الجماعات المتطرفة من أجل الحفاظ على نظام الحكم في أبوظبي.

كيف انفردت "سكاي نيوز" بالخبر مع بداية الهجوم؟

وتساءل مراقبون عن سرعة انفراد قناة سكاي نيوز عربية، وهي القناة التي تمولها وتشرف عليها الإمارات بخبر الهجوم على المسجد في مدينة بئر العبد بسيناء، فمع بداية وقوع الحادث بثت القناة أخبارا عاجلة حول ما يجري هناك.

وأكد المراقبون أن تلك السرعة التي ظهرت بها القناة تبرهن على أن أجهزة الأمن الإماراتية كانت على علم بما يدور أثناء العملية، وهو ما يفتح التساؤلات وعلامات الاستفهام عن إمكانية تورطت تلك الاجهزة الامنية في العملية تخطيطا وتمويلا.

وقالت القناة مع بداية الهجوم :" الهجوم بدأ بتفجير قنبلة، ثم تبع ذلك إطلاق نار..وأوضحت مصادرنا ان الإرهابيين حاصروا المسجد باستخدام 4 سيارات دفع رباعي، وأطلقوا النار على المصلين".

الشرق

106-1