على خلفية أحداث سيناء .. دور "داعش" في تمرير "صفقة القرن"

على خلفية أحداث سيناء .. دور
الأربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٦:٣٠ بتوقيت غرينتش

منذ اليوم الأول لظهور الجماعات التكفيرية في العراق ومن ثم في سوريا، كان العراقيون والسوريون يعلنون بأعلى اصواتهم ان ممارسات هذه الجماعات لا علاقة لها بأكذوبة الصراع “السني الشيعي”، فهذه الجماعات تنفذ اجندة هدفها تفجير المنطقة خدمة ل”اسرائيل”، الا ان اصوات العراقيين والسوريين ذهبت ادراج الرياح.

العالم - مقالات

الامر الذي حال دون سماع العرب لصوت العراقيين والسوريين، هو الحرب النفسية التي شنتها الامبراطوريات الاعلامية الممولة من دول خليجية كقناتي “الجزيرة” القطرية و”العربية” السعودية وباقي القنوات ووسائل الاعلام الاخرى الممولة خليجيا، على المواطن العربي، الذي كان يتعرض لقصف اعلامي مركز يربط كل ما جرى في العراق وسوريا بأكذوبة الصراع بين “السنة والشيعة” و“التمدد الايراني ” في المنطقة.

اليوم وبعد فشل مشروع التحالف الامريكي الصهيوني العربي الرجعي في العراق وسوريا، مع هزيمة مرتزقة هذا التحالف وهم “الدواعش” وباقي الجماعات التكفيرية الأخرى، بدأ هذا التحالف بفتح جبهة اخرى ضد المنطقة وشعوبها، متمثلة بالفرع المصري ل”داعش” في منطقة سيناء المصرية، بهدف اقتطاع سيناء من مصر على امل تحويلها الى وطن بديل للشعب الفلسطيني.

الجرائم الوحشية التي يرتكبها التكفيريون وعلى رأسهم “الدواعش” في سيناء لاسيما منذ اربعة اعوام، وكان اخرها المجزرة المروعة ضد المصلين الامنين في مسجد الروضة بمركز بئر العبد شمال سيناء والذي راح ضحيته أكثر 305 شهداء و128 مصابا، تؤكد ان هناك امرا خطيرا ينتظر الشعب المصري.

خبراء مصريون في الشان الأمني اكدوا انه لا يوجد أي هدف عاقل أو منطقي أو مفهوم للمذبحة البشعة التي وقعت في بئر العبد، إلا إخلاء الأرض وتهجير السكان، وهو مطلب “إسرائيلي” قديم ولا يزال قائما.

ويربط هؤلاء الخبراء بين مجزرة بئر العبد في مسجد الروضة ومجزرة “دير ياسين” مستشهدين بقول مناحم بيجن في مذكراته التي ترجمت تحت أسم “التمرد”، “لولا مذبحة دير ياسين لما قامت إسرائيل، لقد نجحت دير ياسين وأخواتها من المذابح الأخرى في تفريغ فلسطين من 750 ألف فلسطيني”.

ما يعزز رؤية الخبراء المصريين ما صرحت به مؤخرا وزيرة ما يسمى بالمساواة الاجتماعية في الكيان الصهيوني جيلا جملئيل، والتي قالت “لا يمكن إقامة دولة فلسطينية إلا في سيناء”، وما يتم اعداده من قبل ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب حول ما بات يعرف ب”صفقة القرن” من اجل إنهاء القضية الفلسطينية على حساب الارض واللاجئين والشعب الفلسطيني وانخراط “اسرائيل” كحليف للعرب ضد ايران ومحور المقاومة.

المخطط الجهنمي الذي ينفذه التحالف الامريكي الصهيوني العربي الرجعي باستخدام “داعش” والجماعات التكفيرية، من اجل تمهيد الأرضية امام تنفيذ ما يعرف ب”صفقة القرن”، باتت معالمه تتضح يوما بعد يوم، فمن الصعب جدا تبرير ما فعله “الدواعش” من مجزرة مروعة في بئر العبد ذهب ضحيته المئات بينهم عشرات الاطفال وهم في بيت من بيوت الرحمن، بتبريرات “دينية” او “طائفية”، فالذي حدث من قتل فظيع يتعدى كونه ممارسات اجرامية الى عمل مخابراتي مدروس هدفه خلع حالة من الرعب بين الأهالي تدفعهم الى إخلاء مناطقهم في سيناء لتحول بالتالي الى ارض دون سكان بهدف اقامة جزء من الدولة الفلسطينية وفقا لمخطط الرئيس الامريكي ترامب في اطار “صفقة القرن.

الجرائم التي ارتكبتها “داعش” في العراق وسوريا من اجل اخلاء مناطق بعينها من اهلها على امل تقسيم البلدين، والجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة مثل الهاغانا وشتيرن وغيرهما من اجل إخلاء فلسطين من اهلها، تتكرر اليوم في سيناء على يد “داعش” والجماعات التكفيرية.

ان محاولة التحالف الامريكي الصهيوني العربي الرجعي من اجل اظهار سيناء على انها عبء امني على مصر يأتي ايضا من اجل تكريس فكرة، ان من الأفضل لمصر التخلص من سيناء في اطار “صفقة القرن” في مقابل ضخ مليارات الدولارات الخليجية في مصر بهدف الاستثمار.

رغم ان من الصعب تمرير المخطط الامريكي الصهيوني العربي الرجعي الذي يستهدف وحدة الاراضي المصرية، بوجود الجيش المصري والوعي الوطني العالي لدى الشعب المصري، الا ان افشال الجيشين العراقي والسوري للمخطط الامريكي الصهيوني العربي الرجعي لتقسيم العراق وسوريا، سيراكم حتما من الثقة بالنفس لدى الجيش المصري في تصديه للمخطط الذي يستهدف مصروالقضية الفلسطينية.

  • شفقنا

208