"هافينغتون بوست":

على محمد بن سلمان التفكير بمصير صدام قبل مواجهة ايران!

على محمد بن سلمان التفكير بمصير صدام قبل مواجهة ايران!
الأربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧ - ١١:٤٤ بتوقيت غرينتش

كتبت "هافينغتون بوست" في مذكرة حول سياسات الحكام الجدد في السعودية أن "محمد بن سلمان" ينبغي أن لا ينسى أن أولئك الذين أطاحوا بصدام كانوا يشجعونه في وقت ما على الحرب مع ايران.

العالم - مقالات وتحليلات

وتطرقت "هافينغتون بوست" في مذكرة باللغة الفرنسية الى السياسات الاقليمية لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" وكتبت ان السعودية يجب ان تتعلم الدروس من مصير ديكتاتور العراق المعدوم.

وفيما يلي ترجمة قسم من المذكرة:

وفي ذلك الزمن كان صدام يخلق ذرائع دينية لممارساته وكان يقدم نفسه على أنه رائد السنة وكرامتهم امام الشيعة.  ولم يكن هذا الامر من الصدفة ابدا ان يعتبر نفسه "بطل القادسية"، المعركة الشهيرة التي دارت بين الفرس وجيوش العرب بقيادة سعد ابن ابي وقاص.

ويقوم محمد بن سلمان بتكرار نفس العمل بعد عدة عقود من صدام عبر استغلال حجة دينية كذريعة لمواجهة ايران.

وكان الأمريكيون هم من شجعوا صدام على مهاجمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية (بعد سنة واحدة فقط من الثورة الإسلامية)؛ تلك الأيام كانت الحكومة في أيدي "رونالد ريغان" وبوش الاب كان مساعده. وكان شيوخ الخليج (الفارسي) يوفرون المال لهذه المعركة. اليوم، ترامب واسرائيل يدفعان أيضا محمد بن سلمان الى الامام لمواجهة إيران.

لكن بن سلمان إما لا يعلم أو قد نسي أن صدام قد أزيل من الحكم من قبل أولئك الذين كانوا يشجعونه لمحاربة إيران، ولم يكن هؤلاء سوى انصار لرامسفيلد وديك تشيني وولفويتس. وسوف يستخدمون أيضا بن سلمان، ويرمونه بعيدا مثل لباس قديم بعد استخدامه.

بن سلمان لا يدرك أن الحرب مع إيران يمكن أن تخلق الفوضى في الشرق الأوسط، والتي من شأنها أن تؤدي الى إخفاء السعودية كما أنه لا يعلم أن الأمريكيين الذين يشجعونه اليوم على شن حرب بامكانهم ان يسيطروا على الاوضاع ايضا كما فلعوا في الملف العراقي، وفي ذلك اليوم، سيتم تقديم شبه الجزيرة السعودية كلها لإيران على صينية اخرى من الذهب.