إن كنا من الشعوب البائدة فلا نعرف كيف عدنا من جديد بعد إبادتنا؟!

إن كنا من الشعوب البائدة فلا نعرف كيف عدنا من جديد بعد إبادتنا؟!
الإثنين ٠٤ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٥:٣٩ بتوقيت غرينتش

ليس هناك أسهل من الشهرة السريعة، هذه الأيّام، في ظل توفّر مواقع التواصل الاجتماعي، والهواتف الذكيّة التي تُمكّن كل شخص من تصوير نفسه، وعرض أفكاره؛ لكنّ هذه المنابر جعلت العديد ممّن يستخدمونها يقومون بتسويق أنفسهم بحثًا عن الشهرة لا غير ولفت الأنظار من خلال تطبيق مقولة "خالف تُعرف".

العالم - السعودية

شاهدنا قبل أسبوعين فيديو لشابّ سعودي، يقوم بشتم الفلسطينيين، ويصفهم بالكلاب والخنازير، وبأنّهم من بقايا الشعوب البائدة، واتهمهم باستغلال خيرات المملكة التي أنفقت عليهم المليارات. قائلا أنّ المملكة العربية السعودية هي التي فتحت بلاد فلسطين وقامت بتعليم الفلسطينيين اللغة العربية، وأدخلتهم للإسلام، فلماذا يقومون بشتم المملكة ولا يحفظون الجميل، ولحم أكتافهم من خيراتها؟!

وبما أنّ الفلسطينيين من الشعوب البائدة، من وجهة نظره فهو يعتبر أنّ أرض فلسطين مذكورة في القرآن الكريم وهي لليهود الذين يشيد بهم.

صحيح أن الفيديو مستفز، ومليء بالمغالطات تنم عن حقد دفين وجهل من قبل هذا الشخص، ونرفض تعميم ذلك، لأنّ هناك الكثيرين من الأشقاء في الخليج (الفارسي) شرفاء ولا يقبلون مثل هذه الخزعبلات، لذلك تجاهلناه في البداية، لكن بما أّنّ الفيديو انتشر، وسرعان ما أثار العديد من الشباب العرب في فلسطين وغيرها من الدول في الرد الشافي، على إدعاءاته.

الإعلامي المصري "معتز مطر" في برنامجه "مع معتز" المذاع على قناة "الشرق" قام بعرض فيديو الشاب، وأكّدّ أنّ ما شاهدناه ما هو إلا "هاشتاغ" ضمن "الهاشتاغات" التي تُعمل لأجل التطبيع. وقال ضاحكا إنّ أكثر ما لفت نظره هو قول هذا الشاب "اتقِ شرّ السعودي إذا غضب"، وعلّق على ذلك "أكيد الفلسطينيين اتخضّوا".

"معتز مطر" أكّد أنّ القادم كما يبدو سيكون الأسوأ، فالفلسطيني أصبح هو الخائن من وجهة نظر البعض ولا أرض له، وهناك من يتسابقون على التسويق والتطبيع. ولا يسعنا إلا القول لكل من يتطاول على الفلسطينيين، إنّ الفلسطينيين هم تاج وفخر للعرب، ومن لا يعجبه فليشرب من بحر غزّة. وندعو أمثال هؤلاء للعودة إلى دراسة التاريخ بشكل عام، وتاريخ الفلسطينيين بشكل خاص، ونحن على استعداد لتزويدكم بهذه الكتب، أمّا من يسعى للشهرة، فبإمكانه البحث عن قصة أخرى، لأنّ القضية الفلسطينية لها رجالها وقدسيتها، ولا تحتاج لمزاودات من أحد، وإن كنّا من الشعوب البائدة فلا نعرف كيف عدنا من جديد بعد إبادتنا؟!! هذه النقطة لم نفهمها.. وأضحكتنا كثيرا.

عجز الكلام، ونترك التعليق لكم!.

* لطيفة اغبارية - رأي اليوم

108