السيد علي فضل الله: استقواء الطوائف بمحاور خارجية يقوض استقرار لبنان

السيد علي فضل الله: استقواء الطوائف بمحاور خارجية يقوض استقرار لبنان
الإثنين ٠٤ ديسمبر ٢٠١٧ - ١٠:٢٤ بتوقيت غرينتش

أكد السيد علي فضل الله، خلال استقباله وفدا من “منتدى التنمية والثقافة والحوار” برئاسة القسيس رياض جرجور يرافقه ممثلون عن مجلس كنائس الدانمارك، “أن باستطاعة لبنان تقديم نموذج في قدرة الأديان على التعايش”، محذرا من “استغلال الدين للأهداف والمصالح الذاتية”، داعيا إلى “اعتماد مبدأ المواطنة بعيدا عن استقواء الطوائف بهذا المحور أو ذاك”.

العالم - لبنان

واشار السيد فضل الله الى زيارته للدانمارك واللقاءات “الحوارية الإيجابية” التي عقدها مع القيادات الدينية فيها، مؤكدا أن “المرحلة تحتاج إلى حضور الدين في مضمونه الروحي والإنساني وبعده الأخلاقي، لكي يحل الكثير من المشاكل التي تعانيها البشرية، وفي مقدمتها الإرهاب والكراهية والقتل والعنف الذي ينتشر في أكثر مناطق العالم”.

وأكد أن “المشكلة تكمن في كيفية تقديم صورة الدين إلى هذه الأجيال، بعيدا من الصورة السلبية التي انطبعت بفعل بعض الممارسات الخاطئة التي يحاول أصحابها أن يلبسوها لباس الدين، وذلك من خلال تقديمه أجوبة واضحة للأسئلة المعاصرة”.

وشدد على “ضرورة تعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية وتثبيتها في دائرة الحياة، وهو ما لا يتم بجهد فردي، بل بتضافر الجهود وتلاقيها من أجل خدمة الإنسان، فجوهر الأديان جميعا واحد، وهي جاءت من أجل رفع مستوى الإنسان وإخراجه مما يعانيه من مآس ومتاعب”.

وحذر من “الذين يستغلون الدين من أجل مصالحهم ومكتسباتهم، من خلال اللعب على الوتر الطائفي والديني والمذهبي في تحريك سلاح الغرائز لدى أتباع هذه الأديان، من أجل تحقيق أهدافهم الخاصة”، لافتا إلى أن “أكثر الصراعات التي تحصل في المنطقة، تنطلق من طموحات وأطماع ذاتية وسياسية واقتصادية تتصل بنفوذ هذه الدولة أو تلك، إضافة إلى السيطرة على النفط والغاز، ولكنها تغلف بغلاف ديني من أجل إشعال الحروب والفتن هنا وهناك”.

وأكد السيد فضل الله “ضرورة تثبيت الأرض الرخوة، وإزالة كل الالتباسات التي تواجه الدين، حتى نمنع كل العابثين والمصطادين في الماء العكر من استخدام هذا السلاح لتشويه صورة الأديان، وفي مقدمتها الدين الإسلامي”، داعيا إلى “التواصل بين مختلف الأديان، لأنه يزيل الكثير من الهواجس، ويساعد على فهمنا الصحيح لبعضنا البعض، ويعيد تصويب الكثير من الأمور”.

وتطرق إلى الوضع في لبنان، فأشار إلى “استقواء الطوائف بهذا المحور أو ذاك، ما يجعل البلد يعيش حال اللااستقرار”، آملا أن “يقتنع الجميع بأن خيار المواطنة هو الحل الذي يعطي الحقوق لكل الطوائف والمذاهب”، معتبرا أن “باستطاعة لبنان أن يقدم أنموذجا في قدرة الأديان على التعايش والتلاقي في ما بينها”.

المنار

2-10