ماذا بعد داعش وبارزاني؟!

ماذا بعد داعش وبارزاني؟!
الخميس ٠٧ ديسمبر ٢٠١٧ - ١٠:٢٠ بتوقيت غرينتش

مع أن إستفتاء إنفصال كردستان عن العراق بات من الماضي، لكن الإستفتاء بحد ذاته أكد حقيقتين قائمتين، تفرضان وجودهمما وتأثيرهما على مستقبل العراق، ومع ذلك جرى تجاهلها على نطاق واسع، سواء من الحكومة المركزية والطبقة السياسية المتصدية، أو من قبل الأطراف الدولية والأقليمية.

العالم - مقالات وتحليلات

الحقيقة الأولى؛ تفيد أن ثمة تلازم زماني ومكاني، بين قيام داعش وإندحاره، وبين النشاط الإنفصالي المشبوه؛ الذي قام به الساسة الأكراد في كردستان العراق، وفي مقدمتهم مسعود بارزاني، طيلة السنوات المنصرمة، بعد التغيير الكبير في نيسان 2003.

الحقيقة الثانية هي أن الأوضاع في عراق ما بعد داعش، وما بعد إستفتاء الإنفصال؛ بحاجة الى إعادة ترتيب على أسس جديدة، هي ليست بالطبع نفس أسس ما قبل داعش والإستفتاء.

أذا نظرنا الى الأمور من خلال سطوة هاتين الحقيقتين، وتأثيرهما المباشر على مآلات الأوضاع؛ في أكثر مناطق العالم إضطرابا، سنكتشف بيسر أن إستفتاء إنفصال منطقة كردستان العراق، كان صفحة من صفحات المعركة ضد العراق، وأن مطلب إنفصال المنطقة وتوقيت الإستفتاء عليه، كان محاولة بائسة يائسة، وبإيحاء خارجي لا يمكن ستره لإطالة عمر داعش، طرحت بطريقة تخادمية إنتهازية، لا يمكن وصفها إلا بأنها عمل خياني؛ يخلو تماما من أي غشاء من أغشية الحياء، التي تحمي الأجداث من الإرتماس في بئر الخيانة.

المشكلات بين حكومة منطقة كردستان العراق والحكومة المركزية، كان أغلبها مفتعلا من قبل قيادة هذه المنطقة، التي كانت تُصَعِد بإستمرار، كما أنها بدت وكأنها لا تريد الوصول؛ الى حل بشكل شبه مطلق، وكان قبولها للحوار بين فترة وأخرى مع الحكومة المركزية، وسيلة لكسب الوقت، وطريقة شيطانية لوضع الحكومة المركزية، في موضع الغامط لحقوق مواطني منطقة كردستان العراق، صاحب ذلك عمل منظم، لنهب الثروات النفطية لهذه المنطقة؛ ومعها ثروات المناطق المختلف عليها، لحساب الأسر المتنفذة القابضة على السلطة هناك.

الإستفتاء قصة وأنتهت، وتداعياته أضرت الساسة الأكراد في كردستان العراق، لكن المواطن الكردي سيكون هو الرابح، وستكون الأبواب مشرعة؛ لتغيير مهم في المنظومة السياسية في كردستان العراق، ومن المؤكد أن جيلا جديدا من الساسة الأكراد سيتقدم الصفوف؛ وسيتعامل بواقعية هادئة وبراغماتية مميزة، لكن من المؤكد أن ذلك سيأخذ وقتا ليس بالقصير، وربما سنحتاج الى ما بين خمس الى عشر سنوات، لإعادة ترتيب الأوضاع، ليس في كردستان العراق فقط، بل في العراق برمته..بيد أن منطقة كردستان العراق سيبقى دائما كما كان أبدا، النقطة التي تنطلق منها معظم الفتن والمؤامرات على العراق..!

كلام قبل السلام: زماننا هو أسوأ الأزمنة، وليس من المحتمل أن يأتي زمن أفضل منه..!

*قاسم العجرش

6