المطران حنا: قرار ترامب يستهدف المسيحيين والمسلمين

المطران حنا: قرار ترامب يستهدف المسيحيين والمسلمين
الأحد ١٠ ديسمبر ٢٠١٧ - ١١:١٨ بتوقيت غرينتش

اكد المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم الاحد، إن قرار الرئيس الامريكي بشان القدس المحتلة لاقيمة له بالنسبة الينا لان تاريخ مدينة القدس وهويتها وتاريخها وتراثها هي اقوى بكثير من كل قرارته التعسفية بحق شعبنا وبحق مدينتنا المقدسة.

العالم - فلسطين المحتلة

وأضاف المطران حنا ان "الحركة الصهيونية هي حركة عنصرية بامتياز وقد كانت هذه الحركة سببا في نكبة شعبنا وفي التطهير العرقي الذي حل ببلادنا".

وقال " اننا لم نتفاجأ من هذا الموقف الامريكي المعادي لشعبنا ولقضيته العادلة وكثيرة هي القرارات والمواقف الامريكية المعادية للشعب الفلسطيني وللامة العربية، ولكننا نعتقد بأن هذا الاجراء الرئاسي الامريكي الاخير انما هو اسوء هذه القرارات واخطرها لانه قرار يستهدف العاصمة الروحية والوطنية لشعبنا، انه قرار يستهدف المسيحيين والمسلمين وهم ابناء الشعب الفلسطيني الواحد المناضل من اجل الحرية".

وأشار الى" يحق لنا ان نتساءل من الذي اعطى الصلاحية للرئيس الامريكي ومن الذي خوله لكي يقوم بهذا الاعلان ، هل يظن ان تاريخ مدينة القدس المجيد يمكن ان يلغى وان يشطب بتوقيع منه على ورقة وفي مسرحية كوميدية شاهدها العالم كله. ان توقيع الرئيس الامريكي وقراره لاقيمة له بالنسبة الينا لان تاريخ مدينة القدس وهويتها وتاريخها وتراثها هي اقوى بكثير من كل قرارته واجراءاته التعسفية بحق شعبنا وبحق مدينتنا المقدسة. ان ترامب ينتمي الى تيار سياسي موجود في امريكا وهؤلاء يصفون انفسهم بأنهم المسيحيون الصهاينة ونحن لا نعترف بهذه التسمية وهي ليست موجودة في قاموسنا المسيحي فلا يمكن لاحد ان يكون مسيحيا وان يكون صهيونيا في نفس الوقت، المسيحية هي ديانة المحبة والرحمة والاخوة والسلام ، أما الحركة الصهيونية فهي حركة عنصرية بامتياز وقد كانت هذه الحركة سببا في نكبة شعبنا وفي التطهير العرقي الذي حل ببلادنا، فهؤلاء ليسوا مسيحيين على الاطلاق ولا يمثلون القيم المسيحية لا من قريب ولا من بعيد هؤلاء هم دكاكين مسخرة في خدمة المشروع الصهيوني وهم يستغلون الدين لاغراض سياسية هي ابعد ما تكون عن القيم الايمانية والروحية والاخلاقية" حسبما افادت وكالة معا للانباء.

وأكد المطران" من يقف الى جانب الظالمين المستعمرين المحتلين لبلادنا لا يمكنه ان يكون مسيحيا فالمسيحية تحثنا على ان نكون منحازين للمظلومين والمعذبين في الارض ومن يكون منحازا للظالمين على حساب المظلومين انما هو ابعد ما يكون عن القيم الايمانية والانسانية النبيلة. سنتصدى كفلسطينيين لهذا القرار الامريكي الجائر الذي نعتبره اساءة لنا جميعا وتطاولا غير مسبوق على مدينتنا التي ستبقى عاصمة روحية ووطنية لشعبنا وحاضنة لاهم مقدساتنا المسيحية والاسلامية. لن يستسلم الفلسطينيون لهذا القرار الظالم الذي يستهدف عاصمة فلسطين مدينة القدس المقدسة والمباركة التي نسكن فيها بأجسادنا ولكنها ساكنة في قلوبنا وفي عقولنا وفي ثقافتنا".

وناشد المرجعيات الروحية المسيحية في العالم للحرك نصرة للقدس والشعب الفلسطيني، وقال" نتمنى ان نسمع المرجعيات الروحية المسيحية في عالمنا وهي تدافع عن القدس وترفض هذا القرار الامريكي الظالم الذي يستهدفنا جميعا، كما ونتمنى من المرجعيات الروحية الاسلامية ان تدافع عن مدينة القدس باعتبارها عاصمة فلسطين وحاضنة اهم المقدسات المسيحية والاسلامية ، فالقدس مدينة تجمعنا وتوحدنا وتقربنا مع بعضنا البعض في اجواء من الوحدة والاخوة والتلاقي والتفاهم والتواصل خدمة لانساننا ودفاعا عن شعبنا وصونا لقدسنا ومقدساتنا واوقافنا".

وأوضح" اناشد كافة المؤسسات الحقوقية في عالمنا، واناشد كافة شعوب الارض بغض النظر عن انتماءاتها الدينية او العرقية بأن تقف الى جانب شعبنا الفلسطيني في محنته وفي معاناته هذا الشعب الذي يناضل من اجل ان يعيش بحرية في وطنه واليوم يتم التآمر على مدينته وعاصمته وتقوم الادارة الامريكية بتقديم القدس على طبق من ذهب للاحتلال في تصرف عدائي لا يقبله اي فلسطيني ولا يقبله اي عربي ولا يقبله اي مسيحي او مسلم او اي انسان حر في عالمنا".

وقال" ان آلامنا وجراحنا كفلسطينيين لم ولن تنسنا في يوم من الايام آلام ومعاناة غيرنا فنحن في مدينتنا المقدسة نحمل رسالة انسانية حضارية اخلاقية روحية ونتمنى بأن تزول ثقافة الارهاب والعنف في منطقتنا لكي تكون مكانها ثقافة الحوار والتلاقي والاخوة والمصالحة بين كافة مكونات امتنا وان تكون بوصلة العرب دوما باتجاه فلسطين وعاصمتها القدس الشريف".

وجاءت كلمات المطران لدى لقائه اليوم لعدد من الاعلاميين العرب والاجانب، حيث اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات المتعلقة بمسألة الموقف الامريكي من قضية القدس ومن القضية الفلسطينية بشكل عام.

6-2