مقبرة باب الرحمة.. اعتداءات "صهیونية" لتغيير هوية القدس

مقبرة باب الرحمة.. اعتداءات
الجمعة ١٥ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٥:٠١ بتوقيت غرينتش

يخوض الفلسطينيون معركة ضارية للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية لمدينة القدس المحتلة، في وجه محاولات التهويد التي لم تسلم منها حتى المقابر الإسلامية التاريخية.

العالمفلسطین

ونجحت لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس المحتلة، ومتوليّا وقف الحسيني والأنصاري، باستصدار أمر من "محكمة الصلح" التابعة للاحتلال، في القدس المحتلة، بوقف عمل ما يسمى بطواقم "سلطة الطبيعة "الصهيونية على أراضي مقبرة باب الرحمة شرق المسجد الأقصى؛ لمنع الاعتداءات على أرض المقبرة وأراضي الوقف هناك، التي تأتي ضمن محاولات الاحتلال تغيير هوية المدينة وطابعها العربي الإسلامي.

مسٌّ بحرمة المقبرة

وقال سامي رشيد، محامي اللجنة وعائلتي الحسيني والأنصاري: "توجهنا إلى المحكمة لإيقاف الأعمال التي تقوم بها سلطة الطبيعة والتعديات (الصهیونية) على حرمة المقبرة، وبعد تقديم الطلب على وجه السرعة، إثر تمادي هؤلاء خلال العمل الأسبوع الماضي بقص الأشجار في المقبرة وكذلك الاعتداء وقص أشجار الزيتون أمس من أراضي الحسيني والأنصاري".

وأضاف رشيد لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "أصدت المحكمة قرارا احترازيا يمنع سلطة الطبيعة الصهيونية وكل من يعمل باسمها أو من قبلها بالقيام بأي أعمال في داخل أراضي المقبرة أو أراضي وقف الحسيني أو الانصاري، وهذا الأمر يشمل منع سلطة الطبيعة من التعدي على الأشجار المزروعة في هذه الأراضي".

وأوضح المحامي رشيد أن القرار مفتوح، والمحكمة طلبت من سلطة الطبيعة الصهيونية الرد على هذه القضية حتى تاريخ ١٩ /١٢ /٢٠١٧، إذ ستعقد المحكمة جلسة لسماع أقوال الأطراف في هذه القضية يوم الأربعاء المقبل، مضيفاً: لقد تقدمنا بكل الإثباتات والوثائق أن المقبرة مسجلة في الطابو الإنجليزي باسم الأوقاف الإسلامية وأراضي الحسيني والأنصاري مثبتة بوقفيات صادرة عن المحكمة الشرعية في القدس منذ القرن التاسع عشر.

ولفت المحامي رشيد إلى أن سلطة الطبيعة الصهيونية، تدعي أنه وفق مخططات بلدية الاحتلال الإسرائيلية، تصنف هذه المنطقة "حديقة وطنية"، وأنه بموجب مشروع تنظيمي في أواخر سنوات التسعينيات من القرن الماضي ألغي تصنيف الأرض "مقبرة إسلامية"، وحولت إلى أراضٍ مفتوحة وعامة، وفق زعمها.

وقال: "هناك مشروع هيكلي أودع، دون إبلاغ الأوقاف وأصحاب الأراضي من عائلتي الحسيني والأنصاري بنزع التصرف أو مصادرة الأرض والملكية والتصرف بالأرض بواسطة إجراءات قانونية، لذلك الأعمال التي تقوم بها سلطة الطبيعة هي احتيال والتفاف على القانون في محاولة لنزع التصرف من المالكين الأصليين دون اللجوء إلى القضاء".

وقفية إسلامية

ويؤكد مسؤول لجنة المقابر المهندس مصطفى أبو زهرة، أن جميع الأرض من السور الشرقي للمقبرة وحتى أسوار المسجد الأقصى المبارك هي أراضٍ وقفية إسلامية تعود للأوقاف الإسلامية، وجزء منها يعود لوقف عائلتي الحسيني والأنصاري.

وأشار أبو زهرة إلى تقديم  جميع المستندات والوثائق والإثباتات حول ملكية الأوقاف الإسلامية للمقبرة وفق طابو تركي والطابو الإنجليزي الذي يعود إلى العام ١٩٢٠، وكذلك الأردني، ومؤخراً قدمنا سندًا صادرًا عن دائرة التسجيل الصهيونية، والتي بمجملها تثبت أنها ملك خالص للاوقاف ولوقف الحسيني والأنصاري.

وأكد أن الانتهاكات الصهيونية تعد مسلسلًا طويلًا لانتهاكات الاحتلال بحق المقابر في مدينة القدس في محاولة لطمس الهوية العربية الإسلامية للمدينة المقدسة.

وحذر أبو زهرة من خطورة استهداف مقبرة باب الرحمة على ضوء مناقشة بلدية الاحتلال الأربعاء الماضي "مشروع القطار الهوائي التلفريك"، وإقامة قواعد هذا القطار على أراضي المقبرة ووقف الانصاري والحسيني .

وقال: "إن المشروع جزء من مخطط تغيير وجه المدينة المقدسة بربطها بـ"القطار الهوائي "من باب الأسباط إلى جبل الزيتون، وفي المسار الثاني من جبل الزيتون إلى ساحة باب المغاربة ببلدة سلوان، وهذا الموقع المخطط لإقامة مشروع "كيدم الاستيطاني" ومنه إلى عين سلوان ومركز الزوار وكذلك محطة في الثورى؛ الأمر الذي يعرض الأقصى للخطر، والأراضي الوقفية الإسلامية للمصادرة".

206