سورية: المعاناة في الغوطة الشرقية تبلغ "حدًّا حرجًا"

سورية: المعاناة في الغوطة الشرقية تبلغ
الإثنين ١٨ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٣:١٣ بتوقيت غرينتش

أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) عن جزعها من احتدام القتال الدائر في الغوطة الشرقية على مشارف العاصمة دمشق، الذي يُلقي بتبعات جسيمة وغير مقبولة على الحياة اليومية في المنطقة، في الوقت الذي يستمر فيه تضرر أحياء عدة من مدينة دمشق من جرّاء الأعمال العدائية.

العالم - مراسلون

 وسقط عشرات المدنيين بين قتيل ومصاب منذ اشتداد ضراوة الأعمال العدائية في 14 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تلك الأعمال التي ألحقت الضرر بالكثير من الأعيان المدنية والمنازل، في ما يعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني الذي ينص على ضرورة تفادي الإضرار بهذه الأماكن في أثناء القتال.
 
وصرّح روبير مارديني، المدير الإقليمي باللجنة الدولية لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط قائلًا: "لقد بلغ الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية حدًا حرجًا. فكما وقع مرارًا وتكرارًا في سورية على مدار السنوات الست الأخيرة، يجد الناس العاديون أنفسهم عالقين في وضع تصبح الحياة فيه مستحيلة تدريجيًا، إذ تشح السلعّ والمساعدات".
 
بالإضافة إلى ذلك، يُفيد العاملون في المجال الطبي في الميدان بوجود مئات المرضى والجرحى المحرومين من الرعاية الطبية المنقذة للحياة، في الوقت الذي تهدد فيه برودة الطقس بزيادة تفاقم الوضع. وفي ظل أزمة الوقود الخانقة يكاد الناس يُعدمون سبل الحصول على التدفئة الملائمة، ما يعرض صحتهم للخطر.
 
وتابع مارديني قائلًا: "الناس الذين يعانون من أمراض مزمنة والمصابون إصابات خطيرة يكافحون للحصول على الرعاية الطبية. وينبغي ألا يُستخدم المرضى والجرحى كورقة ضغط في المفاوضات بين الأطراف المختلفة المنخرطة في القتال. ولا بد من توفير الرعاية الطبية فورًا ودون إبطاء لكل من يحتاجون إليها، بصرف النظر عن هويتهم".
 
ويواجه السكان المدنيون في الغوطة الشرقية كذلك عجزًا مُخيفًا في الغذاء، وارتفاعًا هائلًا في أسعار المواد الغذائية.
 
وأضاف مارديني بقوله: "بعض الأسر لا تملك سوى أن تقتات بوجبة واحدة في اليوم، وهو وضع مأساوي لا سيما لمن لديهم أطفال. ونتيجة لهذا، يعتمد غالبية الناس بشكل كامل على المساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية".
 
وأكد مارديني انه "لا بد أن تصل جميع الأطراف المتحاربة إلى حل يضع المدنيين أولًا، ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى السكان بشكل منتظم. ولا يمكن لأي مكاسب سياسية أو عسكرية أن تسوّغ هذا القدر من المعاناة، سواءً في الغوطة الشرقية أو في أي مكان آخر في سورية".

205