قادة التنظيمات الارهابية في القابون أصبحوا أثرياء باسم "الثورة"

قادة التنظيمات الارهابية في القابون أصبحوا أثرياء باسم
الثلاثاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٧ - ١١:١٦ بتوقيت غرينتش

نشر موقع الكتروني قطري يهتم على ما يبدو بشؤون السوريين "المعارضين" مقالاً بين فيه أوضاع قادة التنظيمات المتشددة سابقاً في مدينة القابون، وموضحاً أن أغلبهم "مبسوط بتركيا ومكيف".

العالممقالات وتحليلات

وبحسب موقع "اقتصاد"، المتخصص بـ "مال وأعمال السوريين" كما يعرف عن نفسه، والتابع لموقع “العربي الجديد” المعروف، فإن قادة التنظيمات المتشددة “فضلوا التجارة على حماية بلادهم”، بحسب تعبيرهم، وكاشفاً عن كميات كبيرة من الأموال سرقها “الثوار القادة”.

بداية مع المدعو أحمد المدني، الملقب “أبو صالح”، أحد مؤسسي “كتيبة بدر”، أولى التنظيمات المتشددة التي تشكلت في القابون، والذي “خرج ليحضر المؤازرة ولم يعد”، بحسب وصف الموقع له، حيث خرج “أبو صالح” في ثاني يوم من ثاني معركة جرت في القابون عام 2012، ليحضر سلاحاً “وهاد وش الضيف”.

خرج “أبو صالح” باتجاه مدينة عربين في الغوطة الشرقية، بحجة طلب المؤازرة من مقاتلي الغوطة، لكنه بقي هناك قرابة أربعة أشهر، ليخرج منها في الشهر الخامس إلى تركيا، عبر طريق “العتيبة”، بحجة الخروج لإحضار شحنة من الأسلحة إلى “ثوار” حي القابون والغوطة الشرقية من القلمون بعد الإعلان عن تشكيل لواء “جيش المسلمين” والذي كان من مؤسسيه أيضاً.

وبحسب الموقع، فإن “السلاح وصل فعلاً، إلا أنه قام ببيعه كله داخل المستودعات في بلدة “باب الهوى” في إدلب، والذي كان أحد المشترين وقتها جمال معروف، ثمن تلك الأسلحة تجاوز 100 مليون ليرة سورية في ذلك الوقت”.

وحالياً، يقيم “أبو صالح” في منطقة الفاتح في القسم الأوروبي لمدينة إسطنبول التركية، بعدما انتقل إليها من ولاية بورصة حيث كان يمتلك هناك “سوبر ماركت” ضخم في منطقة مصطفى كمال باشا من الولاية نفسها، قام بتسليمه والانتقال إلى الفاتح حيث تدير زوجته اليوم مدرستين للسوريين، قام بافتتاحهما مؤخراً، إحداها في منطقة الفاتح.

ولم تنته قصة “القائد أبو صالح” هنا، بل قام الملقب “أبو حاتم”، أحد قياديي تنظيم “اللواء الثامن” التابع لتنظيم “جيش الإسلام”، والذي كان عاملاً في القابون، وهو أحد أشقاء أحمد، بتحويل مبلغ قدره 130 ألف دولار إلى الأخير، عقب المصالحة في الحي، وخروج المسلحين المتشددين إلى إدلب.

وكان للأنفاق قصتها أيضاً في التقرير، وخصوصاً النفق المعروف بين القابون وعربين، الذي كان منفذاً لدخول كل شيء للغوطة الشرقية، من الطعام والأسلحة والأموال، وصولاً للحشيش والمخدرات والعناصر.

وكان النفق في جهة القابون تحت إدارة المدعو “ابو محسن صالحية” قائد تنظيم “كتيبة شهداء الصالحية” التابعة لتنظيم “اللواء الأول”، وكان يقع مدخل النفق داخل فيلا اتخذها “أبو محسن صالحية” مقراً له، وهو صاحب الصورة الشهيرة التي كان عنوانها “أمثالكم تقتل الثورات وتهجر البلاد”.

أبو محسن، رأى في النفق مصدر رزق كبير، بحسب التقرير، ومكنه من جني مبالغ طائلة، إضافة الى حصوله على حصته من مبلغ 650 ألف دولار، وصلت لـ “اللواء الأول” خلال الحملة الأخيرة التي شنتها قوات الجيش العربي السوري وحررت فيها القابون وحي تشرين.

وبين التقرير أن “المبلغ كان دعماً قدم لـ “اللواء” ليكون من القائمين على معركة دمشق التي خرج لبدئها، حينها، 6000 مقاتل من الغوطة باتجاه برزة، والتي كان “أبو محسن” ذاته، سبباً في إفشالها بتخابره مع “النظام” وتجييشه للمدنيين ضد “ثوار الغوطة”، حسب الكثير من الشهادات”.

وبحسب التقرير، فإن “تلك المبالغ مكنت “أبو محسن” من افتتاح مطعم في اسنيورت، إحدى ضواحي اسطنبول الأوروبية، عقب تهجير مقاتلي حيي القابون وبرزة، حيث قرر أبو محسن حينها الخروج مع من خرجوا باتجاه الشمال السوري ومن ثم السفر إلى تركيا على عكس معظم قيادات “اللواء الأول”.

وبلغت تكلفة افتتاح المطعم أكثر من 100 ألف دولار، إضافة إلى قيام “القائد أبو محسن صالحية” بشراء سيارة بقيمة 50 ألف ليرة تركية، ودراجة نارية بقيمة 1000 دولار”.

كما قام “أبو محسن”، بحس التقرير، في الأيام القليلة الماضية بالاحتيال على أحد شركائه في المطعم المدعو “حسان هاشم”، الملقب بـ “النسر”، قائد قطاع برزة في “حركة أحرار الشام”، بمبلغ قدره 20 ألف دولار، وبيع السيارة ومغادرة المدينة إلى وجهة مجهولة.

وبالطبع ليس فقط “القادة” من استفاد وباع “الثورة وثوارها”، بل أيضاً الإعلاميين، الذين ما إن حررت الدولة السورية حي القابون، حتى “ولوا الأدبار” باتجاه تركيا وغيرها من الدول، مصطحبين معهم الأموال التي “قدرهم الله على سرقتها”.

وتحدث التقرير عن المدعو لؤي جوعانة، الملقب “أبو راشد الحوت”، قائد “قطاع القابون” لدى “حركة أحرار الشام الإسلامية”، الذي كان يعمل ميكانيكياً للسيارات قبل “الثورة”، وسافر إلى تركيا عقب تحرير الحي، ليقوم فور وصوله بافتتاح ورشة صيانة سيارات (ميكانيك) في أكبر المناطق الصناعية في مدينة اسنيورت أيضاً.

وبحسب التقرير، “كلف افتتاح الورشة مبلغاً تفاوتت قيمته بين 50 ألف تركية”، حسبما أفاد شريك أبو راشد، والذي تحفظ عن ذكر اسمه، مبيناً أن “200 ألف ليرة تركية، أي حوالي 60 ألف دولار، ذلك عدا عن تكاليف المعدات، إضافة إلى قيامه بشراء سيارة من نوع (رينو) مؤخراً، بقيمة تزيد عن 3500 دولار”.

وإلا أن عقاب الإعلامي “أبو راشد” كان وخيماً، بحسب التقرير، وذلك “على أيدي اثنين من أبناء القابون، قاموا بالدخول إلى ورشته، وضربه ضرباً مبرحاً، تسبب بإبعاده أسبوعاً كاملاً عن العمل”.

كما ذكر التقرير أن العديد من “قيادات” القابون فضّلوا الاعتماد على “الأعمال الحرة” عقب السفر إلى تركيا، على سبيل المثال “ياسين الحلبوني”، والملقب “بارودة”، وهو الذراع الأيمن لقائد “اللواء السابع عشر” لدى تنظيم “جيش الإسلام” في الحي، والذي يقيم اليوم أيضاً في اسنيورت، ويعتمد في حياته على تجارة الحشيش والمخدرات، إضافة إلى شرائه سيارة ودراجة نارية فور وصوله بتكلفة زادت عن 3500 دولار.

وختم التقرير بالحديث أيضاً عن المدعو “إبراهيم الطواشي”، الملقب “أبو حمزة”، والمعروف أيضاً باسم “أبو حلا”، مؤسس “اللواء الأول” في دمشق، يقيم اليوم في هولندا، إحدى دول الاتحاد الأوروبي، عقب عزله من غرفة الموك منتصف عام 2015، حيث كان يقيم عقب عزله في الأردن.

عدد كبير من “قادة” التنظيمات المتشددة في الغوطة الشرقية لدمشق، وفي غيرها من المناطق السورية، جمعوا قدر ما استطاعوا من الأموال وسرقوها، وذهبوا خارجاً تاركين وراءهم “الثورة وثوارها”، وقد يكتب أغلبهم على بيوتهم الجديدة في بلادهم الجديدة “هذا من فضل ربي”.

المصدر: اوقات الشام

216