"الصلح مع روسيا لم ينقذ الإقتصاد التركي"

الثلاثاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

"الصلح مع روسيا لم ينقذ الإقتصاد التركي"، هذا عنوان مقال كتبه "ميخائيل كوفيركو" في صحيفة "فزغلياد" عن مؤشرات الإقتصاد التركي المتناقضة.

العالم - تركيا

وجاء في المقال أنّ هناك حالة محيرة في الإقتصاد التركي فهو من ناحية يُظهر معدلات نمو كبيرة بفضل إستعادة التجارة مع روسيا وعودة السياح الروس في حين تبيّن مؤشرات هامة أخرى أنّ تركيا لم تخرج من الأزمة بل على العكس من ذلك فقد غرقت فيها.

ويشير كاتب المقال إلى أنّ الإقتصاد التركي نما في الربع الثالث بنسبة 11.1٪ وهذا يتجاوز بكثير المتوسط العالمي (وفقاً لتقديرات الصيف لصندوق النقد الدولي ففي العام 2017 سوف ينمو الإقتصاد العالمي بنسبة 3.5٪) ويعطي الصندوق تركيا المركز الأول في مجموعة العشرين في هذا المؤشر.

ومع ذلك فإنّ كلّ هذه الديناميات المثيرة للإعجاب تثير الكثير من الأسئلة إذا نظرتم إلى المؤشرات الرئيسية الأخرى ففي أعقاب نتائج نوفمبر في تركيا سُجّل أعلى معدل للتضخم منذ مارس 2003 أي ما يقرب من 13 في المائة سنوياً.

وفي الصدد، نقلت صحيفة فزغلياد عن فاسيلي كولتاشوف رئيس مركز الأبحاث الإقتصادية بمعهد العولمة والحركات الإجتماعية قوله للصحيفة: عادةً لا تنخفض العملة الوطنية في الإقتصاد الذي يشهد نمواً نشطاً لأنّ نمو الإقتصاد يؤدي إلى زيادة في العمالة والإستهلاك والإستدامة وضمان الطلب الحقيقي. أما في تركيا فلا تلاحظ هذه المؤشرات. إنّ البلاد ليست في حالة من النمو الإقتصادي السريع بمقدار ما هي في فترة إنتقالية صعبة للغاية فقد أدى تركيز السلطة في يد أردوغان إلى إحتجاجات قوية في مدن تركيا ولكنه لم يقدّم حلولاً للإقتصاد ترضي المجتمع.

ويضيف: يواصل أردوغان على الرغم من دخول تراجع الليرة مرحلة جديدة، الدفع بفكرته القديمة " التحول إلى التعامل بالعملات الوطنية مع حلفاء تركيا الرئيسيين". ففي نهاية العام الماضي قدّم هذا الإقتراح إلى قيادة روسيا وفي أكتوبرالماضي إلى القمة التاسعة لمنظمة الثمانية الإسلامية (إضافةً إلى تركيا، تضمّ بنغلاديش ومصر وإندونيسيا وإيران وماليزيا ونيجيريا وباكستان).

وفي هذا الصدد، يقول كولتاشوف: تحتاج الليرة التركية إلى دعم دولي حتى يقوم أحد ما ببيع الدولار ويشتري السلع التركية بالليرة بل ويحتفظ بجزء من ماله بالليرة. ويرى أنّ الليرة، على ما يبدو، ستنخفض قيمتها أكثر من ذلك ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم التوتر الاجتماعي.

ويخلص المقال إلى أنّ الموجة الثانية من الأزمة العالمية (2014-2016) أظهرت أنّ تركيا إقتصاد صغير وغير مستقر وبحاجة إلى البحث عن دعم خارجي و لهذا السبب أضطر أردوغان للتصالح مع روسيا والسعي بنشاط إلى إقامة علاقات دافئة مع الصين، على حد تعبير كولتاشوف.

214