المقداد: هناك داعش اخر؛ و"اسرائيل" ستدفع الثمن

الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٩:٢٨ بتوقيت غرينتش

في حوار امتد لساعة كاملة وسوف يیث غداً علی قناة العالم، لم يتوقف الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري عن تسجيل المواقف في شتى المفاصل السياسية التي تمر بها سورية بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، اللقاء الذي جرى في مكتبه بوزارة الخارجية السورية، كانت فلسطين والجولان حاضرة في الخرائط المعلقة على الجدران مع بعض الملاحظات التي سجلت بخط يده، بالاضافة الى بطاقات تكريم من منظمات دولية، وحركات واحزاب عربية، ومنظمات شبابية، تمنحك صورة عن خبرته في العمل الدبلوماسي والسياسي.

العالم - مراسلون

الهدوء المترافق مع ابتسامة استقبلنا بها الدكتور فيصل المقداد، وبعد ان بدأ الحوار الذي حمل معه عدة مواقف مهمة، جعلتنا القناة الاولى التي تحصل على موقف رسمي سوري حول ما يجري في القدس الشريف او شمال شرق سورية او حتى حول حراك المبعوث الاممي ستيفان ديمستورا وما جرى في الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف.

ضغط المصورون في وقت واحد على زر التسجيل في الات التصوير، وانطلق معها اللقاء الذي افتتح عن القدس وما يجري فيها، حيث اكد المقداد ان الحرب الإرهابية على سوريا، والمدعومة كما اتضح من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في دعم لا يخجل للإرهاب وداعش والنصرة والمجموعات الإرهابية وكل من يعمل على حرف الإنتباه السوري عن القضية الأساسية التي كانت محور التركيز السوري طيلة العشرات من السنوات الماضية، عن الهدف الأساسي وهو فلسطين وقضية الصراع العربي الصهيوني، أنا أؤكد بأن كل ما حدث في المنطقة العربية ليس فقط خلال السنوات السبع الماضية أو الثمانية او التسع إذا ما أخذنا بعين الإعتبار ماحدث من محاولا لإضعاف مصر، ما حدث من جهد لتدمير ليبيا، ما حدث من أعمال لاستمرار هذا القتل والدمار الذي لا معنى له في اليمن، الهدف الأساسي هو تهيئة الظروف لإتخاذ مثل هذا القرار، الذي اتخذه الرئيس ترامب.

وهنا تم التطرق لتدخل الكيان الاسرائيلي العلني، وما اعلنته الامم المتحدة في تقريرها الاخير حول اللقاءات التي تجري في منطقة فض النزاع بالقنيطرة المحررة، بين ضباط من الكيان الغاصب وقادة المجموعات المسلحة، وعندها عدل ضيفنا الدكتور فيصل مقداد من جلسته واطلق موقف الاكثر صرامة وحدية، من قبل سياسي ودبلوماسي سوري عتيق، أن "الكيان الاسرائيلي سيدفع ثمن اعتداءاتها على سوريا، وان الكيان سيدفع ثمن كل هذا السلوك العدواني المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية ومن حماتها في الغرب، لأن الشعب السوري لايقبل أن يقوم الكيان بالإعتداء عليه دون اي رد."

وانتقلنا بعدها الى ما جرى في الجولة الثامنة لمفاوضات جنيف، واسباب تأخر مشاركة الوفد السوري، والملاحظات التي سجلتها الدولة السورية حول حركة دي مستورا، وعندها ابتسم المقداد وبدأ يشرح ماهية الموقف من بيان الرياض 2 الذي شكل احد العقبات التي وصفت انها ستعيد المفاوضات الى مربع الصفر قائلاً "ان السعودية ذهبت وشكلت هذه المعارضة بحضور استيفان ديمستورا، كشاهد زور عما حدث، ويتحدث الآن ديمستورا بشكل مضحك عن وحدة المعارضة السورية، أي معارضة أتى بها ديمستورا أي معارضة أتى بها اجتماع الرياض، هذه معارضة محسوبة على السعودية"، مؤكدا ان "ديمستورا اصبح طرفا في هذه المحادثات". 

وشدد على أنه يجب أن تلغى وثيقة الرياض 2 ويجب أن تسقط حتى نكون جاهزين للتبحث مع أي طرف سوري".

ونوه المقداد على ان "حكومة الجمهورية العربية السورية هي الأكثر حرصاً على إنجاح جنيف، والأكثر حرصاً على إنجاح أستانا ولولا التعاون الذي أبدته سوريا لما استمرت هذه الجهود المبذولة حتى الآن، إضافة إلى الجهود التي تبذل داخل سوريا في إطار المصالحات الوطنية وفي إطار مناطق خفض التصعيد "وعندها كان السؤال، هل انتهت الحرب العسكرية في سورية، الا ان ضيفنا كان له رأي اخر، واوضح ان سورية ما زالت في قلب هذه المعركة، لكن الموقف الذي اثار انتباهنا كان حول داعش جديدة تدعم في الشمال الشرقي لسوري، حيث قال المقداد "ان هناك داعش اخر قد يسمى قسد، و يحاول الأميركان دعمها ضد إرادة الشعب السوري، وهم في خدمة الولايات المتحدة الأمريكية وخدمة المخططات الغربية ضد شعب سوريا وضد الدولة السورية، وان من يعمل على تفتيت الدولة السورية، و يضع شروط على إعادة دمج المناطق السورية ببعضها ليس بسوري ولا يمكن الوثوق به"، موضحاً ان "على هؤلاء أن يتراجعوا الأن لكي يكونوا جزء لا يتجزء من الجمهورية العربية السورية، والا فإن مصيرهم سيكون نفس مصير داعش وجبهة النصرة والمجموعات الإرهابية المسلحة، ومن يحمل السلاح ضد الدولة هو إرهابي، هذا هو ما نفكر به وهذا هو القانون الإنساني الدولي وهذا هو القانون الدولي".

ومع اشارة الساعة لانتهاء وقت الحوار، لم نشعر ان الوقت المخصص له كان كافياً وان الحديث مضى بسرعة كبيرة، وكانت هناك مواضيع كثيرة لم يتم التطرق لها، ختم الحوار عن المشاركة بمحادثات الاستانا، والتي اكد فيها الدكتور فيصل المقداد نائب وزيرالخارجية السورية ان "الاستانا نجحت، فيما فشلت جنيف في تحقيقه، نتيجة لسلوك المبعوث الخاص ونتيجة لعدم تعاون الأطراف الأخرى مع المصلحة الوطنية السورية، نتيجة عدم تعاملها مع المصلحة الوطنية السورية كأولوية". 

2-205