ميدل إيست آي:

سلطنة عُمان تخشى أن تدفعها سياسة السعودية والإمارات“الغبية”للبحث عن تحالفات جديدة

سلطنة عُمان تخشى أن تدفعها سياسة السعودية والإمارات“الغبية”للبحث عن تحالفات جديدة
الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٢:٥٦ بتوقيت غرينتش

كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن خشية وقلق سلطنة عمان من أن تدفع السياسات “الغبية” تجاه قطر واليمن وعلى امتداد المنطقة، وبدعم من ترامب، دول الخليج (الفارسي) الأخرى إلى البحث عن تحالفات بديلة.

العالم - العالم الاسلامي 

وقال الموقع في تقرير له “تحدث مسؤول عماني رفيع المستوى لوكالة “فرانس برس” قائلا إن السلطنة ودول مجلس التعاون الأخرى يمكن أن تسعى إلى تحالفات بديلة إذا استمرت السعودية والإمارات والرئيس الأميركي دونالد ترامب في انتهاج سياسات “غبية” تزعزع استقرار المنطقة”.

وأضاف الموقع نقلا تصريحات المسؤول العماني الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن مسقط قد تضطر إلى البحث عن مظلة أو حماية بديلة إذا ما سعى المحور السعودي الإماراتي إلى التخلي عن دول مجلس التعاون، وأعرب عن مخاوفه من استمرار الحصار المفروض على قطر، والذي أغرق دول مجلس التعاون في أزمة خانقة.

وأشار الموقع إلى ما أعلنته كلا من الرياض وأبو ظبي في وقت سابق من هذا الشهر عن خطط تحالف سياسي وعسكري منفصل، وانسحاب مسؤوليهما من اجتماع قمة مجلس التعاون في الكويت، كما تقف البحرين أيضا مع السعوديين والإماراتيين.

وتساءل الموقع البريطاني: “ماذا سيحدث إذا تحالف السعوديين والإماراتيون بعيدا عن مجلس التعاون؟، الدول الأخرى ستبحث عن مظلة أو رعاية بديلة”، كما صرح المسؤول العمَاني، في إشارة إلى السلطنة وقطر والكويت.

وعندما طُلب منه توضيح عن الدول المعنية، قال إن الخيارات يمكن أن تشمل إيران المنافس الإقليمي للسعودية التي تقيم سلطنة عمان علاقات دبلوماسية معها والهند التي لها علاقات تجارية قوية مع  دول مجلس التعاون.

وقال المسؤول إن المملكة المتحدة التي تعتزم بناء قاعدة بحرية دائمة في الدَقم على ساحل عمان في المحيط الهندي تعهدت بحماية حليفها من أي نزاع إقليمي، إلا أنه حذر من أن النفوذ البريطاني في المنطقة قد يتعرض لخطر الانهيار من جانب الصين والدول الأسيوية الأخرى بسبب تركيز لندن قصير النظر على مبيعات الأسلحة واتفاقيات الطاقة.

وبحسب الموقع فإن “سلطنة عمَان معروفة عموما بالدبلوماسية الهادئة، ومع ذلك، فإن مسقط، وراء الأبواب المغلقة، غير راضية عن النهج الذي يسلكه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ذلك أنه تسبب في انقسام دول مجلس التعاون ، وشن المعارك على جبهات متعددة”، بحسب وصفه.

ووفق لمصدر تحدث لموقع “ميدل إيست آي” فإن السلطنة ترى السياسات التي يتبعها محمد بن سلمان ويدعمها ترامب بأنها متهورة ومزعزعة للاستقرار و”غبية”. وهذه هي الكلمة نفسها التي استخدمها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريز، الأسبوع الماضي لوصف الحرب التي تقودها السعودية في اليمن.

ووفقا للمصدر، إذا كان السعوديون والإماراتيون مصرين على المضي في اتفاق التعاون الخاص بهم، فإن  دول مجلس التعاون سوف تواجه تصدعا. وقال المصدر: “كنا نعلم دائما أن خطط التكامل في دول مجلس التعاون لا يمكن تحقيقها لأننا نعرف جيراننا، إذ لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم”، مشيرا إلى السعودية والإمارات.

وعلق الموقع قائلا: “تعتقد سلطنة عمان أنها تستطيع البقاء خارج دول مجلس التعاون إذا حافظت، كما كانت تفعل دائما، على الارتباط بتحالفات متعددة، بما في ذلك مع الغرب والهند وعلاقتها المتنامية مع إيران. وترى مسقط أن الأسباب المعلنة للحصار المفروض على قطر ليست الأسباب الحقيقية. فلم يكن النزاع يتعلق بدعم قطر للإسلاميين أو لإيران، بل حول الهيمنة والخطط السعودية للسيطرة على شبه الجزيرة وجعلها بحرين أخرى”.

وتساءل المسؤول أيضا عما إذا كانت الولايات المتحدة وبريطانيا تضمنان حقا أمن قطر. ويعتقد العمانيون أن واشنطن ولندن يمكن أن تفعلا أكثر بكثير مما ظهر منهما لتسوية نزاع قطر. ويبدو أن الرأي العماني قريب من الدبلوماسيين المحبطين في وزارة الخارجية الأمريكية، وفقا للمسؤول.