السودان تعتقل رئيس تحرير بعد موجة مصادرات للصحف

السودان تعتقل رئيس تحرير بعد موجة مصادرات للصحف
الأحد ٢٤ ديسمبر ٢٠١٧ - ١٠:٣٨ بتوقيت غرينتش

اعتقلت أجهزة الأمن السودانية رئيس تحرير صحيفة «الوطن» يوسف سراج الدين بعد موجة مصادرات استمرت أسبوعين وطالت العديد من الصحف التي يتم مصادرتها في كل مرة بعد الطباعة وإتلاف نسخها بما يُكبدها خسائر مالية كبيرة.

العالم - أفريقيا

وفي أحدث حملة تستهدف وسائل الإعلام المقروءة في السودان اعتقل جهاز الأمن والمخابرات السوداني رئيس تحرير صحيفة الوطن يوسف سراج الدين فجر الإثنين الماضي بالتزامن مع مصادرة صحيفته من المطبعة، على أن قوات الأمن أطلقت سراحه في ساعة متأخرة من ليل اليوم ذاته بعد التحقيق معه ودون أن توجه له أي تهم. وحسب المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام في السودان فإن سراج الدين اقتيد من منزله عند حوالي الساعة الواحدة فجراً وتم اعتقاله في مكان مجهول دون تهمة ولا محاكمة.

وأدان المدير العام لجريدة "الوطن" يوسف سيد أحمد الطريقة التي اعتقل بها رئيس تحرير الصحيفة دون إخطار اتحاد الصحافيين، وقال لوسائل إعلام محلية في السودان إنه "لا يوجد أي سبب لاعتقال رئيس التحرير بدون توضيح الأسباب". وأضاف: "لا يوجد سبب لاعتقاله سوى وقوفه مع المواطن في الغلاء الواقع عليه".

وجاء اعتقال الصحافي يوسف سراج الدين ليوم كامل دون أي تهمة متزامناً مع حملة مصادرات غير مسبوقة تستهدف الصحف في السودان وتكبدها خسائر مالية ضخمة تهدد بانهيارها.

وبدأت الحملة أواخر الشهر الماضي وطالت أربع صحف هي: صحيفة «التيار» و«الجريدة» و«الوطن» و«آخر لحظة».

وجاءت المصادرة بعد إتمام الطباعة وقبل البدء بالتوزيع وهو ما كبد الصحف خسائر مالية فادحة خاصة وأن المصادرة تكررت على أكثر من يوم ولم تتوقف عند عدد واحد فقط، فيما لم تفصح أجهزة الأمن عن سبب المصادرة والمنع من التوزيع، بينما انتشرت حالة من الغضب والاستياء في أوساط الصحافيين السودانيين.

ويسود الاعتقاد في أوساط الصحافيين والحقوقيين أن السلطات تتعمد معاقبة المؤسسات الصحافية بتكبيدها خسائر مالية كبيرة.

وقالت مصادر صحافية في السودان إن عملية المصادرة تُكلف كل صحيفة نحو 300 ألف جنيه سوداني (50 ألف دولار أمريكي تقريباً) كخسائر صافية.

وأصدر اتحاد الصحافيين السودانيين بياناً استنكر عمليات المصادرة وكافة أشكال التدابير الاستثنائية بحق الصحف، وقال الاتحاد إن المصادرة تُضعف مساحة الحرية والحصول على المعلومة، داعياً إلى الإحتكام للقوانين المنظمة لمهنة الصحافة.

وأكد البيان أن الاتحاد في حالة انعقاد دائم وتشاور مستمر مع الجهات المسؤولة في الدولة لتجاوز الواقع الراهن وتمكين جميع الصحف من الصدور والحفاظ على مناخ الحريات في البلاد، محذراً في الوقت ذاته من أن «مصادرة الصحف ستخلف مناخاً غير موات للتبشير بأي تغيير يتناغم مع مرحلة الانفتاح السياسي التي تبشر بها الحكومة».

ويتحدث بعض الصحافيين في السودان عن أن عمليات المصادرة التي تشكل عقوبات قاسية للصحف وتكبدها خسائر مالية كبيرة قد تؤدي في النهاية إلى انهيارها، حيث أن الخسائر لا تتوقف على تكاليف الطباعة، وإنما تمتد إلى تكاليف التشغيل اليومي للعاملين والصحافيين وكذلك خسارة الإعلانات التي كان من المفترض أن يتم نشرها في الجريدة المصادرة.

المصدر: القدس العربي

216

تصنيف :