تسوية بيت جن تمهد طريق الجيش السوري إلى "مثلث الموت"

تسوية بيت جن تمهد طريق الجيش السوري إلى
الأربعاء ٠٣ يناير ٢٠١٨ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

بعد قرابة ثلاثة أشهر من المعارك، تمكن الجيش السوري من فرض سيطرته على مزرعة بيت جن في ريف دمشق الغربي بعد التوصل إلى اتفاق مع فصائل المسلحين تضمن خروجهم.

العالم - مقالات وتحليلات

الاتفاق النهائي أفضى إلى خروج مسلحي “هيئة تحرير الشام” إلى محافظة إدلب شمالي سوريا، والذين لم يعرف عددهم بعد، وسط الحديث عن 150 مسلحا باستثناء العائلات، في حين بلغ عدد المسلحين من “الجيش الحر” الواصلين إلى ريف درعا الشرقي حوالي 150 مسلحا برفقة 20 عائلة، تم نقلهم بخمس حافلات.
وتعتبر المنطقة الواقعة على الحدود السورية مع لبنان، والمحاذية للأراضي الفلسطينية المحتلة، من أبرز المواقع الاستراتيجية للميليشيات المسلحة في الريف الغربي للعاصمة دمشق، والتي من الممكن أن يشكل الخروج منها سلسلة تطورات وانسحابات في الجنوب السوري.

مثلث الموت الوجهة الجديدة

المنطقة كانت مسرحًا لتطورات ميدانية مختلفة خلال الأعوام الفائتة، فهي تعتبر آخر نفوذ للمسلحين في ريف دمشق الغربي، وستكون بداية لسلسلة حلقات من هدف جديد تسعى القوات السورية إلى تطبيقه عقب السيطرة على بيت جن، وهو فتح جبهات منطقة مثلث الموت من جديد، وصولًا للتوغل في عمق مناطق الميليشيات المسلحة في ريف درعا الغربي، خاصة وأن الجيش السوري استقدم، في الأسابيع الماضية، حشودًا وتعزيزيات إلى مناطق متفرقة من ريف درعا، ما يدل على أن مرحلة عسكرية جديدة يقبل عليها الجنوب، تشابه ظروف عام 2015، الذي شهد سجالًا عسكريًا يعتبر الأكبر في المنطقة منذ مطلع 2011.

ووفق تقرير نشرته وكالة “فارس” الإيرانية، مطلع كانون الأول الجاري، فإن تعزيزات “كبيرة” وصلت إلى شمالي درعا والقنيطرة، وتحديدًا قرية زمرين شرقي إنخل، والتي تعتبر خط تماس بين الميليشيات المسلحة و الجيش السوري، وسيطال الهجوم الصمدانية والحمدانية في القنيطرة، ولفتت الوكالة إلى أن منطقة “مثلث الموت” ستشهد معارك قريبًا.

وتعتبر منطقة “مثلث الموت” نقطة التقاء لمحافظات ريف دمشق والقنيطرة ودرعا، وشهدت معارك “كسر عظم” عام 2015، انتهت بفرض الجيش سيطرته على مناطق واسعة.

كما تقع بيت جن على الخاصرة الشرقية لجبل الشيخ، وتتميز بموقع استراتيجي مهم، إذ تقع بين تلال جبل الشيخ المطلّ على قرية شبعا اللبنانية، وتعتبر نقطة وصل بين العديد من الطرقات والتي تحولت إلى منفذ رئيسي لفصائل “الجيش الحر” بعد السيطرة عليها، إذ تصل ريف دمشق الغربي وريف القنيطرة الشمالي، وتأتي أهميتها الرئيسية من أنها آخر النقاط القريبة بيدالميليشيات المسلحة من لبنان.

وكانت المنطقة تحولت في السنوات الأولى للازمة السورية إلى ممر للأسلحة والإمدادت من الجانب اللبناني إلى مناطق سيطرة المسلحين وخاصة في درعا والقنيطرة ومدن الغوطة الغربية ومن بينها كناكر، خان الشيح، زاكية.

عنب بلدي – بتصرف أوقات الشام

2-4