هذا ما تخططه الإمارات لـ"حضرموت" اليمنية

هذا ما تخططه الإمارات لـ
الجمعة ٠٥ يناير ٢٠١٨ - ٠٥:٥١ بتوقيت غرينتش

كشف مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة حضرموت شرق اليمن، أن هناك ضغوطا قوية تمارسها الإمارات للقبول بتأجير مطار الريان الدولي وتوقيع عقد آخر لإدارة ميناء المكلا من قبل موانئ دبي.

العالم - اليمن

وكشف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن القوات الإماراتية المتواجدة في مدينة المكلا عاصمة حضرموت والتي تتخذ من مطار الريان مقراً وقاعدة عسكرية لها وسجن سري لمعارضيها، تمارس ضغوطاً قوية على السلطات الحاكمة في المحافظة بهدف توقيع عقد تأجير مطار الريان الدولي لصالح شركة "الاتحاد للطيران الإماراتي" التابعة لحكومة ابوظبي.

كما كشف المصدر عن ضغوط أخرى للقبول بتوقيع عقد تأجير طويل المدى مع شركة موانئ دبي العالمية للملاحة لإدارة واستثمار ميناء المكلا. وأكد ان تفعيل خطوط الملاحة والرحلات الجوية في حضرموت مرهون بتلك الشروط الاماراتية، بحيث تكون خاضعة لتحكمها وسيطرتها حسبما افادت صحيفة الشرق القطرية.

واختتم مؤخرا محافظ حضرموت الذي ينتمي الى حكومة الرئيس اليمني المستقيل، فرج البحسني، زيارة الى الامارات بدعوة من نظام ابوظبي، حيث وعد بإخلاء مطار الريان والبدء بتشغيله بل وتسيير رحلات لطيران الاتحاد التابع لحكومة أبوظبي إلى هذا المطار المغلق منذ ثلاث سنوات.

وبحسب مراقبون، فان الامارات تتصرف في حضرموت كما في عدن وسقطرى، وبقية المحافظات الجنوبية عدا المهرة كما لو كانت هذه المحافظات تابعة إدارياً لإمارة أبوظبي، في اقصاء متعمد للشرعية اليمنية.

وأشار تقرير لموقع ميدل إيست مونيتور البريطاني، إن إمارة أبوظبي كثّفت من تحركاتها في محافظة "حضرموت" لتدعيم نفوذها في أكبر محافظات اليمن، وأغناها بالنفط. وأشار التقرير إلى أن الإمارات تستغل دورها في تشكيل ما سُمي بقوات نخبة حضر موت في مدينة المكلا، لتعزيز نفوذها، بحيث صارت أبوظبي تتحكم في موانئ محافظة حضر موت، وأنشأت مراكز اعتقال لمئات من المحتجزين.

واعتبر استدعاء ابوظبي لمحافظ حضرموت للقاء محمد بن زايد، إشارة واضحة إلى تدخل الإمارات في القرارات السيادية اليمنية، ومدى ما وصلت إليه من سيطرة على اليمن.

وحول ما وصلت إليه الإمارات من تدخل في القرار السيادي اليمني، قال التقرير، إن الإعلان عن افتتاح المطار جاء من أبوظبي وليس من عدن، وجاء على لسان مسؤول غير يمني وليس رئيس الوزراء اليمني.

ويطفو الى السطح الصراع بين الامارات والسعودية على فرض النفوذ في محافظة حضرموت، ويشير الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي، الى أن الإمارات تواجه إشكالية تغول النفوذ السعودي، الذي تمارسه عبر الجالية الحضرمية النافذة في السعودية، وعبر تحالف قبائل حضرموت، وعبر شبكة من الوجهاء النافذين في حضرموت نفسها.

واضاف " كما لا يجب أن ننسى بقاء المنطقة العسكرية الأولى خارج نفوذ الإمارات وهي التي تسيطر على مناطق الوادي والصحراء وتتحكم بالحدود اليمنية السعودية، وقوامها ينتمي إلى عسكريين ينتمون في الأساس للمحافظات الشمالية". وأكد التميمي، عدم وجود تطابق في الأجندات السعودية والإماراتية في حضرموت، ما يصعب مهمة أبوظبي وولي عهدها على وجه الخصوص، وربما يقلص من أحلامه في إقامة امبراطوريته على الجغرافية اليمنية الموجوعة.

6-104