السعودية تستجدي بشركات عالمية للعلاقات العامة والسبب؟

السعودية تستجدي بشركات عالمية للعلاقات العامة والسبب؟
الجمعة ٠٥ يناير ٢٠١٨ - ٠٥:٤٧ بتوقيت غرينتش

تؤكد وثائق الخارجية السعودية أن الرياض رصدت مليارات الدولارات لتمويل حملة علاقات عامة في الولايات المتحدة الأمريكية، ودول اخرى، لتحسين صورتها البشعة بسبب انتهاكاتها الواسعة لحقوق الانسان في الداخل ولمواجهة الانتقادات الشديدة الموجهة اليها، من قبل صحف ومحطات تلفزة غربية بسبب عدوانها على اليمن.

العالم - السعودية

ووفق الوثائق وقعت السعودية اتفاقيات مع شركات علاقات عامة في العواصم المؤثرة لتحسين صورة الرياض منها اتفاقان مع كل من شركة “ايدلمان” العملاقة للعلاقات العامة، التي تعتبر الأضخم في العالم، وشركة “بوديستا غروب”، والاخيرة اسسها توني بوديستا.

وتنفق السعودية ملايين الدولارات على شركات ضغط ومحاماة وعلاقات عامة؛ لترويج سياساتها في أمريكا وأمام الأمم المتحدة، وسط التوتر الكبير في علاقاتها الدولية والظروف الحرجة التي تمر بها على مستوى المنطقة وملفاتها الساخنة خاصة سوريا واليمن، وبحسب سجلات وزارة العدل الأمريكية، فإن عددا من أبرز شركات المحاماة والضغط والعلاقات العامة في واشنطن مكلفة بمهام من قبل مؤسسات حكومة سعودية، ومنها شركات Podesta Group" و BGR Government Affairs" و"DLA Piper" و"Pillsbury Winthrop".
 
تغير الإستراتيجية

ووفق مخاطبات جرت بين وزارة الخارجية وسفارتها في روسيا افادت بأن السعودية قررت اغلاق المكاتب الاعلامية لها في الخارج لضعف مستويات ادائها وافتقادها للخبرات والكفاءات المطلوبة ، والاستعاضة عنها بالتعاقد مع شركات علاقات عامة متخصصة بالدول المضيفة للقيام بالانشطة الاعلامية المطلوبة ، وبناء عليه - ووفق الوثيقة - فقد تم التعاقد مع مع عدد من شركات العلاقات العامة في الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ليصل عدد السفارات التي تعاقدت مع شركات علاقات عامة او مستشارين اعلاميين الى 15 سفارة وبحسب الوثيقة فإن هذه الشركات اثبتت تغيرا نوعيا في التعاطي مع المواضيع التي تهم المملكة بأسلوب اكثر مهنية بعيدا عن البيروقراطية .

السيطرة على الإعلام

وفي نفس السياق، تؤكد حقائق الاعتقالات التي شملت صناعة الاعلام في المملكة انها لم تكن لمحاربة الفساد كما تروج له الرياض وذبابها الالكتروني وان الهدف الابعد هو الامساك بزمام الاعلام لصناعة الرأي العام داخل وخارج المملكة.

وكشف موقع سيلبرتي نيتوورك الامريكي المعني بأخبار المشاهير وأغنياء العالم ان أحد اهداف حملة الاعتقالات في الرياض على عشرات الامراء والوزراء السابقين والاثرياء بذريعة مكافحة الفساد هو السيطرة على وسائل الاعلام حيث بين المعتقلين الوليد بن طلال والوليد الإبراهيم والشيخ صالح كامل بما لديهم من تأثير كبير في الاعلام السعودي حيث أنشأوا معا الشركات التي نمت واصبحت اكبر الشركات الاعلامية .

وأشار إلى أن أبرز المحتجزين من أباطرة الإعلام، مثل الأمير الوليد بن طلال، والملياردير الشهير صالح كامل، وصهر الملك الاسبق فهد بن عبد العزيز والملياردير البارز الوليد الإبراهيم .

وتشغل الاستثمارات الاعلامية للوليد بن طلال حيزا كبيرا بين استثماراته حيث يمتلك شركة روتانا الاعلامية . كما يمتلك الوليد الابراهيم شبكة "ام بي سي" الضخمة التي تعتبر أحد أهم شبكات الاعلام الترفيهي في الوطن العربي. أما الشيخ صالح كامل فهو أول من استثمر في الإعلام، ولديه شبكة ضخمة ورائدة في هذا المجال .

وتابع الموقع قائلا :"المليارديرات الثلاثة يعدون من أباطرة الإعلام السعودي، وشارك معظمهم في تشكيل الرأي العام السعودي، خاصة وأن أحدهم يمتلك مجموعة قنوات إم بي سي والعربية، فيما أسس آخر أول شبكة قنوات متخصصة مشفرة ART، ويمتلك الأمير الوليد بن طلال شركة روتانا، التي تمتلك معظم أرشيف السينما والدراما العربية" .

ووصف الموقع المليارديرات الثلاثة بأنهم ساهموا في تشكيل الرأي العام العربي ليس السعوديين فحسب ، لذلك أدركت سلطات الرياض الجديدة  خطورة تأثير الثلاثة.

ونقل الموقع عن مصادر قولهم إن السلطات تخشى من احتمالية تأثير الثلاثة على فرص الصعود إلى العرش، خاصة وأن السلطات الجديدة تدعي أنها تنفذ مجموعة من الإصلاحات الواسعة النطاق سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .

ليس مكافحة الفساد

وتابع الموقع : "الهدف الحقيقي لحملة مكافحة الفساد، هو السيطرة على وسائل الإعلام والرسائل التي تقدمها، حتى لا يتم تقديم أي رسائل تؤثر على السلطات الجديدة في المملكة.

وأشار الموقع إلى أن هناك توجها في المملكة لتدشين واحدة من أكبر التكتلات الإعلامية في العالم العربي، والمعتمدة على مجموعة سعودية للبحوث والتسويق، كما أن هناك مساعي للتوسع في وسائل الإعلام الرقمية وإطلاق شبكة أخبار مالية بالشراكة مع "بلومبرغ". كما تسعى السلطات أيضا إلى السيطرة المباشرة على وسائل الإعلام في المملكة، وعلى رأسهم العربية و"إم بي سي".

واختتم بالقول إن سلطات الرياض الجديدة تسعى من كل تلك الإجراءات إلى السيطرة على كافة الرسائل والبرامج في كافة وسائل الإعلام الخاصة والعام، ليس مجرد السيطرة على ثروات المليارديرات الثلاثة".

المصدر: صحيفة الشرق القطرية

6-104