"كارثة" تلوح بالأفق .. بلاد النهرين بلا ماء يكفيها !

السبت ٠٦ يناير ٢٠١٨ - ١٢:٥١ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي تجمع فيه تركيا المياه خلف سدودها الكبيرة، تزداد حدة المخاوف في العراق المجاور، فثمة علاقة عكسية تشير جميع معطياتها الى أن بلاد النهرين مقبلة على جفاف مروع لا يبقي ولا يذر إن استمر الحال على ما هو عليه.

العالم - العراق

ويقول المختص في شؤون الموارد المائية العراقية أحمد علي العزاوي، إن "الحصة المائية للعراق بدأت تنخفض بسبب تجمع وخزن المياه في سد اليسو التركي قبل الموعد المحدد له"، محذرا من أن "هذا يعني حصول جفاف في نهر دجلة وخروج مساحات زراعية خارج الخطة السنوية، وتدمير الاقتصاد العراقي". 

ويضيف العزاوي أن "على الحكومة العراقية فتح قنوات اتصال مع الجانب التركي لمنع هذا الأمر"، مشيراً الى أن "مناسيب نهر دجلة بدأت بالانخفاض في نهر الزاب الذي يمر في محافظات نينوى وصلاح الدين وصولا الى بغداد، وهذا الأمر بدأ يدق ناقوس الخطر".

ويوضح العزاوي أن "العراق يعتمد الآن على المياه الواصلة من تركيا عبر نهر دجلة في عمليات الإرواء التي تغذي مشاريع المياه الصالحة للشرب، يضاف إليها عمليات السقي والمزارع وعشرات المشاريع في قطاعات الصناعة والزراعة"، محذراً من أن "استمرار انخفاض مياه نهر دجلة سيكون له تأثير بيئي وزراعي يصل الى حد الجفاف".

كارثة بيئية في الأفق
 
من جهته قال رئيس المهندسين ومدير مشروع سد الموصل رياض عز الدين، إن "مناسيب نهر دجلة حسب الكميات الواردة أقل 50 بالمائة من السنة الماضية والتي قبلها"، مبينا أن "سد الموصل يسجل يوميا الكميات الواردة حيث تبلغ بحدود 240 متر مكعب، وانخفض هذا الرقم قبل شهر الى 120 متر مكعب وهذه النسبة متغيرة حسب اطلاقات الجانب التركي".

ويحذر عز الدين من أن "تقليل الجانب التركي لحصة العراق المائية، يعني حدوث كارثة بيئية في الصيف القادم وان وزير الوارد المائية حسن الزيدان ناقش مع الجانب التركي هذا الموضوع، وكذلك مدير عام السدود سيجري في الأيام القليلة المقبلة محادثات مع الجانب التركي لتحديد كميات ثابتة من الحصة المائية للعراق".

ويوضح عز الدين أن "الحصة المائية في نهر دجلة خلال هذه الفترة انخفضت، لأن الجانب التركي يريد ملئ سد اليسو خلال الأشهر بعد أن بدأت بالفعل في تخزين المياه في هذا السد".

توقعات بحلول صيف قاسٍ
 
من جهته قال عضو مجلس محافظة نينوى حسام الدين العبار إن "انخفاض مناسيب نهر دجلة سيؤثر بشكل كبير على واقع البيئة والزراعة وحتى مياه الشرب"، داعيا الجانب التركي الى "زيادة اطلاقات المياه عبر نهر دجلة لكي لا يتأثر واقع العراق الزراعي في الصيف المقبل".

وأكد العبار أن "نهر دجلة يمثل شريان حياة نينوى والعراق ولدينا مخاوف حدوث أزمة مائية".

وقامت تركيا ببناء 14 سد على نهر الفرات وروافده داخل أراضيها و8 سدود على نهر دجلة وروافده، وتحتاج تركيا عدة سنوات لملأ البحيرات الاصطناعية خلف هذه السدود، في حين أنشأت سوريا 5 سدود ثلاثة منها كبيرة شيدت في منتصف الستينات، وغالبا ما تقوم تركيا بالتحكم في هذه الاطلاقات التي غالبا ما تكون قليلة إلا في موسم الفيضانات.

وبدأت أزمة مياه حادة تضرب أطنابها في جنوب العراق وقد تؤدي الى نهاية الزراعة في عدة محافظات، بحسب لجنة الزراعة والمياه النيابية التي حذرت من جفاف قد ينهي آلاف الدونمات في البصرة وذي قار وميسان والنجف والمثنى بسبب سوء الإدارة وتوزيع الحصص المائية.

نهر دجلة العراق نينوى الموصل بلاد ما بين النهرين العراق تركيا المياه احمد علي العزاوي عز الدين اللجنة البرلمانية نهر الفرات النجف البصرة ميسان سوريا السومرية نيوز غا صلاح الدين بغداد المثنى.

101-104