تصعيد خطير على الساحة السورية وهذا ما يجري حول العاصمة دمشق !

تصعيد خطير على الساحة السورية وهذا ما يجري حول العاصمة دمشق !
الإثنين ٠٨ يناير ٢٠١٨ - ٠٧:٣٨ بتوقيت غرينتش

سوريا - العالم:

تصعيد غير مسبوق في مناطق خفض التوتر في ظل محاولات خرق جبهة حرستا من قبل جيش الإسلام وفيلق الرحمن بقيادة جبهة النصرة ، يوازيه معارك طاحنة على الجبهات الأخرى في الشمال السوري من إدلب وصولاً إلى جرابلس، والتطور الأخطر هو الهجوم والاعتداءات على قاعدة “حميميم” الجوية كان آخرها يوم أمس بطائرات مسيرة تم التعامل معها وإسقاطها.

الى ذلك قال الخبير العسكري الإستراتيجي اللواء رضا أحمد شريقي “يجب أن ننتبه إلى موضوع مناطق خفض التوتر لأن هذه المناطق مزدوجة الأهداف ، هدف فيه خيراً وهو أن يكون هناك نوع من المصالحة الوطنية وأن يعود بعض الشباب الذي غرر به إلى حضن الوطن ، وبنفس الوقت هو تخفيف العبء العسكري عن قواتنا المسلحة ، هذا من الناحية الإيجابية ، أما من الناحية السلبية ، فإن هذه المناطق قد تكون قنابل موقوتة تنفجر بأي لحظة. نحن نلاحظ أن بعض المجموعات الإرهابية تتحرك من جهة إلى أخرى فمن الغوطة الغربية ذهبت إلى منطقة خفض التوتر في جنوب دمشق المجاورة للعدو الإسرائيلي ، والأردن الدولة العربية الجارة التي لاحول ولا قوة لها، وبالتالي هم يستندون في تواجدهم هناك في مناطق خفض التوتر على أعدائنا بشكل أو بآخر ، ويذهبون إلى الشمال يذهبون إدلب حيث الجار التركي اللدود الذي أيضا يقدم لهم الدعم، وبالتالي هذه المناطق حالها لا يسر الخاطر ولا يؤتمن له، وحالياً قوات الجيش العربي السوري والقوات الرديفة تحاصرهم في منطقة الغوطة الشرقية وبالتالي لا يمكن أن يكون لهؤلاء منفذ للهروب “.

ويرى اللواء شريقي أن “هذه المجموعات لم تتغير في السلوك والإيديولوجية ، وهويتهم لم تتغير ، وإذا تحدثنا عن التيارات المتطرفة فهي مرتبطة بالولايات المتحدة وبتركيا والسعودية وقطر ، وأنا أعتبر حالة العنف بالتعامل معهم بكل ما نستطيع من القوة لردعهم لازمة وهذه وجهة نظر شخصية أو فردية ، لأن هناك توجه للتعامل مع هذه الحالة أن يكون إنساني وعلى أساس أن تكون المصلحة الوطنية هي أساس كل شيء ، وأنا أعتقد أن حالة العنف في مثل هذه الظروف لا تتعارض مع المصلحة الوطنية “.

حول الصمت أو الهدوء الذي تتعامل به الدولة السورية وحلفائها مع هذه المتغيرات يرى اللواء شريقي أنه “إذا كان هناك شيء من الصمت فيكون بالأتفاق بين الدول الصديقة ، الدولتان الصديقتان إيران أو روسيا فهما لا تسطيعان الإدلاء اليوم بتصريحات نارية ضد هذه القوى لأنها متفقة على أسس يرتكز عليها موضوع مناطق خفض التوتر، وبالتالي ينتظرون موقفاً حيال ذلك من الدول والأطراف التي تدعم هذه القوى التكفيرية. على سبيل المثال القوى الإرهابية الموجودة في إدلب يجب أن تلجم من قبل تركيا ويجب أن تلجم القوى المتواجدة في مناطق أخرى من أول التي ترعاها ومسؤولة عنها. التواجد التركي في الشمال أعتقد أنه في يوم من الأيام سيكون له تداعيات خطيرة جداً هذا التواجد وجد بناء على إتفاق معين أو معاهدة معينة مع الدول الصديقة وتم الالتزام به، في الحقيقة تركيا لم تغير موقفها ، وهي الدولة الوحيدة الذاهبة إلى هدفها بشكل مباشر وتلعب على الجميع وتحاول أن تمرر كل ما تريد بشكل سلس يقبله الجميع. والتواجد التركي هو التواجد الأخطر على الأرض السورية وهذا التواجد سيكلفنا كثيراً في المستقبل إن لم يعالج هذا الأمر بشكل سريع ، وخاصة بعد إتفاق التركي مع الجماعات الإرهابية لتمرير بعض القوات له إلى شمال سورية في إدلب أو بالإتفاق على الحالات الدفاعية. هذه أيضا وجهة نظر شخصية”.

وقال الشريفي حول مصادر السلاح، وكيفية وصوله إلى المجموعات الإرهابية ومن هي الجهة المسؤولة عن ذلك: كل هذه الأسلحة تأتي عن طريق تركيا ، لأنه ليس هناك أي حدود مفتوحة مع هذه المجموعات التكفيرية الموجودة في سورية إلا عن طريق تركيا ، وكل أنواع السلاح بما فيها الطائرات المسيرة والمدفعية وغيرها من الأسلحة تمر عبر تركيا إلى الأراضي السورية ولا يمكن أن تمر هذه الأسلحة دون موافقة الأتراك ، ولكن السؤال هنا ، ما هو تأثير هذه الأسلحة؟ مضيفا أعتقد أن هذه الأسلحة تمرر بأعداد قليلة جداً ويمكن متابعتها وكشفها ، وأعتقد أن الأصدقاء الروس يعملون على كشفها بشكل مبكر وتدميرها بطريقة مناسبة ، وبالمحصلة قد تؤدي هذه الحالة التي ظهرت في المرحلة الأخيرة إلى الإنفجار في الشمال السوري وخاصة في المنطقة المحاذية لمنطقة إدلب “.

وحول تطورات الأوضاع حول العاصمة دمشق ومدى خطورتها قال اللواء شريقي: “منطقة حرستا أو منطقة الغوطة الشرقية بشكل عام محاصرة من قبل قوات الجيش العربي السوري والقوات الرديفة ، وهذه المجموعات الإرهابية تحاول بأن تؤكد على وجودها وتثبت أنها موجودة بقوة من ناحية ، ومن ناحية أخرى تبحث لنفسها عن منفذ كي تعبر عن وجودها وتؤكده في اللقاءات القادمة سواء كان في سوتشي أو جنيف أو أستانا في الأيام القادمة. ولكن خاب فألها لأن القوات العربية السورية اليوم هي أقوى بكثير مما سبق ، والتعامل مع مثل هذه البؤر لن يكون في يوم من الأيام بالطريقة السابقة التي كان يتم التعامل بها بشيء من الرحمة لأن هذه المنطقة لها خصوصية بقربها من العاصمة دمشق ومن مركز القرار، وبالتالي هذه الخصوصية ستدفع بالجيش العربي السوري إلى القضاء على هذه القوى التكفيرية المتواجدة هناك قضاءً مبرماً، ويجب التأكيد على أن الناس الذين يعيشون هناك هم أهلنا ويخرجون بتظاهرات لإخراج هذه القوى التكفيرية ويطلبون من فيلق الرحم وجيش الإسلام أن يخرجوا من هناك لأنهم يريدون العيش بسلام والعودة إلى حضن الوطن، وهذا الموضوع هو ما يجعل القيادة السورية متأنية جداً بالتعامل مع الحالة الراهنة في هذه المناطق “.

"سبوتنيك"

2-10