سنجار محررة… ماذا عن أهمية المكان والإنجاز

سنجار محررة… ماذا عن أهمية المكان والإنجاز
الإثنين ٠٨ يناير ٢٠١٨ - ٠٣:٠٥ بتوقيت غرينتش

تتلاحق التطوّرات العسكريّة والميدانيّة في سوريا، مع القرار الحاسم بالقضاء على البؤر القاعديَّة الإرهابيّة فيها ممثلةً بالنُصرة وأخواتها، توازياً مع قُرب انعقاد مؤتمر الحوار السوري- السوري في سوتشي أواخر يناير/ كانون الثاني الجاري.

العالم - مقالات

وللتعمّق في تطوّرات الميدان السوري والخوض في أبعادها العسكريّة — التقَت “سبوتنيك” الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد هيثم حسّون.

وعن أهمية موقع سنجار في الخارطة الميدانية لمعركة إدلب يقول العميد حسّون: “أهمية سنجار تأتي من موقعها الجغرافي المرتفع، هذا الموقع يؤمن للجيش السوري وحلفائه الإشراف الناري الواسع على مجمل المناطق المحيطة والتي لا تزال تحت سيطرة جبهة النصرة الإرهابية والفصائل المنضوية تحت لوائها، أيضاً يتيح موقع سنجار الاستراتيجي التحكّم بمحاور تحّرك ارهابيي النصرة وسهولة المناورة العسكرية على تلك المحاور”.

يأتي تحرير سنجار بالإضافة إلى 10 قرى أخرى، خطوة مهمة في الطريق نحو تحرير مطار أبو الظهور العسكري، فالمسافة بين المنطقتين لا تتجاوز الآن 15 كيلو متراً.

أهمية هذا الإنجاز ضمن سياق العملية العسكرية في ادلب، يوضحها العميد حسّون:

أحدث تحرير ناحية سنجار خرق كبير في دفاعات المجموعات الإرهابية المسلحة من خلال إسقاط أكبر عقدة دفاع لجبهة النصرة وحلفائها على هذا الاتجاه، وتأمين عملية زج الجيش السوري على خطوط متقدمة جديدة، وسهولة الوصول إلى هذه الخطوط، كما أنها تؤمن الترابط الناري مع محاور القتال في الشمال والجنوب، والأهم من كل ذلك تحرير سنجار سيسرِّع من عملية تحرير مطار أبو الظهور العسكري التي انخفضت وتيرتها في الأيام القليلة الماضية نتيجة خطوط الدفاع التي عززتها النصرة وحلفاؤها في وجه تقدم الجيش العربي السوري والحلفاء.

وعمّا يميّز معركة إدلب عن غيرها من المعارك، ميدانياً واستراتيجياً، سألنا العميد حسّون فأجاب:

إدلب، تعتبر صغيرة من حيث المساحة الجغرافية، وجبهتها ضيّقة مقارنةً بغيرها من الجبهات كجبهة البادية مثلاً، كما أن امكانية الاصطدام بالعدو الخارجي أقل، خاصة تركيا التي أعتقد أنها ستخضع لشروط الانسحاب التي أُتُفِقَ عليها مع الروس، لأن اصطدامها المباشر مع الجيش السوري وحلفائه وخاصة روسيا غير واردة في الوقت الراهن، إذا عمليات الجيش السوري في إدلب ستكون بعيدةً عن التأثيرات الدولية المباشرة، خصوصاً أن تركيا لن تجرؤ على تقديم الدعم الناري المباشر للإرهابيين، الأمر الذي يؤمِّن للجيش السوري وحلفائه تقدم أسهل ووتيرة عمليات أسرع.

يتحدث العميد حسّون عن المعنويات المنخفضة للجماعات الإرهابية وانعدام الثقة بين فصائلها في ظل أجواء التخوين المتبادل والشائعات التي تتحدث عن أن تركيا لن تقدم الدعم الناري المباشر لهذه المجموعات، يؤكّد العميد حسّون هذه الشائعات مبرراً إيّاها بالخشية التركية من الاصطدام المباشر مع الجيش السوري وحتى مع القوات الروسية التي تقوم بقصف جوي مركّز لأبرز معاقل النصرة الإرهابية منذ بداية المعركة هناك.

غرباً، وليس بعيداً عن إدلب، تم في ساعات متأخرة من ليل السبت 6 كانون الثاني/يناير استهداف قاعدة حميميم العسكرية للمرة الثانية عن طريق طائرات مسيرة هذه المرّة، بعد أن بيّنت التحقيقات استخدام مدفع سوفييتي الصنع (المدفع هو فاسيلوك ويعود لخمسينيات القرن الماضي) في الاستهداف الأول في 31 كانون الأول/ديسمبر الماضي.

يعتبر العميد حسّون هذا الاستهداف رسالة تركية غير مباشرة للجانب الروسي بأنها قادرة على إحداث خلل أمني في حماية القاعدة الجوية الروسية في حميميم، ويضيف: “هذه الرسائل أصبحت مكشوفة، والجانب التركي من خلال عناصر الإرهاب التي يدعمها ويمولها سيدفع الثمن خلال الأيام القادمة، والجانب الروسي بدأ عملية استهداف كثيف جداً لقواعد الجماعات الإرهابية المنتشرة في محافظة إدلب وصولاً إلى الحدود السورية — التركية، وهذا رد مباشر على الرسائل التي أرادت تركيا إيصالها بشكل غير مباشر إلى الجانب الروسي”.

ختام أسئلتنا للعميد حسّون كان عن نوعيّة الطائرات المسيّرة المستخدمة في استهداف مطار حميميم وعن مصدرها، فقال: “الجماعات المسلّحة لا تمتلك الإمكانات الفنية والتقنيّة لصناعة هذا النوع من الطائرات، بل هي أجسام طائرة، إما أن تكون مصنّعة في تركيا أو في الولايات المتحدة الأمريكية، ورأينا سابقا أن تركيا والولايات المتحدة زوّدت الإرهابين ومن بينهم تنظيم داعش الإرهابي بهذه الطائرات، وكثير من الأجسام الطائرة التي قام الجيش السوري وحلفاؤه بإسقاطها هي صناعة غربية، أوربية وأمريكية”.

109-1