السيد نصرالله : المسعى السوري السعودي هو المخرج الوحيد لازمة لبنان

الأحد ٢٨ نوفمبر ٢٠١٠ - ١١:٤٠ بتوقيت غرينتش

أکد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم الاحد، أن المسعى السوري-السعودي هو المخرج الوحيد لإخراج لبنان من أزمته السياسية. ودعا السيد نصر الله في احتفال تربوي بالضاحية الجنوبية لبيروت لإيجاد حل للأزمة قبل صدور القرار الظني كي لا يفقد الجميع المبادرة بعد ذلك، مطالبا بعدم تقطيع الوقت. وأكد انتهاء الزمن الذي يستطيع احد فيه النيل من وجود المقاومة، مشددا على أن المقاومة ستنتصر في اي مواجهة اذا فرضت الحرب على لبنان. وتطرق السيد نصر الله الى مساعي الحل وسبل المعالجة من خلال رؤيتين، الرؤية الاولى تكون بحل عبر مباركة سعود

أکد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم الاحد، أن المسعى السوري-السعودي هو المخرج الوحيد لإخراج لبنان من أزمته السياسية.

 

ودعا السيد نصر الله في احتفال تربوي بالضاحية الجنوبية لبيروت لإيجاد حل للأزمة قبل صدور القرار الظني كي لا يفقد الجميع المبادرة بعد ذلك، مطالبا بعدم تقطيع الوقت.

 

وأكد انتهاء الزمن الذي يستطيع احد فيه النيل من وجود المقاومة، مشددا على أن المقاومة ستنتصر في اي مواجهة اذا فرضت الحرب على لبنان.

 

وتطرق السيد نصر الله الى مساعي الحل وسبل المعالجة من خلال رؤيتين، الرؤية الاولى تكون بحل عبر مباركة سعودية-سورية وتأييد من الدول الصديقة، وهناك اتجاه آخر يقول نريد الذهاب الى الحل ولكن بعد القرار الظني، مشيرا في هذا السياق، الى انه "يوجد اشتباه، وإذا كان هذا القرار الظني الذي تستعجل عليه أميركا واسرائيل وتقام له احتفالات النصر في اسرائيل، كلنا يعرف أن هناك رهانا اسرائيليا كبيرا جدا على القرار الظني وتداعياته".

 

وأعرب عن "خشيته بامكانية وجود حل بعد صدور القرار الظني، وتجلس الناس وتتكلم مع بعضها ويكون قد فات الآوان وأن نكون جميعا قد فقدنا زمام المبادرة، هذا هو الفرق بين ما قبل صدور القرار الظني وما بعد ظهور القرار الظني".

 

وذكر السيد نصرالله "ان هذا المسعى مازال قائما ومتقدما، وهناك أمل في الوصول الى حل في المعالجة"، مؤكدا "قدرة اللبنانيين والحكومة اللبنانية على درء مخاطر القرار الظني".

 

ولفت الى "التحريض الذي بدأ منذ الآن تجاه من سيصدر بحقهم القرار الظني"، محذرا من "خطأ القرار الظني الذي يستعجل عليه الاميركيون والاسرائيليون وبدأوا يقيمون له احتفالات النصر".

 

كما شدد الامين العام لحزب الله على أن الكيان الاسرائيلي يستبيح قطاع الاتصالات في لبنان، لكنه اعتبر أن الجهد الذي استطاع خبراء واختصاصيون لبنانيون في مجال الاتصالات أن يحققوه بكشف الخروقات الاسرائيلية لشبكة الاتصالات، يعد انجازا علميا وتقنيا.

 

واضاف "هو انجاز وطني ووقائي وأمني كبير جدا، وهو ما تم التعبير عنه في المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل أيام برئاسة وزير الاتصالات شربل نحاس وحضور رئيس لجنة الاعلام والاتصالات حسن فضل الله ورئيس الهيئة الناظمة للاتصالات وعدد من خبراء الاتصالات، عبروا من خلاله عن هذا الانجاز ووضعوا بين يدي اللبنانيين وكل العالم حقائق واقعية وعلمية".

 

واشارالسيد نصرالله في كلمته إلى أن "نتائج هذا الخرق الاسرائيلي، التنصت والاستماع على المخابرات الاسرائيلية ولا أحد محمي، والاستماع على المكالمات الهاتفية والرسائل القصيرة "SMS" التي يجريها أي مشترك على الشبكة اللبنانية"، مشددا على أن "الاسرائيلي لديه القدرة على الحصول على بيانات المشتركين والاتصالات تتضمن معلومات شخصية عن حامل الهاتف وتحديد مكانه جغرافيا".

 

وأكد أن "زرع هذه الأرقام في الهواتف يمكن العدو من التنصت على مكالمات المقاومين وتتبع حركتهم ويتحول الهاتف الى وسيلة تنصت ما يجري في الغرفة والمكان من أحاديث عبر الهاتف"، مشيرا الى أن "من أجل هذا تم استدعاء ناس واعتقالهم على أساس أنهم عملاء وبعد التحقيق معهم تبين أنهم ليسوا عملاء وهذا أمر يجب أن يتم الانتباه له، واحيانا مجرد أن استدعي شخص يسرب الموضوع في لبنان ويصبح متهما بالعدالة وإساءة له ولعائلته ثم يتبين لاحقا أن هذا ليس دليلا كافيا ولا يعتد به".

 

ولفت السيد نصرالله إلى أن "النتائج التي عرضها المؤتمر الصحفي توصلنا الى أن اسرائيل استباحت البلد، وأيضا يوصلنا الى موضوع التحقيق الدولي والمحكمة الدولية"، داعيا إلى "ترك الجانب الثاني على حدة لأن هناك أناسا خلطوا بين الجانبين، فلنقف في الجانب الأول، لدينا بلد وجيش وقوى أمن وإدارات ومؤسسات وشعب يتكلمون عبر الخلوي وهناك أهل اختصاص يقولون هذا مستباح ومسيطر عليه والإمكانات المتاحة له كبيرة".

 

وتساءل: "ألا يستحق هذا إدانة من كل المسؤولين في لبنان"؟ مشيرا الى أن "هناك قادة سياسيون بلعوا ألسنتهم وكأنه لا شيء يحصل علما أنه اكتشاف لوزارة اتصالات لبنانية"، مذكرا بالقول: "أنه في المؤتمر الدولي الذي أدان اسرائيل لم نسمع صوت قوى سياسية في لبنان التي سكتت، وهذه الوقائع السياسية تكشف حقيقة الناس وغاياتها، ومن يعتبر أن اسرائيل عدو أضعف الايمان أن يدين عدوانها".

 

واعتبر السيد نصرالله ان هناك "من لا يريد ان يشكر وزارة الاتصالات على انجازها هذا، لأن الوزير لا يعجبهم فهذه لعبة أولاد ولعبة نفوس حاقدة "، مؤكدا في هذا السياق، أن "هناك انجازا كبيرا يجب أن يتوجه كل مواطن بالشكر على هذا الانجاز"، متسائلا: " ألا يستدعي هذا خطة لمنع هذا العدوان وحماية الأمن الشخصي والقومي وهذه مسؤولية دولة، وهذا لا يشترط عقد مجلس وزراء"، مشيرا الى ان "هناك مؤسسات معنية عليها أن تبدأ من الآن بوضع الخطط لمواجهة هذه الاستباحة".

 

وأوضح أن "الجانب الثاني في موضوع الاتصالات هو الذي يدفع البعض الى أن يبلعوا ألسنتهم"، وقال "لم اسمع أي نقاش علمي بل سمعت البعض يقول التوقيت مشبوه، لماذا هم مرتبكون؟، السبب أن هذه المعطيات تعني أن المدعي العام للمحكمة دانيال بيلمار ذاهب الى دليل تسميه اتصالات وهذا الدليل ليس له أي قيمة على الإطلاق، لذلك منهم من سكت ومنهم من ناقش بالتوقيت المشبوه وأنا أدعوهم الى نقاش علمي".

 

وفيما يتعلق بالمحكمة الدولية، رأى السيد نصرالله أن "هناك محكمة مفوضة من مجلس الامن تعتقل من تشاء وتجري تعديلات عندما تشاء، وهذا أمر غريب".

 

واضاف:" لن أدخل في نقاش قانوني، ولكن ما سمعناه من خبراء قانونيين يجعلنا نطرح اسئلة منها: هل توجد سوابق لمحاكمات غيابية في المحاكم الدولية، وتبين أن لا يوجد سوابق إلا بهذه المحكمة؟، والسؤال الثاني: "هل هناك سوابق بالمحاكم الدولية لها علاقة بالتكتم على الشاهد؟، يبدو هذا الموضوع لاسابقة له حتى في المحاكم داخل الدول"، والسؤال الثالث: هل هناك سوابق في قبول إفادات خطية من الشاهد دون حضوره في جلسة المحاكمة؟، في قضية حساسة من هذا النوع عندما يتم التساهل في وسائل الإثبات حتى لو كان هذا الشيء قد حصل".

 

وصرح "اننا أمام قضية حساسة وإدانة حساسة تعني مصير بلد"، متسائلا: "أي عدالة هي الآتية؟، وهل التساهل في وسائل الإثبات مؤشر على إنجاز عدالة وتحقيق عدالة؟، وهل مسار التحقيق خلال خمس سنوات مؤشر على إنجاز عدالة؟".

 

ولفت الى ان "كل التجربة السابقة تبين أن هناك محكمة تكيف قواعدها وإجراءتها بالطريقة التي تسهل عليها إصدار حكم سياسي معد مسبقا"، مضيفا: "إذا هناك محكمة في العالم هي الأضعف والأوهن من الناحية القانونية وإجراءات تحقيق العدالة فهي هذه المحكمة الدولية التي ليس لها علاقة بالمؤسسات الدستورية اللبنانية".

 

واشار السيد نصرالله إلى ان "التطور الجديد على المحكمة هو الدخول الاسرائيلي الجديد على الخط مجددا، من خلال تصريحات مسؤولين اسرائيليين كبار يقولون زودنا لجنة التحقيق الدولية بمعطيات ولجنة التحقيق الدولية بدل أن تحقق مع الاسرائيليين تستعين باسرائيل لتكمل مسار التحقيق"، سائلا: "هل هذا التحقيق الذي يتجاهل الفرضية الاسرائيلية، حقق في أي يوم مع اسرائيل في أي قرينة أقدمت".

 

وفي موضوع الغجر قال الامين العام لحزب الله" ان كل ما قام به الاسرائيليون هو لعبة علاقات عامة لتقديم صورة حسنة للمجتمع الدولي الذي هو داخل اللعبة، خطوتهم مجتزأة وقاصرة والمطلوب أن يعود الجزء اللبناني من الغجر الى السيادة الكاملة اللبنانية، إذا أرادات الحكومة أن ترسل الجيش أو قوى الأمن أو أي أحد فهي حرة ولكن لا علاقة للاسرائيلي ليقول من يدخل اليه ومن لا يدخل، اليونيفيل هي مساعد للجيش ووجودها لا معنى له دون وجود الجيش وأن يقال أن يخرج الاسرائيلي وتجلس اليونيفيل مكانه فهذا احتلال مقنع ولا نقبل به".

 

واضاف" هناك مشكلة انسانية بالنسبة لسكان الغجر وموضوع العلاقات الانسانية، والحل الواقعي والمنطقي والسليم والقانون والأخلاقي هو انسحاب اسرائيل من كل الغجر وليس فقط من الجزء اللبناني لأن الأرض الباقية من الغجر هي أرض سورية، وبالتالي الحل ان يعود الجزء اللبناني للسيادة اللبنانية، والجزء الثاني يصبح بعهدة لبنان مؤقتا الى أن يتم الانسحاب ويتم ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، لا نستطيع نتيجة موضوع سياسي أن نتجاهل معاناة سكان الغجر".

 

واعتبر السيد نصر الله انه كلما مرت الأيام نقترب من مرحلة دقيقة وحساسة ولا شك أننا نقترب من لحظة حساسة بحاجة لتصرف بعقل كبير ومسؤولية كبيرة وإرادة صلبة وحرص على المصالح الكبرى المحكومة للمصلحة الأكبر التي هي مصلحة لبنان، ولكن من موقع الحرص والمحبة والمسؤولية تجاه هذا البلد وليس من موقع القلق، هناك كثر يكتبون بوسائل إعلام لبنانية وأجنبية أن حزب الله خائفون وقلقون فهذا لا يكون ببال أحد ولا أحد يبني عليه أي حسابات لأنها ستكون حسابات خاطئة واستنتاجات خاطئة و لم يمر في تاريخ لبنان منذ الـ1948 الى اليوم، أن تكون المقاومة بهذا المستوى من القوة والثقة والعنفوان والقدرة والحضور المحلي والإقليمي وكل التحولات المحلية والإقليمية والدولية تخدم مسار يقول أن حركات المقاومة والممانعة تقوى والمشروع الآخر الى مزيد من التراجع والوهن والانكفاء.

 

وقال: من يراهن أن القرار الظني يؤثر على معنوياتنا فهو واهن، وأذكره بعام 1996 أمام تصاعد المقاومة في جنوب لبنان والعمليات الاستشهادية الضخمة التي نفذتها حماس والجهاد الاسلامي في القدس وتل أبيب، تداعى العالم كله لإنقاذ اسرائيل في حشد عالمي ضخم والغائبون كانوا قلة، اجتمع العالم وأعلن أن حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي منظمات إرهابية وشكل لجنة من وزارء الأمن ورؤساء أجهزة المخابرات واجتمعت في أميركا لتجد طريقة لتسحق هذه المنظمات الثلاث وقاموا بحرب إعلامية ونفسية لها أول ليس لها آخر، اجتمعوا مرة واحدة ولم يجتمعوا مجددا، ووقتها اعتبرت اسرائيل أن هذه الإدانة هي الفرصة المناسبة للهجوم على لبنان وسحق حزب الله من أجل أن يكون شيمون بيريز رئيس للحكومة الاسرائيلية مرة جديدة، وماذا كانت النتيجة؟.

 

واضاف " في مواجهة الحرب النفسية أنتم كنتم موجودين، بهذه الروحية والمنطق ذهبنا الى مواجهة عناقيد الغضب وانتصرت المقاومة وانتصر لبنان، والآن أقول لكل لكل المراهنين على أن المحكمة الدولية ستكون مقدمة لحرب اسرائيلية جديدة، فهذه المحكمة ليست أعظم من شرم الشيخ وهناك دول كثيرة أبلغتنا أنها غير معنية بنتائجها وبالتالي لا تصل من أي مستوى من مستويات حجم الإرهاب الفكري والنفسي الذي سببته قمة شرم الشيخ، واليوم نفس الشيء ويومها لم نكن أقوى من اليوم".