ويكليكيس: دول عربية بينها السعودية حرضت واشنطن للاعتداء على ايران

الإثنين ٢٩ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٢:٤٨ بتوقيت غرينتش

نشر موقع ويكيليكس وثائق جديدة تكشف اسرارا عن دول عربية حرضت واشنطن على الاعتداء على ايران.الوثائق الجديدة على شكل برقيات متبادلة بين 270 سفارة وقنصلية ووزارة الخارجية الاميركية، وتنقل مواقف لعدد من الزعماء تتناول امورا سياسية عامة واخرى شخصية.ومن أبرز ما أشارت اليه الوثائق أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز طلب من واشنطن توجيه ضربة عسكرية لإيران.وقد تميزت الوثائق التي نشرتها صحيفة الـ "غارديتن" بما يتعلق بالكشف عن ان "قادة عربا كانوا يحثون في اللقاءات الخاصة مع المسؤولين الاميركيين على ضربة جوية لايران".وحددت الـ "غارديان" الملك السعودي عبد الله كمصدر او

نشر موقع ويكيليكس وثائق جديدة تكشف اسرارا عن دول عربية حرضت واشنطن على الاعتداء على ايران.

الوثائق الجديدة على شكل برقيات متبادلة بين 270 سفارة وقنصلية ووزارة الخارجية الاميركية، وتنقل مواقف لعدد من الزعماء تتناول امورا سياسية عامة واخرى شخصية.

ومن أبرز ما أشارت اليه الوثائق أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز طلب من واشنطن توجيه ضربة عسكرية لإيران.

وقد تميزت الوثائق التي نشرتها صحيفة الـ "غارديتن" بما يتعلق بالكشف عن ان "قادة عربا كانوا يحثون في اللقاءات الخاصة مع المسؤولين الاميركيين على ضربة جوية لايران".

وحددت الـ "غارديان" الملك السعودي عبد الله كمصدر اول للتحريض على ايران، وقالت انه طالب الاميركيين بضرب المنشآت النووية الايرانية، بينما كان مسؤولون عرب حلفاء مستعجلين لاتخاذ اجراء عسكري بحق طهران.

وجاء في البرقيات – الوثائق، ان دولا عربية اضافة الى الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي "تتوجس خوفا من تملك ايران لسلاح نووي".

واضافت الصحيفة، مقتبسة من برقية، ان السفير السعودي لدى واشنطن، عادل الجبير، قال "ابلغكم الملك (ايها الاميركيون) ونصحكم بقطع رأس الافعى، وهو دعاكم الى مهاجمة ايران لوقف برنامجها النووي"، وذلك ضمن محضر لقاء الملك مع الجنرال الاميركي ديفيد بترايوس في واشنطن في نيسان 2008، مشددا على ان العمل مع الولايات المتحدة لمواجهة التاثير الايراني في العراق هو "اولوية استراتيجية للملك ولحكومته".

وفيما رأت بعض البرقيات الاميركية ان مسؤولي وزارة الخارجية السعودية كانوا معتدلين في عدائهم لايران، وحذرين في الوقت نفسه، فان التطرف كان ياتي من العائلة المالكة على أعلى المستويات.

ونقلت الـ "غارديان" عن بعض البرقيات الاميركية تعابير سلبية صدرت عن حكام عرب بحق الرئيس الايراني، من بينهم الملك السعودي، قالوها لدبلوماسيين اميركيين، منها: "في النهاية، لا يمكن الوثوق بهم"، على حد تعبير الملك عبد الله.

و"مآثر" الملك السعودي لا تقتصر على ايران، فعبد الله، الذي تصفه احدى البرقيات الرسمية بـ "الهـَرِم"، وصف رئيس وزراء العراق بـ "عميل ايراني".

فقد خاطب الملك الهـَرِم "الذي دائما ما ينطق باقوال جارحة تتعلق بحاكمي العراق وباكستان"، أحد المسؤولين العراقيين بقوله: "انت والعراق في صميم قلبي، لكن لا مكان لنوري المالكي في داخله.. لا اثق به، انه عميل ايراني ادخل النفوذ الايراني الى العراق".

ووصف رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني بانه "اكبر عقبة على طريق تطور بلاده، وعندما يكون الرأس عفنا يؤثر على سائر اعضاء الجسد".

وفي رسائل اخرى، حذر مسؤول سعودي من ان الدول العربية في الخليج الفارسي قد تلجأ الى انتاج اسلحة نووية بنفسها، او قد تسمح بنشرها على اراضيها بهدف ردع ايران وتهديدها.

ومن بين ابرز ما نشر في وثائق، ان السعودية حافظت على مركزها كممول رئيس لما يسمى بـ تنظيم "القاعدة"، بينما اعتبرت قطر التي تحتضن قواعد اميركية كبرى في الخليج الفارسي، "الأسوأ في المنطقة من حيث مكافحتها للارهاب".

اما الرئيس المصري حسني مبارك، فقد خاطب احد اعضاء الكونغرس بالقول: ان "ايران تحرك المشاكل على الدوام"، بينما لفت رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى ان الايرانيين "يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم".

كذلك كشفت الوثائق تضامنا مصريا مع الموقف الاسرائيلي، فرئيس وزراء حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ابلغ المسؤولين الاميركيين، في أيار/مايو2009، انه اتفق مع الرئيس المصري حسني مبارك على ان ايران النووية "ستساعد سواها من دول المنطقة على انتاج اسلحة نووية، ما ينجم عنه اكبر تهديد لجهود الحد من انتشار السلاح النووي منذ ازمة الصواريخ الكوبية" عام 1962.

وفي البحرين، طالب الملك حمد بن عيسى آل خليفة باتخاذ اجراء "يضع حدا لبرنامج ايران النووي بكل الوسائل اللازمة".

وخاطب رئيس مجلس الاعيان الاردني، زيد الرفاعي، مسؤولا اميركيا كبيرا بالقول: "اضربوا ايران او عيشوا تحت ظل قنبلة ايرانية.. العقوبات والترغيب والحوافز لن تجدي".

وفي ابوظبي، اشار ولي العهد الاماراتي الشيخ محمد بن زايد الى ضرورة ضرب ايران "الان وليس غدا".

وفي حديثه عن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، قال: "اعتقد ان هذا الرجل سياخذنا الى الحرب، انها مسألة وقت، وانا شخصيا لا استطيع المخاطرة مع نجاد، انه صغير العمر، وعدواني".

كما تعبر البرقيات عن مدى قلق حكومة الاحتلال الاسرائيلي ن فقدان هيمنتها على المنطقة، وبالتالي حرصها على المضي وحدها ضد ايران.

وفي هذا المجال، قدر وزير الحرب في حكومة الاحتلال ايهود باراك، في حزيران 2009، وجود هامش يتراوح بين 6 اشهر و18 شهرا من اجل وقف ايران مشروعها لحيازة سلاح نووي، وبعدها "يفوت الاوان، وسوف يؤدي حصول ذلك الى اضرار جانبية غير مقبولة".

وجاء في برقية من تل ابيب ان الاسرائيليين يقولون "اذا واصل الايرانيون حماية مواقعهم النووية وتعزيزها، فسيصعب علينا استهدافها والحاق الضرر بها"، داعين، في تشرين الثاني/نوفمبر 2009، الى الاسراع في ضرب الجمهورية الاسلامية.

وفيما نقلت البعثة الدبلوماسية الاميركية لدى الكيان الاسرائيلي مواقف متضاربة حيال الخطوات العسكرية المحتملة، فان برقية تحدثت عن ان سلاح الجو الاسرائيلي بات اكثر ميلا من اي وقت مضى نحو توجيه ضربة عسكرية "سواء اسرائيلية او منا نحن (الاميركيين)"، كوسيلة وحيدة لتدمير او لتاجيل الخطط الايرانية".

واضافت ان الاستعدادات الحربية الاسرائيلية "قد تمضي قدما حتى من دون علم الحلفاء والخصوم".