"تشهّد الجميع عندما هَوَتْ بهم إلى الأرض".. تفاصيل سقوط طائرة رئيس الأركان الكويتي

الجمعة ١٢ يناير ٢٠١٨ - ٠٤:٢٩ بتوقيت غرينتش

في تفاصيل جديدة مثيرة نشرت صحيفة “الراي” الكويتية شهادة أحد العسكريين الكويتيين الذي كان يستقل طائرة تابعة لبنغلاديش وكانت تقل وفداً عسكرياً كويتياً وتعرضت لحادث سقوط أول يناير الجاري.

العالم- العالم الاسلامي

وأثار حادث سقوط الطائرة التي كان يستقلها رئيس الأركان الكويتي الفريق محمد الخضر و8 قيادات عسكرية كويتية في بنغلاديش خلال زيارتهم جدلا واسعا.

وقال آمر القوة البحرية اللواء خالد الكندري: “كنا في زيارة الى جمهورية بنغلاديش الشعبية كوفد عسكري برئاسة رئيس الاركان العامة للجيش الفريق ركن محمد الخضر وكان من ضمن جدول الزيارة زيارة احدى القواعد العسكرية البنغالية وانتقلنا بطائرة مروحية من قاعدة بشار الجوية في دكا الى منطقة سري مانغول في منطقة سيليت، حيث انطلقنا عند الساعة التاسعة وكان من المقرر ان نصل عند العاشرة صباحا كون مدة الرحلة ساعة واحدة”.

وأضاف: “كنا داخل طائرة تابعة لسلاح الجو البنغلاديشي ونوعها MI-171 -SH روسية الصنع وكنا بالطائرة 9 ضباط من الجانب الكويتي و3 ضباط من الجانب البنغلاديشي و5 من أطقم الطائرة”.

وتابع: “خلال فترة الطيران كان هناك ضباب بنسبة تسمح بالطيران، الا اننا وبعد ان قطعنا نصف المسافة فوجئنا بزيادة مستوى الضباب حتى وصلت الى انعدام الرؤية وكان الطيران في تلك الاجواء صعبا بالنسبة للطيارين، وقبل الوصول الى المهبط بـ350 مترا كانت الرؤية سيئة وعند النزول التدريجي للطائرة وعلى ارتفاع 60 مترا حدث اهتزاز للطائرة بعنف وسمعنا صوتا قويا وتغير اتجاه الطائرة بسرعة وفقد الطيار السيطرة عليها وبدأت تهوي إلى الارض بسرعة عالية، لتسقط على الأشجار العالية ولتتدحرج وتسقط على مبنى من الكونكريت سطحه من الكيربي،قبل أن تهوي إلى الارض وترتطم بها بقوة.”

وفي رده على سؤال المحاور “ما الذي فعلتموه لحظتها؟”، أجاب آمر القوة البحرية الكويتية بقوله:”كل ذلك حدث بسرعة وخلال دقائق من الصعب استرجاعها، الا ان المؤكد ان الطائرة قد سقطت، وبتنا بعد ذلك وسط حالة من الصدمة حيث بدأنا نطمئن على بعضنا البعض للتأكد من عدم وجود وفيات او اصابات بيننا، وكنا ننادي على بعضنا بالاسم للاطمئنان، ووسط تلك الفوضى وتسرب الوقود والزيت والدخان الكثيف شرعنا بمحاولة فتح الابواب من الداخل الا ان الكارثة ان الابواب كانت معطلة ولم تفتح واستمرت بنا الحال لدقائق مرت كالدهر، حتى تم فتح الابواب من الخارج من قبل القوات البنغالية في القاعدة التي كنا بصدد زيارتها حيث شرعوا في فتح الابواب وإخلاء الركاب جميعا، بمن فيهم المصابون.”

وأضاف “في البداية كانت عملية السقوط والتحكم وبعدها كانت عملية التخوف من انفجار الطائرة بسبب التسرب الكبير للوقود الناجم عن الارتطام، ولا تنس اننا كنا داخل الطائرة وقتها ولا نستطيع الخروج وكان ذلك هاجسنا.”

وقال “الكندري” واصفا الوضع حينها:”كعسكريين نحن نعلم من واقع عملنا ان سقوط أي طائرة مروحية معناه الوفاة للركاب، عدا مشيئة الله ونحن لحظة السقوط انشغلنا بالتشهد حتى سقطنا وكنا نتحدث مع بعضنا عندها عرفنا ان الله أنجانا وكان الخوف بعد ذلك من انفجار الطائرة، ولذلك شرعنا برفس الابواب حتى نفتحها بعد ان تبين انها معطلة حتى تم فتح الابواب من الخارج من قبل فرق الإنقاذ البنغالية.”

وردا على سؤال عن مشاعر الجانب البنغالي، ذكر المسؤول الكويتي أنهم كانوا من جهة يشعرون بالحرج من الحادث، رغم ان الامر لا دخل لهم به، ومن جهة اخرى يعبرون عن الاعتذار وكانت المفاجأة هي اللقاء مع رئيسة الوزراء السيدة حسينة واجد التي عبرت عن أسفها للحادث وتمنياتها بالسلامة لنا من الحادث، وكان اللقاء فرصة في مجال تعزيز الروابط مع هذا البلد الشقيق في المجال العسكري.

يشار إلى أن رئيس الأركان الكويتي الفريق الركن محمد الخضر والوفد المرافق له، نجوا الأربعاء، 3 يناير الجاري، من حادث طائرة كانت تقلهم في بنغلاديش.

ووفقا لوكالة الأنباء الكويتية “كونا”، فقد أكدت وزارة الدفاع، يومها، نجاة رئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن محمد الخضر والوفد المرافق له بعد تعرض المروحية التي تقله لحادث خلال زيارة رسمية لبنغلادش، مؤكدة أن الطائرة تعرضت لحادث بسبب حجب الرؤية إثر الضباب، ما أدى إلى هبوطها قبل المدرج واحتكاكها بالأشجار”.

وقالت مديرية التوجيه المعنوي بالجيش ورئاسة الأركان العامة الكويتية، في بيان لها: “تعرضت المروحية المقلة لرئيس الأركان العامة للجيش والوفد المرافق له في جمهورية بنغلادش الصديقة لحادث أثناء هبوطها في منطقة سيليت حيث حجب الضباب الكثيف رؤية الطيار مما أدى إلى احتكاكها بالأشجار وهبوطها قبل المهبط”.

وأضافت: “هذا، ولم يتم تسجيل سوى خسائر مادية وإصابات طفيفة لأحد المرافقين، وتم التأكد من سلامة الجميع ولله الحمد”، مؤكدة أن رئيس الأركان اتصل بنائبه مؤكداً سلامة الجميع، وفق البيان.

106-10