كيف يترجم محور المقاومة انتصاراته؟

كيف يترجم محور المقاومة انتصاراته؟
الأحد ١٤ يناير ٢٠١٨ - ٠٢:٠٥ بتوقيت غرينتش

تراخت رياح الارهاب والتخريب التي اصابت سوريا والعراق، وكادت ان تصيب لبنان لولا وعي اللبنانيين للأخطار المحدقة بهم وتحصين الوضع السياسي الداخلي بتسويات متفرقة.

العالم - مقالات

في العراق و سوريا كان ثمن مقاومة مشروع «الفوضى المبرمجة» باهظ جداً ان كان في الرأسمال البشري او الاجتماعي والاقتصادي. أما في لبنان فمجموعة من التسويات والاتفاقات السياسية التي ابرمتها القوى السياسية والتي اوصلت العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية كمرحلة أولى، ثم حمت لبنان في مرحلة لاحقة مما كان يضمر له من بعض «الدول العربية الشقيقة» حين احتجز رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية بهدف قلب المعادلة في لبنان في وجه حزب الله ومحور المقاومة في المنطقة.

في هذين المشهدين، لعب حزب الله اللبناني دوراً مركزيا في مقاومة مشاريع التخريب المدعومة من السعودية و"اسرائيل" والولايات المتحدة وحلفاء آخرون. كان حزب الله الى جانب ايران وروسيا والجيش السوري يلعب دور رأس الحربة في المحافظة على بنية الدولة السورية ووحدة اراضيها. كما لعب الدور الاكبر في هزم الارهاب التكفيري الوهابي في سوريا في عدد كبير من المعارك وكان آخرها معارك الجرود اللبنانية السورية الاخيرة.

أما في العراق فكان دعم حزب الله الاستراتيجي والاستشاري لقوات الحشد الشعبي أساسياً في الانتصار على تنظيم داعش الى جانب القوات العراقية والوجود الايراني، وتحرير المناطق التي كانت خاضعة للتنظيم الارهابي ما كان ليحصل لولا تظافر جهود كل هذه القوى معاً في وجه التهديد الوجودي لدولة العراق وشعبها.

بناءً على هذه التضحيات ينعم اليوم خط بيروت دمشق بغداد بحال أفضل بكثير مما كان عليه قبل سنة خلت. فسوريا مقبلة على تسوية يكون فيها محور المقاومة هو المنتصر الاول، ولبنان الذي زال عنه التهديد الارهابي الكبير على حدوده، اصبح محصن سياسياً واجتماعيا و«مقاومته» في احسن حالاتها في ظل التفاهم السياسي العريض الحاصل في البلاد. وما تصريح الرئيس الحريري الاخير بان وجود حزب الله في الحكومة عامل استقرار للبنان سوى احدى نتائج هذا التفاهم.

في ظل الارتياح النسبي الذي ينعم به لبنان وسوريا والعراق، نسأل انفسنا، هل هو هدوء ما قبل العاصفة؟ في ظل ما يحكى عن التقارب السعودي الاسرائيلي والذي بالطبع يعمل ليلاً نهاراً لتغيير الواقع المعاكس لمشاريعهم في المنطقة.

لقد خسرت الصهيونية ومن معها في المشرق العربي، فشلوا في لبنان وسوريا وفي العراق حتى الان. ولكنهم للأسف يربحون في فلسطين. نعم، اذا اردنا ان نكون موضوعيين وصادقين مع انفسنا. ان المشروع الصهيوني المتحالف مع السعودية والمغطى من مصر ودول عربية اخرى يربح في فلسطين ومطلوب خطة واضحة لمجابهة العمل الصهيوني اليومي في فلسطين المحتلة. من الضروري ان نربح المعركة على ارضنا في لبنان وسوريا والعراق، ولكن كيف يترجم محور المقاومة هذه الانتصارات ويضعها في الميزان في صراعه مع الصهيونية على الساحة الفلسطينية. متى ننتقل من موقع المتلقي للضربات الى المرسل والموجه لها في وجه العدو الصهيوني؟.

من الضروري ان تحمل الايام والاشهر المقبلة خطة واضحة لمواجهة الصهيونية في فلسطين. ولا بد ان يكون القرار فلسطيني ومشرقي عربي. اي دعم دولي يجب العمل عليه ولكن القضية لا بد ان تبقى في اطارها الطبيعي والتاريخي وهو فلسطيني مشرقي وعربي بامتياز.

حنا أيوب / الديار

109