مقابلة لقناة العالم مع ابنة الشيخ زاكزاكي في نيجيريا

الأربعاء ١٧ يناير ٢٠١٨ - ٠٦:٠١ بتوقيت غرينتش

في سياق متابعتها لاوضاع المسلمين في انحاء العالم الاسلامي تقوم قناة العالم الاخبارية بتغطية خاصة لاوضاع المسلمين في نيجيريا، والذين يعانون من ظلم وحيف بحقهم من قبل سلطات ابوجا التي تحتجز زعيم الحركة الاسلامية الشيخ ابراهيم زاكزاكي منذ سنوات، رغم حالته الصحية الصعبة، علما ان الحركة الاسلامية في نيجريا حركة قديمة تعمل على نشر الثقافة الاسلامية العصرية...

العالم - افريقيا

وفي هذا السياق اجرت قناة العالم مقابلة خاصة مع سهيلا زاكزاكي ابنة الشيخ ابراهيم زاكزاكي مؤسس وزعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا، وفيما يلي اليكم نص المقابلة .....

                               بسم الله الرحمن الرحیم

بسم الله الرحمن الرحیم. هذه الأیّام یکثر الحدیث وتتناقل الأخبار في الکثیر من نقاط العالم عن تدهور الحالة الصحّیة للشیخ إبراهیم زاکزاکي زعیم شیعة نیجیریا، حسناً هنا یُطرح سؤال لماذا یضایق النظام الحاکم في نیجیریا أنشطته الدینیة والثقافیة هناك؟ لماذا قام بسجنه؟ ولماذا یقف النظام حائلاً أمام قیام المسلمین بأنشطتهم في هذا البلد؟

سنطرح هذه الأسئلة علی إبنة الشیخ زاکزاکي، سهیلا زاکزاکي، في برنامج خاص،  تابعونا.

سهيلا زاكزاكي: أُدعی سهیلا زاکزاکي، ترتیبي رقم خمسة من بین أبناء الشیخ زاکزاکي، أنا سعیدة لوجودي في هذا البرنامج، ولهذه الفرصة التي سنحت لي کي أتحدّث عن هذه القضیّة، أنا الإبنة الثانیة له، حالیاً أنا طالبة في مالیزیا وقد حضرتُ إلی مدینة مشهد قبل عدّة أسابیع.

سؤال: ماذا عن الشیخ بنفسه، وعن مجاهداته في نیجیریا، ما الذي تتذکّرینه؟

سهيلا زاكزاكي: خلفیّة والدي دینیة، فعائلتة التي ینحدر منها متدينة، وقد إعتاد أفرادها علی دراسة الإسلام دراسة تقلیدیة. وبعد أن کبر ذهب إلی المدرسة الرسمیة لتلقّي دراسته، ومن ذاك الحین وهو ینشط في المجال الإسلامي، وعلی الأخصّ حینما إلتحق بالجامعة، بدأ ینشط کثیراً في إتّحاد الطلبة، أعتقد أنّه کان رئیساً للإتّحاد أو نائباً للرئیس لفرع الإتّحاد الدولي للطلبة في نیجیریا. هذا بإختصار عن کیفیة تبلور الحرکة الإسلامیة آنذاك.

سؤال: کم عدد أفراد أسرتك، وکم واحد من هؤلاء أستشهد؟

سهيلا زاكزاكي: لديّ سبعة أشقّاء، کما لديّ شقیقة واحدة، کما أسلفتُ لکم ترتیبي هو الخامس بین أبناء الأسرة، لديّ ثلاثة أشقّاء أکبر منّي سنّاً کما أنّ شقیقتي أکبر منّي سنّاً، جمیع الأشقّاء الأصغر سنّاً والشقیقین الأکبر منّي سنّاً قد أُستشهدوا خلال السنوات الثلاث المنصرمة.  

سؤال: ما الذي کان یریده الشیخ حینما بدأ بجهاده؟ ولماذا تعارض الحکومة خطواته؟

سهيلا زاكزاكي: بدایة أودّ أن أقول أنّ نیجیریا دولة مرّت بحقبة الإستعمار، وکما هي الحال مع الدول الأخری التي مرّت بنفس التجربة، لدینا العدید من المشکلات التي خلّفها الإستعمار، منها أنّنا لازلنا نهتم بالناس الذین استعمروا بلدنا وأهملنا أفراد شعبنا، هذا هو النظام المتّبع في بلدنا، شأنه في ذلك شأن الدول التي کانت ترزح تحت نیر الإستعمار. کما أنّ الإسلام لدیه تاریخ في نیجیریا ولدینا تاریخ للجهاد الإسلامي وإقامة حکومة إسلامیة هنا. وبسبب هذا التاریخ تعرّضنا للإستعمار في شمال البلاد، کما أنّه تجري أمور أخری في جنوب البلاد، ولکن کلّ هذه التحرّکات أُجهضت خلال فترة الإستعمار لنیجیریا. لذا فأنّ والدي حضر خلال تلك الفترة الحرجة وأعلن صراحة حاجتنا للتغییر وایجاد نظام في نیجیریا لا یناسبنا نحن المسلمین فحسب، بل یناسب الأفراد الآخرین في أماکن أخری، وحینما بدأ والدي تحرّکه الجدّي ذکر أنّه یجب علینا تحقیق شئ ما، لأنّه حینما نترك هذا العالم یجب أن نبرّئ ذمّتنا أمام الله في العالم الآخر ونقول بأنّنا قمنا بمحاولة في الدنیا.

سؤال: هل یمکن أن تخبرینا عن إصابة والدك وکیف حدث ذلك؟

سهيلا زاكزاكي: خلاصة ما حدث أنّه في الثاني عشر من کانون الثاني/ ینایر، قامت المؤسّسة العسکریة بایجاد حالة من الفوضی والهیاج حول المکان، وذکر الناطق بإسمها أنّ الحرکة الإسلامیة کانت تحاول إغتیال أحد الجنرالات، لذا حاصر الجنود المکان ومن ثمّ الهجوم علی منزلنا، في ذلك الوقت کان المکان یغصّ بالمؤمنین والمؤمنات الذین کانوا قد توافدوا علی المکان لإحیاء مناسبة دینیة، کما أنّ العدید من الأطفال کانوا هناك لتلقّي بعض الدروس في الفصول المختلفة، ببساطة قام الجنود والضبّاط بالهجوم علی المکان وعلی منزلنا بالتحدید في منتصف تلك اللیلة، وقد إستمرّ الهجوم والحصار لمدّة یومین، بل في حقیقة الأمر إستمر الوضع الموتر  لمدّة شهر، وقد تمّ قتل العدید من الأفراد، فالوضع لم یکن کما ذکروه هم بأنّهم یحاولون إلقاء القبض علی أحدهم، بل مجرّد القتل ولاشئ غیر ذلك، وفي الیوم التالي أي الثالث عشر من کانون الثاني/ ینایر قام الجنود بحرق المنزل، ما أدّی إلی حرق بعض الأفراد وهم أحیاء، کنّا نحن في المنزل في ذاك الوقت، أنا ووالديّ وأشقّائي إضافة إلی شقیقتي، فحینما قاموا بإحراق المنزل کنّا نحن في داخله، لذا توجّهنا إلی القسم الخلفي من المنزل والذي کان یبعد قلیلاً عن مکان الحریق، لذا لم نتأثّر بالحریق، نحن وبعض الإخوان الذین کانوا متواجدین معنا. وفي الیوم التالي حینما دخل الجنود المنزل ووجدونا في الداخل بدأوا بإطلاق النار بصورة عشوائیة، ما أدّی إلی مقتل شقیقیْن لي علی الفور إلی جانب بعض الإخوان حوالي ثلاثة أو أربعة من الذین کانوا متواجدین معنا، کما ألقوا القبض علی بعض الحاضرین بمافیهم والديّ، تعرّضت والدتي لطلقتین کما أنّ والدي أیضاً کان في نفس الحالة، علی الأخصّ في ذراعه الیسری، کما تعرضّت عیناه للضرر وهو لایستطیع أن یبصر بصورة جیّدة في الوقت الحاضر، إضافة إلی تعرّض ساقه لإصابة أیضاً. حقیقة الأمر أنّ هذا الثمن قد دفعناه کلّنا ذاك الیوم، أمّا بالنسبة لشقیقي الأصغر، حیدر، فقد أُصیب بصدمة بسبب مارآه ذاك الیوم حینما شاهد والديّ مضرّجیْن بدمائهما کما أنّ شقیقي کانا قد فارقا الحیاة، وحینما خرج إلی الشارع أطلق علیه أحدهم النار في مؤخّرة رأسه، یبدو أنّ الجاني کان مختبئاً خلف إحدی الأشجار. حقّاً أنّ خروج والدي حیّاً من تلك المجزرة یُعتبر معجزة في حدّ ذاتها، أتذکّر أنّني إتّصلتُ لاحقاً بالبقیّة من إخوتي الذین بقوا علی قید الحیاة وقد إتّفق الجمیع علی أنّ بقاء والدي في ذلك اليوم علی قید الحیاة ماهو إلا لطف من قبل الله سبحانه وتعالی.

سؤال: تعرّض الوالد للسجن لمدّة تسع سنوات في تسعة سجون مختلفة، هل کانت التهم واحدة، أم کانت هناك تهم جدیدة توجّه له؟

سهيلا زاكزاكي: کانت هناك أمور مختلفة توجّه ضدّه خلال هذه السنین، أتذکّر أنّه خلال الثمانینات من القرن الماضي، لا أتذکّر السنة علی وجه التحدید لأنّني لم أکن قد أبصرتُ النور بعد، لکنّني علمتُ أنّه أُتّهم بالکراهیة للحکومة آنذاك أو شئ من هذا القبیل، کما أتذکّر حینما کنتُ صغیرة في السنّ أنّه أُتّهم مرّة أخری بتهمة التحریض ضدّ الحکومة، وربما الخیانة، ولکن بصورة عامّة کان یُعتقل ویودع السجن بسبب خطاباته وأحادیثه التي کانت موجّهة ضدّ الحکومة بسبب الأوضاع الحاکمة في البلاد.

سؤال: یعود حکم سجنه الأخیر إلی عام 2015، وکان من المفترض أن یُفرج عنه لکنّه لایزال یقبع في السجن، وقد ذکر رئیس الجمهوریة أنّ الحکومة وبسبب سلامة الشیخ زاکزاکي لم تفرج عنه حتّی الآن. هل هذا الإدّعاء صحیح؟  

سهيلا زاكزاكي: بدایة لا أعتقد أنّ المؤسّسة العسکریة هاجمتنا من تلقاء نفسها، بل بأوامر مباشرة من الحکومة النیجیریة، والسبب أنّ رئیس الجمهوریة إلتزم الصمت علی هذه القضیّة لحوالي ثلاث سنوات، وکما تعلمون فأنّ المؤسّسة العسکریة تأتمر بأوامر مباشرة من الحکومة، وبما أنّ المؤسّسة العسکریة والقوّات الأمنیة تحت سیطرة الحکومة، لذا فأنّ الحکومة هي التي قامت بهذا العمل ولیس بشکل فردي، بمعنی أنّ الأفراد لم یشارکوا في هذا الهجوم بل المؤسّسة العسکریة بأوامر من الحکومة التي کانت تدعم مثل هذا الإجراء. کما أعتقد أنّ المؤسّسة العسکریة إذا کانت تطالب بالحمایة من الحکومة فانّ الحکومة ما کانت لتتردّد لحظة واحدة في ذلك، ولا معنی لهذا الکلام علی الإطلاق بأنّ العسکر هم الذین قاموا بالعملیة من دون وجود غطاء حکومي لهم، هذا عذر أقبح من الذنب، حتّی المحکمة ذکرت بعدم وجود أيّ شئ من هذا القبیل في دستور البلاد أو القانون النیجیري لایجیز للحکومة إبقاء والدي والآخرین في الحجز طوال هذه المدّة بحجّة الحفاظ علی سلامتهم. 

سؤال: مؤخّراً تمّ بثّ مقطع فیدیو لوالدك ومن الواضح أنّه یقف في ممرّ أحد المستشفیات، هل لدیك أيّ معلومات عن هذه المقابلة التلفزیونیة؟

سهيلا زاكزاكي: بدایة حینما شاهدنا المقابلة أُصبنا بصدمة والسبب أنّه في السابق کان یرفض التحدّث إلی الصحافة أو الإعلام بشکل عام، ففي مناسبات عدّة رفض التحدّث مع وسائل الإعلام، وفجأة شاهدنا المقابلة التي أصابتنا بصدمة، ولکن لاحقاً نجح شقیقي في التحدّث معه کما تحدّثنا نحن معه هاتفیاً، حینما تحدّث معه شقیقي کان کلامه یُترجم إلی اللغة الإنجلیزیة، وأثناء الحدیث معه فهمنا أنّ المسؤولین سوف ینقلونه هو ووالدتي من مکان الحجز إلی مختبر في أحد المستشفیات، وسبب مرافقة والدتي له هو موعد مراجعة أحد الأطبّاء في المختبر المذکور، وبعد أن عاینها الطبیب قال أنّ کلّ شئ علی مایرام، وبعد ذلك أخبروا والديّ بأنّنا ذاهبون جمیعاً لمقابلة أفراد معیّنین، لم یقولوا أنّ ممثلین لوسائل الإعلام سیکونون هناك، لم یذکروا أيّ شئ من هذا القبیل، لهذا حینما خرجا شاهدا أجهزة التصویر ورجال الإعلام یملأون المکان وبدأوا التسجیل، أعتقد شخصیاً أنّهما قرّرا هناك وفي تلك اللحظة التحدّث إلی ممثّلي وسائل الإعلام وعدم ترکهم لأنّ الحقیقة هي أنّ المؤسّسة العسکریة هي التي دعت ممثّلي وسائل الإعلام للحضور. أنا شخصیاً أعتقد أنّ التحدّث مع ممثّلي وسائل الإعلام لم یکن یستحقّ هذا العناء، لأنّهم في النهایة کانوا سیبثّون مایکون في صالح الحکومة فحسب، لکنّهما ذکرا حالتهما والسکتة الدماغیة التي تعرّضا لها، لکن کما أسلفتُ لکم تمّ قطع وحذف بعض المشاهد من مقطع الفیدیو، ما ذکراه في الفیدیو الذي بُثّ لاحقاً أنّهما قابلا طبیبیهما. هذا ما حدث، وخلال الحدیث أوضح والدي کلّ شئ وذکر أنّه تعرّض لسکتة دماغیة وأنّه في حالة سیّئة، وخلال حدیثي مؤخّراً معه ذکر لي أنّه لیس علی مایرام، صحیح أنّه بدأ یتعافی بالتدریج لکنّه لایتمکّن من اداء فرائضه الیومیة بصورة صحیحة فهو لایستطیع السجود ولا الرکوع ولا الجلوس کما أنّه بحاجة إلی إرتداء مایدعم ویساند رقبته التي تؤلمه. هذا هو الوضع الجسماني العام له.

سؤال: والدتك موجودة برفقة والدك في السجن، هل لدیك علم بوضعها الجسماني؟

سهيلا زاكزاكي: نعم والدتي موجودة معه في السجن، کما أنّها تعاني من وضع صحّي حرج،  فهي تعاني من إرتفاع في ضغط الدم کما هي الحال مع والدي، کما تعاني من أمراض أخری وتتألم کثیراً بسبب ذلك، إضافة إلی أنّها تعرّضت لإطلاق النار أثناء إقتحام المنزل، لاتزال هناك رصاصة في جسمها لم تُستخرج، والدتي تعاني من امراض، ومنذ أن وُضعت في الحجز لم تسمح السلطات لأيّ طبیب بزیارتها لمعاینة ساقها، ماعدا هذا الاسبوع حینما سمحوا للطبیب بمعاینتها، علینا أن ننتظر ونری ما الذي سیحدث.

سؤال: خلال المظاهرات الأخیرة التي إندلعت لمساندة ودعم الشیخ زاکزاکي أُستشهد أحد المتظاهرین، هل لدیك معلومات عن عدد الأفراد الذین استشهدوا خلال حركة الشيخ ضدّ الحکومة؟

سهيلا زاكزاكي: منذ أن تعرّض والدي لسکتة دماغیة، کان لدینا ثلاثة شهداء ولیس شهیداً واحداً، إضافة إلی تعرّض العدید من الأفراد لإصابات مختلفة وإعتقال عدد من أفراد الشعب، لستُ متأکّدة من الأرقام. أمّا فیما یخصّ عدد الشهداء في الحرکة الإسلامیة لیس لديّ عدد دقیق، هناك المئات منهم حتّی من قبل أحداث عام ألفین وخمسة عشر، لیس لديّ العدد الدقیق لکن توجد هیئة خاصّة بالشهداء تهتمّ بأمورهم وأمورعائلاتهم. علی هذا الأساس، هناك العدید منهم نتذکّرهم في الذکری السنویة لإستشهادهم فرداً فرداً، لدینا المئات منهم لکنّني لاأتذکّر الرقم الدقیق کما أسلفتُ لکم.

سؤال: کیف هو تعامل الحکومة النیجیریة مع الإسلامیین بصورة عامّة؟ هل تطبّق سیاسة ضبط النفس معهم أم تستعمل العنف معهم؟  

سهيلا زاكزاكي: حسناً، کان هناك ضغط کبیر من قبل الحکومات المتعاقبة، ولیس من قبل حکومة واحدة، خلال السنوات الثلاثین المنصرمة أو ربّما أکثر، لا یمکنني القول بوجود ضغط علی بقیّة المسلمین في نیجیریا، لکنّني اسمع من البقیّة من أنّ الضغوطات تطال کلّ من یعمل ویجاهد في الحرکة الإسلامیة، لیس بسبب کوْنهم من المسلمین الشیعة، والسبب هو وجود العدید من الشیعة في نیجیریا لم یتأثّروا بهذه الضغوطات ولربّما لن یتأثّروا بها في المستقبل.

سؤال: الطریق الذي سلکه الشیخ کان وفقاً لأيّ فکر، وإلی أيّ حد لهذا الفکر مؤیّدین ومناصرین في نیجیریا؟

سهيلا زاكزاكي: حسب علمي ومعرفتي بوالدي، فهو شخص لاینطق بشئ مالم یکن یعتقد به، علی هذا الأساس مایدعو إلیه الناس یعتقد به شخصیاً بشکل أساسي، وأنا بصفتي إبنته، کذلك الحال مع بقیّة أفراد الأسرة، لایحاول والدي فرض أيّ رأي علی أحد منّا ، کما لایقول أيّ شئ مالم یکن متأکّداً منه. هذا من جانب، ومن جانب آخر فأنّ أعضاء الحرکة الإسلامیة یعتقدون بکلّ مایطرحه والدي بشکل أساسي، لأنّه یطرح أموراً تلامس وجدانهم وضمائرهم، أمور مثل سبب وجودنا في هذا العالم، ما الذي سنقوم به خدمة لأفراد المجتمع وللآخرین، وما الذي سنقدّمه لله سبحانه وتعالی، لهذا السبب أنا أتبعه لیس لکوْنه والدي، بل لأنّني أتفهّم مایقوم به ویطرحه، کذلك یفعل الآخرون.

حینما یترعرع الفرد بطریقة ویری لاحقاً وجود شخص یرید أن یفهّمه سبب وجوده في هذا الکون وکیف یمکنه الإستفادة من هذا العالم وإفادة الآخرین، لیس عن طریق الأنشطة الإجتماعیة فحسب بل عن طریق أسالیب وأنشطة أخری، علی سبیل المثال هناك أفراد کثیرون في الحرکة الإسلامیة یبدون إستعدادهم لتقدیم الخدمات للمجتمع.

کان والدي دائماً یصرّ علی القول أنّ هدفنا هو تطویر أنفسنا من أجل الحیاة الآخرة، أستطیع أن أؤکّد لکم أنّ الکثیرین من المنضمّین للحرکة الإسلامیة في نیجیریا یؤمنون بما یقوله والدي ویطرحه، ونحن فخورون بذلك.

المراسل: تفضّلي إستمرّي.

سهيلا زاكزاكي: أودّ أن أضیف فیما یخصّ الأفراد الذین یعتقدون بما یطرحه والدي، لو تعلمون کم یعتقد هؤلاء بما یطرحه والدي وإلی أيّ حدّ ضحّوا من أجل أفکاره، أعلم بعض الأفراد الذین کانوا لایملکون إلا القلیل دأبوا علی بیع مایملکونه من أجل الحضور والمساهمة في خدمة المجتمع وأفراده، إلی درجة أنّ حتّی الاطفال کانوا یضحّون بالنقود التي خصّصوها لتناول غذائهم من أجل التبرّع للأعمال والأنشطة الإجتماعیة في الحرکة الإسلامیة، إضافة إلی أنّ العدید من الأفراد وقفوا کالدروع حینما هوجم منزلنا، لیس خلال عام ألفین وخمسة عشر فحسب بل في جمیع المناسبات الأخری، وإن دلّ هذا علی شئ فإنّما یدلّ علی مدی الإعتقاد والایمان بهذا الفکر والطریق الذي یدعوننا إلی المضي فیه، والایمان الذي یتحلّی به هو شخصیاً، لأنّه ضحّی بکلّ مایملك من أجل هذا الهدف.

 

سؤال: قیل أنّ هناك ضغوطات خارجیة کبیرة علی الشیخ من أجل التراجع عن مسیره في نیجیریا، هل هذه الضغوط من دول أجنبیة أم من داخل نیجیریا؟

 

سهيلا زاكزاكي: الضغط الذي یتعرّض له والدي وتتعرّض له الحرکة الإسلامیة في نیجیریا یأتي من الخارج ومن الداخل علی حدّ سواء. لو تمعّنتم في القضایا الداخلیة لبلدي لعلمتم أنّ هناك أفرادا معدودین لدیهم إمتیازات في القطاع الإقتصادي للبلاد، إضافة إلی الساسة الذین ینعمون بنفوذ قوي، لهذا فأنّ الحرکة الإسلامیة هي التي تتحدّث عن هذه المخاطر وتتمتّع بقدرات تؤهّلها للنجاح، وعلی هذا الأساس فأنّ تلك الشخصیات قلقة من نجاح الحرکة الإسلامیة في مسعاها وتری في هذا النجاح نهایة لنفوذها وسطوتها في نیجیریا، إضافة إلی ان الأفراد الموجودین في السلطة قلقون من نجاح الحرکة الإسلامیة وسرعة إنتشار نفوذها بین عامّة الشعب، هذا النجاح الذي لاُيکاد یُصدّق من قبل السیاسیین والحکومة، حیث یقولون کیف یمکن لرجل دین أن یکون لدیه هذا التأثیر علی أفراد الشعب، لیس المسلمین فحسب بل حتّی بعض المسیحیین في طول البلاد وعرضها، کلّ هذا أدّی إلی ممارسة المزید من الضغوط من قبل الحکومات النیجیریة المتعاقبة علی الحرکة الإسلامیة إضافة إلی الدول التي لدیها مصالح سیاسیة وإقتصادیة في البلاد التي تخشی من ضیاع نفوذها بسبب الحرکة التي یقودها والدي.

101