هذا ما يجري في بنش بريف ادلب

هذا ما يجري في بنش بريف ادلب
الإثنين ٠٥ فبراير ٢٠١٨ - ٠١:٢٣ بتوقيت غرينتش

استشعرت الحاضنة الشعبية (لجبهة النصرة) في ناحية بنش الخطر المحدق بها في ظل تقدم الجيش السوري، ورأت مصيرها بعد سنوات من قبوعها تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية، لتنقلب على قادة تنظيم (جبهة النصرة) وتخرج بمظاهرات حاشدة منددة بأفعال التنظيم الإرهابي من هروب للقادة الميدانيين وإخلاء ساحات المعارك مع رفع علم الانتداب الفرنسي كبديل عن أعلام وشعارت (جبهة النصرة) والفصائل المرتبطة بها.

العالم-سوريا

انقلاب الحاضنة هناك على الفصائل التكفيرية ولجوءها للفصائل المدعوة “بالمعتدلة” يتيح لهم بنظرهم فرصة التفاوض مع الدولة السورية والدخول تحت مظلة التسويات، بعيداً عن الصدام المباشر مع الجيش السوري وقوى الحلفاء، بعد ما شهدته المنطقة من انتصارات للجيش السوري والقوى الرديفة.

ما لبث تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والمجموعات التابعة له، إلى ان عاد واجتاح البلدة مطلِقاً حملات اعتقال واسعة، بالإضافة لنشر الحواجز وإغلاق الطرقات لفرض سيطرته من جديد، الأمر الذي نجم عنه انتشار حالة من التخبط والارتباك في صفوف المدنيين والمسلحين إلى جانب سقوط عدد من القتلى من الطرفين.

تقع بنش في الريف الشرقي لمحافظة إدلب، في الشمال الغربي من سوريا وتحمل ناحية بنش أهمية معنوية كبيرة للفصائل المسلحة بشكل عام في ريف إدلب؛ نظراً لاعتبارها من أكبر الخزانات البشرية، إلى جانب موقعها الاستراتيجي بالقرب من مدينة إدلب، وكونها من عقد الوصل الرئيسية لخطوط الإمداد للمجموعات المسلحة، وصلة الوصل بين الريف الشرقي والشمالي.

في حين تحمل اهمية خاصة لمرتزقة جبهة النصرة والجماعات التابعة لها، وخاصة في الوقت الراهن وما تمنى به هذه المجموعات من خسائر تحت ضربات الجيش السوري وقوى الحلفاء في الريف الشرقي لإدلب بشكل عام، ومعركة سراقب بشكل محدد حيث قطع الجيش خطوط الإمداد من الناحية الجنوبية للبلدة من ناحية معرة النعمان لتبقى بنش أهم معبر لفصائل في سراقب.

موقف دمشق!

رغم تصريح الدولة السورية بشكل دائم عن استعدادها لإتمام أي حل سياسي من شأنه حقن الدماء السورية، يتابع الجيش السوري والقوى الرديفة في منحى أخر معاركهم ضد التنظيمات الإرهابية في ريف إدلب، وفي ظل تقدم القوات نحو بلدة سراقب والتي تقع للشرق من ناحية بنش ومع العمل على عزل البلدة وقطع خطوط الإمداد عنها، تتقلص مساحة سيطرة تلك المجموعات، الأمر الذي يجبر قادتهم على الانطلاق نحو بلدات الداخل، لظنهم أنها ستكون بعيدة عن ضربات الجيش السوري، مما يسمح لهم بترتيب أوراقهم وتعزيز صفوفهم من جديد.

فهل سيسمح الجيش السوري للفصائل الإرهابية بإنشاء خطوط دفاع جديد في بلدات الداخل؟ أم أن أمر العمليات العسكرية سيستمر حتى تحرير كامل محافظة إدلب! وخاصة بعد التصعيد الذي أقدمت عليها (جبهة النصرة) والمجموعات التابعة لها عبر استهداف الطائرة الروسية وقتل قائدها.

حاضنة الفصائل في بنش باتت مزعزعة، ومحاولة انقلابها الأخيرة توضح هشاشة ارتباطاتها في ما بينها.

هل سنرى مظلة التسويات تظلل على بلدات ريف إدلب؟ أم أن داعمي المجموعات الإرهابية في الخارج سيسعون لإطالة عمر الأزمة واختيار الحل العسكري، وتحريك أذيالهم في المنطقة لقلب موازين القوى وخلط الأوراق للوصول لمنفذ يخدم مصالحهم ويحقق لهم بعض المكاسب.

بين المدفع والرشاش وبين المصالح والمكاسب، يبقى الجيش العربي السوري صاحب الحل والقرار، وتبقى الكلمة العليا لسيد الميدان.

هذا وكان الجيش السوري وحلفاؤه قد صدوا  هجوما لـ "الحزب التركستاني" و "جبهة النصرة" والفصائل المرتبطة بهما على نقاطهم في محور "تل السلطان" بريف إدلب الجنوبي الشرقي وفجروا  آلية مفخخة قبل وصولها الى هدفها.
تجدر الاشارة الى انه هذا هو الهجوم الثاني لليوم الثاني على التوالي للمسلحين على المنطقة.

المصدر:شام تايمز

113