إيران لن تتفاوض حول مواضيع أخرى ضمن الإتفاق النووي

 إيران لن تتفاوض حول مواضيع أخرى ضمن الإتفاق النووي
الثلاثاء ٠٦ فبراير ٢٠١٨ - ٠٤:٣٠ بتوقيت غرينتش

قال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية لرئاسة الجمهورية الإسلامية في إيران حسام الدين آشنا، إنه لا يمكن لأوروبا وأميركا أن تتوقعا من إيران الجلوس على طاولة التفاوض حول مواضيع أخرى من دون ضمان كافة مصالحها في إطار الإتفاق النووي.

والتقى آشنا اليوم الثلاثاء، بسفير النرويج لدى طهران 'لارس نوردروم' وبحثا خلال اللقاء المواضيع ذات الإهتمام المشترك.

ولفت آشنا إلى أن إيران قد دخلت اليوم حقبة جديدة من العلاقات بين الحكومة والشعب، قائلا: إن التعبير عن الإحتجاجات في إطار سلمي من الحقوق المؤكدة للشعب وقد نص عليه دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتتمثل مهمة الحكومة في إيضاح الآلية القانونية لدعم الشعب في التعبير عن احتجاجاتهم، ويجب الأخذ بنظر الإعتبار والجمع بين مبدأي إقامة المظاهرات وسلميتها في الوقت ذاته.

وفي معرض تطرقه الى الإتفاق النووي والقضية النووية، صرح آشنا، ان تفهم المنطق الإيراني في إطار الإتفاق النووي (من قبل الطرف الآخر) مهم للغاية وإذا أرادت أوروبا أن تتأثر بالهواجس الأميركية وماتمليه وأن تتصور بأن تصعيد الضغوط على إيران من الممكن أن يؤدي إلى الحصول على المزيد من التنازلات فانها قد وقعت في خطأ استراتيجي ونحن لم نهدف أبدا الى تصنيع الأسلحة النووية وكان الطرف الآخر قلقا بشأن هذا الموضوع ولهذا، فاننا قبلنا بقيود فرضت علينا في إطار إتفاق دولي بشأن موضوع لم نكن نهدف لتحقيقه بتاتا.

واستمر مؤكدا، 'إن الثمرة التي كنا نهدف الي الحصول عليها منذ البداية كانت تحقيق تطوير العلوم والمعرفة النووية وقد أصرنا وعززنا حقوقنا في هذا الصدد'؛ لذلك فإن هذا التصور ان إيران 'أكرهت' على الخضوع للإتفاق النووي، ليست بفكرة وتصور صائب واقتراحنا إلى أوروبا هو أن 'لا تقع في فخ أميركا' ونحن نعتقد بأنه يجب على الولايات المتحدة أن تتخذ قرارها بنفسها، أي أن تنسحب من الإتفاق النووي أو أن تقبل بجميع إلتزاماتها في إطار هذا الإتفاق.

وصرح آشنا، بأنه لن يكون مقبولا أن يدع ترامب العالم ينتظر قراره كل أربعة أشهر وهنا، فإن دور أوروبا ونوع الاستجابة التي ستبديها حيال القرار الأميريكي أمر بالغ الأهمية؛ والسؤال المطروح هنا هو ما إذا كانت أوروبا هل ستستطيع إقناعنا بأن الفوائد التي تترتب على الإتفاق النووي من دون حضور أميركا ستكون ملحوظة لإيران أم لن تستطيع؟

كما أكد مستشار رئيس الجمهورية على أن الإتفاق النووي غير قابل للتفاوض وإن القضايا الإقليمية والصاروخية مواضيع ليست لها صلة بالإتفاق النووي وصرح، انه إذا كانت تجربة الإتفاق النووي تجربة ناجحة وإذا كانت كافة الأطراف ملتزمة تماما بالإتفاق النووي، لكانت توجد إمكانية التطرق الى مواضيع أخرى كالقضايا الإقليمية حسب ما تفضل سماحة قائد الثورة الإسلامية لكن الإتفاق النووي مع الأسف في وضعيته الحالية لم يتم تنفيذه بصورة جيدة ولهذا لايمكن لأوروبا وأميركا أن تتوقعا من إيران أن تجلس معهم على طاولة التفاوض حول مواضيع أخري من دون ضمان مصالحها بالكامل من الإتفاق النووي.

كما أضاف مستشار رئيس الجمهورية، انه لا توجد لدينا أية مشكلة للتعاون مع السعودية لكننا نعتقد بأن المسؤولين السعوديين قد أخطأوا في حساباتهم بالنسبة لموقعهم وقدرتهم واننا نؤكد اننا لا نهدف الي الدخول في منافسة سلبية مع جيراننا وإننا نركز على بناء بلادنا ونريد أن نكون رياديين في تحقيق مؤشرات الإدارة القويمة للبلاد والتنمية الإقتصادية في المنطقة لكن هذا التنافس، تنافس بناء ولا يحول دون التعاون مع جيراننا وإن هذا هو مبدأ النظرية الإقليمية للدكتور روحاني الذي يعرف تحت شعار 'تحقيق منطقة أكثر قوة'.

من جانبه، أشار السفير النرويجي لدى طهران خلال هذا اللقاء حول الإحتجاجات الأخيرة الى دعايات وسائل الإعلام الغربية حول أبعاد وأهمية هذه الأحداث وتهويلها حيث لم تكن تتطابق مع الحقيقة قائلا،'إن وسائل الإعلام الغربية كانت تعكس الأحداث بصورة وكأنما كانت ثورة ما على وشك الحدوث في إيران'.

كما أكد على أن موقف أوروبا كان منذ البداية يتركز على التمييز بين الإتفاق النووي من سائر المواضيع مصرحا، انه نظرا للمتاهة التي تدور فيها أميركا حاليا، والسيناريوهات المتعددة المحتملة لا يمكن لحد الآن التحدث عن المستقبل بثقة تامة لكن نوعية تعاطي إيران وأوروبا مع بعضهما من شأنه أن يكون هاما جدا في ترشيد التطورات خلال الأشهر المقبلة.