500 عائلة تعود للرقة, فما حال المدينة؟

500 عائلة تعود للرقة, فما حال المدينة؟
الجمعة ١٦ فبراير ٢٠١٨ - ٠٦:٥٦ بتوقيت غرينتش

ليست عودة المدنيين إلى مدينة الرقة مقرونة بوضعها الأمني وخروج تنظيم “داعش” منها، وإنما هي هروب جديد من الحالة الإنسانية السيئة التي يعيشها النازحون في المخيمات التي تسيطر عليها “قسد” أو من انعدام الاحتياجات الأساسية للحياة في محيط هذه المخيمات، خاصة وإن “قسد” لا تقبل بدخول النازحين إلى المدن الكبرى التي تنتشر فيها.

العالم - سوريا

وتقول مصادر محلية في مدينة الرقة لـ “شبكة عاجل الإخبارية”، أن نحو 500 عائلة عادت إلى مدينة الرقة منذ بداية العام الحالي، وبرغم أن المدينة شبه مدمرة، إضافة للمعوقات الأخرى للحياة كإنعدام الخدمات ومماطلة الفرق الهندسية التابعة لقسد بالبحث عن الألغام، إلا أن العيش في بيت بجدران مهدمة أفضل من الخيام المبنية مما تيسر من “قماش و شوادر”، وهنا تبرز معاناة جديدة للمدنيين تكمن في السعي لتأمين لقمة العيش في مدينة منكوبة كـ”الرقة”.

المعلومات الخاصة التي حصلت عليها عاجل من مصادر متعددة تشير إلى أن عدد قاطني مخيم “عين عيسى” بريف الرقة الشمالي الغربي انخفض من 30 ألف نازح حتى 17 ألف نازح، علما أن هذا الرقم كانت “قسد” قد حددته قبل شهر من الآن كحد أقصى للقدرة الاستيعابية للمخيم، وسمحت للمدنيين القاطنين في محيطه بالعودة إلى مدينة الرقة، بعد أن كانت تمنع الأمر بحجة أن الوضع الأمني في المدينة التي خرج منها داعش حديثا غير مستقر بعد.

وفي حين أن المشفى الوطني ومشفى الأطفال دمرا بفعل الاستهدافات الأمريكية التي أدت لقبول التنظيم بشروط الخروج من المدينة لصالح “قسد”، فإن الأخيرة عملت من خلال مجموعات متعددة على سرقة محتويات “المشفى الأهلي”، وتفكيك الأجهزة الطبية التي كانت موجودة فيه، إضافة لمولدات الكهرباء الضخمة ونقلها إلى مناطق خارج الرقة، ويتوقع البعض أن هذه المعدات بيعت في السوق السوداء التركية التي تلقى رواجا كبيرا للمهربات من الداخل السوري.

المدنيون في الرقة كالجالس على “لغم” لا يعرف متى ينفجر فيه، وهذا يتقاطع مع الإحصاءات الصادرة مؤخراً عن منظمة “هيومن رايتس وواتش” التي تؤكد أن مئات المدنيين فقدوا حياتهم بسبب انفجار ألغام أو عبوات ناسفة خلفها داعش، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن من بين الضحايا 150 طفلا على الأقل، وهذا يشير إلى أن التهاون المتعمد في إزالة الألغام من قبل فرق الهندسة في “قسد”، يعد بمثابة جريمة ضد الإنسانية.

يشار إلى أن نسبة الدمار في مدينة الرقة تصل إلى 90% من حجم الكتلة العمرانية في المدينة، وفي حين تعرقل “قسد” عملية انتشال جثامين الشهداء من تحت أنقاض المباني المهدمة بفعل الغارات الأمريكية بحجج متعددة، فقد تم انتشال 35 جثمان خلال اليومين الماضيين من تحت أحد المباني الواقعة بالقرب من مدرسة المعري وسط المدينة، وهذا يشير بشكل واضح إلى أن واشنطن ارتكبت عملية “إبادة جماعية” بحق قاطني الرقة بحجة قتال تنظيم داعش.

وكالات